الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- أأنا عاهرة ؟؟؟ -

عبد الصمد فكري

2013 / 12 / 31
الادب والفن


...إنها تلك الطفلة الصغيرة في الثانية عشرة من عمرها ، تلهو رفقة أبناء الحي... لا أحد منهم يكترث لاختلاط الذكور والإناث ، فالمرح واللهو قاعدة أساسية مرصوصة على جدران مخيلتهم البريئة ، ليكون الجري والقفز والغُمَيضة ؛ وحَابَة (لعبة اللمس)... عناوين رَسمت البهجة على جفونهم.
ما الفرق بينها وبين باقي الأطفال ، نعم هذا هو السؤال المطروح ، وهو صلب موضوعي ؟ والإجابة تكمن في أن هته الفتاة عاشت في أسرة لا يمكن وصف حالها (...) ، لم تكترث لطفولتها ولا حتى لحياتها الاجتماعية "كإنسانة"... الذهاب للمدرسة لبضع أيام... لبضع فترات من الشهور ، وبعدها الانقطاع بصفة نهائية... ومن ثم أصبح الشارع ملاذها الوحيد : اللعب معظم الوقت مع كل من سمحت له فرصة الخروج للعب بعد المراجعة ، وهي أينها من هواها كطفلة تستحق الرعاية والمراقبة لتنعم بحياة طبيعية.
لقد كان هنالك شخص يهتم لحالها ، يكبرها أربع سنوات ، تلعب معه ؛ ترافقه في حاجات المنزل ؛ تجالسه وتشاركه الحديث... فتعلقت به لأنه كان يهتم لحالها وأمرها ، حتى وصل بها الحال لتحبه ، فأصبح أبناء الحي من حولها ينادون اسمه فتلتفت يمينا وشمالا باحثة عن نسيم ريحه... لكن الحياة وكما عودتنا دائما ، كقولة المطربة المصرية شيرين "وِمَفيشْ حكاية بِتِستِمرْ ، زَيِ ما بدئِت ليه على طول" الكل منشغل في أمور حياته ، نصادف أشخاصا.. نتعلق بهم.. وبعدها نتجاوز صحبتهم بمرور الوقت... المهم أن الشاب قد تابع دراسته (...) وتناسى أمرها.
ومع الآسف... لم تجد هذه الطفلة التي أصبحت في السابعة عشر من عمرها رفيقا يوجهها ، أمًا تنير طريقها ، أبًا يحميها ويراقب تصرفاتها... سوى مجتمع مليء بذئاب مفترسة اندثرت براءتها وعكرت طهارتها ، لتصبح مجرد جسد مليء بإغراءات إيحائية الملبس والمنظر ، أو لنقل اسما.. رقما يلجئ إليه زبائن مهووسون يرغبون في "خِدمة" تطفئ عُهرَهم وشبقهم الجنسي.
قد يحسب البعض أنها تحب العهر لانفتاح شهوانيتها الجنسية... لكن الأصح أنها اتخذت الجنس كخِدمة مأجورة تُلبي به الحاجيات اللامنتهية لكائنات جائعة... بثمن بخس ؛ أو باهظ يرجع بحسب نوع الخدمة : مصها القضيب؛ مداعبة ثدييها (...) ؛ التقبيل ؛ علاقة غير ايلاجية من الخلف أو بين الفخذين... وفي الواقع أصبحت كالآلة بدون مشاعر وأحاسيس ولنقل كبوابة تستقبل كل من يرغب في قضاء حاجته.
هذه الطفلة الشابة المنبوذة (...) ، مات ضميرها ؛ تغطرس كيانها ؛ تدمر وجودها ؛ وتوجِر (بضم التاء) بشرفها ، وفقدت إنسانيتها... فهي الآن : "فلانة القَحْبة" ؛ "المَثْقوبة" ؛ "بِيتْ المَا" ؛ "المُسْخة" ؛ "الخَانزَة"... اتخذت الجنس عملا تسدي به حاجياتها من ملبس ومأكل ومشرب...
رغم كل ذاك وذاك... ظل الاحترام متبادلا بينها وبين ذاك الشاب ، فكلما مرا جنبا إلى جنب ألقيا التحية على بعضيهما ، فهو لم يعد ذو قيمة بالنسبة لها فهو حب مراهقتها الطائشة ، ورغم ذلك سيظل دائما وأبدا يحترمها ، لكن ما قيمة هذا الاحترام دون مساعدتها واحتضانها لإنارة الطريق أمامها ، والبحث عن حل ؟ أين هو الحل ؟ أين يقطن ؟ كيف هو شكله ؟... لنترك الواقعة دون خاتمة ما دام الحال لا يزال على ما هو عليه.

هذا هو حالها وأين المفر !!!
عبد الصمد فكري... المغرب – الدار البيضاء
19:07..............23/12/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلا قيود يستضيف الروائية والأديبة المصرية ميرال الطحاوي


.. عوام في بحر الكلام | مع جمال بخيت- الشاعر صلاح فايز - الأحد




.. عوام في بحر الكلام - محمد صلاح فايز عن بداية حياة والدة الشا


.. عوام في بحر الكلام - علاقة اولاد الشاعر صلاح فايز بأغاني وال




.. عوام في بحر الكلام - أغنية أنقذت شاب من الانتحار.. شوف أغاني