الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازدواجية المالكي في التعامل مع الارهاب!

رعد سليم

2014 / 1 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


في كل مستجدات واحداث ومناسبات وأحاديث رئيس الوزراء نوري المالكي الكلام الاول والاخير فيها هو مسالة الارهاب في العراق. حين تطالب الجماهير من الحكومة توفير الكهرباء والماء والخدمات والامن، يقول المالكي بان الارهاب يقف عائق اساسي لتوفير كل ذلك. عندما يتحدث المواطن ويعترض على مسالة الفيضانات وغرق الشوارع ومحلات السكن بسسب مياه الامطار، يرد المالكي بان الارهابيين والطابور الخامس هم اللذين خربوا محطات الصرف الصحي كي تغرق شوراعنا بالمياه. في الوقت الذي يطالب الناس بالعمل والحد من الفقر، يجيب رئيس الوزراء، بان الارهاب والارهابيين لايعطون المجال للحكومة للتطور وتوفير فرص العمل.
لو فرضنا أن كلام السيد المالكي واقعي وصحيح، ولكن في الحقيقة هل سيادة المالكي ضد الارهاب فعلا؟ هل هو وحكومته يعملون من اجل قطع جذور الارهاب بمجملها؟ ام هو ضد الارهاب والقوى الارهابية من زاوية مصالحه، او يرى مسالة الارهاب والارهابيين من وجه نظره الطائفية او يرتدي ملابس اخرى لجماعات اخرى من الارهابين الذين يعملون للمصلحته بالشكل الاخر.
في الوقت الذي نفذت قوات المالكي من الجيش والشرطة والامن والقوات الخاصة وبدعم ومساندة من القوات الجوية بهجوم واسع النطاق في محافظة الانبار وضواحيها تحت حجة طرد الارهابيين وتنظيماتهم من المنطقة،. لكن في الجاني الأخر وفي نفس الفترة او في نفس الوقت المالكي يقف صامتا امام ارهاب الجماعات الارهابية الشيعية، ولا يتحرك ضدها باي نوع من أنواع التحرك، لا بل يدعمهم ويهيئ لهم ضروف عملهم ويوفر غطاء لهم ولعملياتهم الارهابية.
في تلك الايام قامت قوات ميليشيا جيش المختار بقيادة واثق البطاط بقصف معسكر ليبرتي الذي بأوي المهاجرين الايرانين قرب مطار بغداد بالصواريخ، لكن سيادة رئيس دولة القانون لم يحرك جندي واحد من قوات سوات أو قوات الجيش أو أي من القوات الأمنية الأخرى لمطاردة هؤلاء المجرمين او للوقوف ضد هذه الجريمة.
بعد قصف مركز الشرطة الحدودي التابع للسعودية من قبل ميليشيا البطاط، وبعد التنديد الدولي لتلك العملية، اصدرت وزارة الداخلية مذكرة اعتقال بحق واثق البطاط، لكن منذ ذلك اليوم والبطاط يتحرك بحرية ودون أية عوائق من اي طرف كان. واخر مرة شارك في فعالية زيارة أربعينية الحسين في مدينة كربلاء وظهر امام عدسات القنوات الفضائية، تواجد امام أعين أربعين الف من جنود وشرطة المالكي ودون أن يتعرضوا له. والأكثر من ذلك أن بعض الجهات الحكومية أنكرت وجود مذكرة ألقاء قبض بحق البطاط.
في الوقت الذي يتحدث السيد المالكي عن الارهاب ويصرف عشرون بالمئة من ميزانية العراق على قواته كي يصد الارهاب حسب تصريحاته، يهجر الاف من السكان "السنة" والمسيحين من المدن الجنوبية الي مناطق اخرى على ايدي مليشيات عصائب أهل الحق ومليشيا البطاط ومليشيات تابعة لقاسمياني، ودون اي رد عليهم. على العكس فالمالكي والاحزاب التابعة لايران هم يصبحون في الواجهة وبوفرون الغطاء السياسي لتلك العصابات.
ان المالكي يعرف جيدا من هم اللذين قتلوا المئات من اساتذة الجامعات والاطباء والعلماء في شوارع بغداد والمدن العراقية الاخرى. ان المالكي لديه علم تام من قتل هادي المهدي والنشطاء السياسيين ومن يقتل الصحفيين وقادة الاعتراضات الجماهيرية. ان السيد رئيس الوزراء يعرف تماما من هم وراء قتل الشباب في بغداد. لكن سيادة دولة رئيس الوزراء ساكت ولا يصنف هؤلاء القتلة على انهم ارهابيين.
خلال السنوات العشرة المنصرمة تعرض الشعب العراقي ولازال يتعرض الي ابشع واخطر الهجمات الارهابية من الاسلامين المجرمين والبعثين الفاشين وميليشيات الاحزاب الحاكمة. ونتيجة لذلك قتل الآلاف من ابناء الشعب العراقي. ان الجماهير في العراق تعاني من ارهاب التنظيمات الاسلامية المجرمة مثل داعش والقاعدة ومليشيات عصائب أهل الحق والمختارو بدر وغيرها من مليشيات الاحزاب الحاكمة، والجماهير في العراق تريد الخلاص من الارهاب بكافة أشكاله وأنواعه.
ان ازدواجية المالكي في التعامل مع طرفي الارهاب بهذا الشكل ادى الي توفير أرضية خصبة للارهاب لكلا وجهيه الطائفيين، وتعمق المشكلة واستمررها وفقدان الحلول لأنهائها.
ان انهاء الارهاب بكافة اشكاله بما فيه الارهاب الحكومي وأنهاء كابوسه الجاثم على صدور الجماهير، هو المطلب الأني للجماهير في العراق، لكن انهاءه والخلاص منه على ايدي حزب المالكى وامثاله من الاحزاب القومية والاسلامية والطائفية امرا مستحيلا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل - حماس: أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق


.. فرنسا: لا هواتف قبل سن الـ11 ولا أجهزة ذكية قبل الـ13.. ما ر




.. مقترح فرنسي لإيجاد تسوية بين إسرائيل ولبنان لتهدئة التوتر


.. بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح.. ما ا




.. تصاعد مخاوف سكان قطاع غزة من عملية اجتياح رفح قبل أي هدنة