الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا شعبا من النيام

نضال عبارة

2014 / 1 / 1
الادب والفن


يا شعباً من النيام
يا شعباً يُقاتلُ بالكلام
و يقودُ أشرسَ المعارك بالكلام
و ينتصر بالكلام
يا شعباً من النيام
تذكروا
تكتكة أسنان صغيرة
يفتكُ بعظامها الصقيع
و تبحثُ عن عودِ ثقاب في الظلام
تذكروا
طفلاً نامِ ليحلم بملابسهِ الجديدة
و قطعة الحلوى التي سيشتريها والده له
عندما سيصحبه في الغد للسوق
و ضاعت أضلاعه في الركام ..
تذكروا
عذراء كانت تحلم بفارسها و بثوب زفافها الأبيض
و تاجها الذهبي
و هذه اللحظة يلهو بلحمها الأبالسة
تذكروا تذكروا
طفلاً من وجعه لا ينام
من جوعه لا ينام
من خوفهِ لا ينام
تذكروا
أطفال الخيام ..
تذكروا تذكروا
يا من لا ذاكرة لكم
يا من لا بادرة لكم
يا شعباً .. مازال في عصر الظلام
يا جيلاً يرقصُ على أنغام الراب
و يضعُ أقراطاً بأذنيه
و يلبسُ بنطالاً تحت السرة
يا شعبا يُقلّدُ حتى القردة
يا شعباً بلا ضميرٍ و لا أفئدة
و لا يفقهُ من الفنِّ و الأدبِ و العلم
سوى العربدة ..
و يعيشُ على القدرة على البركة
و يقتلُ بعضهُ لأجل راقصة في ملهى
لأجلِ مومسٍ في ماخور
لأجلِ كرسيٍّ و ابن عاهرة
يضعُ جلدة قفاهُ على وجهه
و يُعلّق على خصرهِ شعباً كاملاً بلا أدمغة
و يضعُ في جيبهِ بلدا
و يسبي ما يشاء من نسائكم
و يطعمُ غلمانه ما يشاءُ من اثداء نسائكم ..
و أنتم نيام ، و أنتم ما زلتمْ تجابهون الرصاصَ بالجعجعة
و تقامون بالجعجعة ، بلا صدى ...
كيف ستنتصرون
و كلكم يدّعي النبوة
و كلكم منزّهون
و كلكم معصومون
و كلكم يُنصّبُ نفسه على خلقِ الله سيّدا
و يضعُ القوانين على هواه
و يقتلُ على هواه
يُسمي بلادنا ،
يحشرُ برأسنا أفكاراً على هواه
يُريدُ كل العقول أن تفكر بما يرضاه
يهشُّ عبيد الله بعصاه
كيف ستنتصرون
و أرواح خلق الله بأعينكم زبدا
يا شعباً محشوراً في ألفِ ألفِ قوقعة
يا شعباً لم يقدم للعالم منذُ ألف عامٍ منفعة
كيفَ كيف ستنتصرون
يا شعبا من النيام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا