الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لبنان الجامح..مَنْ يُروّضه؟

عصام ملاح

2014 / 1 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


لبنان في ربع الساعة الأخير من إستقراره الهشّ.. متى يعي عقلاؤه أنه ليس بمنأى عن جحيم الفوضى الهدامة الضاربة في أربع جهات المنطقة..!؟
لقد وصل لبنان الدولة والمجتمع والسياسة إلى الحائط المسدود في مأزق مصيري، وتكاد تبدو عاجزة أية محاولة لبلورة أية أفكار من شأنها أن تساهم في إنقاذ لبنان.
أما لماذا وصلت الحال إلى الطريق المسدود، فهذا شأنٌ لا يجب التردّد في تعيين مسبِّباته ومسبِّبيه، أياً كانوا. لقد وصل الخروج على معايير العقد الوطني، والاستعلاء على مفهوم الدولة، ودستورها، وقوانينها، وقيمها، وعلى اللبنانيين، بالنهب والسلاح، كما وصل تخريب الإدارة والمجتمع، وتجويفهما من الداخل، حدّاً لم يسبق له مثيل منذ تأسيس لبنان.
قد يبدو للبعض أن التعرض للشأن اللبناني البالغة حساسيته سباحة عكس التيار العاصف في غمرة الوضع الداخلي والإقليمي الراهن الذي يوحي بأن أية بمناقشة هادئة عقلانية للوضع هو"ترف" ليس وقته بينما يعاني اللبنانيون مصادرة الحياة الوطنية العامة، مروراً بتفكيك مؤسسات الدولة، ونهب مواردها، وتعميق الشرخ والاختلال في الموازين والمعادلات، وصولاً إلى انعدام مناخات التفكّر الموضوعي الهادئ، بسبب تسعير الخطاب الديني، المذهبي والطائفي، وهيمنة السلاح ووجوده في يد طرفٍ لبناني يأتمر بأوامر خارجية..!؟
إذا كان صحيحاً أن النظام السياسي اللبناني وصل إلى طريق مسدود، وباءت بالفشل الذريع، جميع المحاولات الهادفة إلى ترميمه منذ اتفاق الطائف حتى اللحظة السياسية الراهنة، مما ينبئ بالاحتمالات والمصائر القاتمة، وخصوصاً في المفترقات الحاسمة التي تعيشها حالياً المنطقة العربية. فإن الصحيح أيضاً، أنه لازالت لدى النخبة المفكرة والناشطة(بعيداً عن فساد أو إرتباط بالخارج) فرصة أخيرة قد ىتتكرر بعد أشهر قليلة في استيلاد .
تصوّر بنيوي، دستوري، أو دولتي، يمكنه إخراج لبنان من عنق الزجاجة، والوصول به الى صوغ دستور ديناميكي جديد، ضمن حدوده الدولية المعترف بها، وإتاحة حياة سياسية سليمة، ديموقراطية، متنوعة، حرّة، قابلة للعيش والديمومة بين جماعاته ومكوّناته؟
نعم.. حتى في ظرفٍ كهذا، تنعدم فيه أبسط مقوّمات سلامة الفكر وارتباط هذا أو ذاك من الأطراف اللبنانيين بعرّابه الإقليمي، الإيراني - السوري أو السعودي - الخليجي، وإحساسُ مََن يملك السلاح واستقوائه بقوة إقليمية، فإن أية محاولة لتصحيح المسار العام للأزمة الضاربة في أرجاء لبنان قد يحاول البعض حرفها لكي تشكل "إنتصاراً" موضوعياً له، ما يتسبب للطرف المقابل الإحساس ضمناً بغلبة فريق السلاح..!
في هذه الحال يتعيّن على النخبة المفكرة والسياسية الخالية من تشوهات الفساد والتبعية وضع النقاط على حروف أية سلبية وإخلال يحتمه إرتباط الأطراف اللبنانيين بعرّابيهم الإقليميين، بخاصة ذلك الطرف المستأثر بالسلاح، والفارض هيمنته العابرة على مقدّرات البلاد، والمتحكم بسلطاتها والفارض نفسه على منابر الرأي، وعلى الباحثين والمفكرين والسياسيين الأطهار(إن وُجدوا) الذين أتمنى منهم إلتقاط هذه الفرصة الأخيرة لتصحيح الشواذ الواضح في الساحة اللبنانية، وتوظيف كل إمكانياتهم ومعادلاتهم الفكرية، والدستورية، والكيانية، لترويض هذا ال"لبنان" الجامح وإخراجه من معاناة الواقع التبعي للخارج، و.. الأمني الترهيبي القائم على الأرض؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل مستعدة لتوسيع عملياتها العسكرية في غزة إذا فشلت المف


.. واشنطن متفائلة وإسرائيل تبدي تشاؤما بشأن محادثات هدنة غزة




.. التصعيد العسكري الإسرائيلي مستمر في رفح .. فماذا ستفعل واشنط


.. الصفدي: نتنياهو يتجاهل حتى داعمه الأول.. ومواصلة اجتياح رفح




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا 3 مسيرات من اليمن دون خسائر