الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وكالة أنباء فيس بوك !!

اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)

2014 / 1 / 1
الصحافة والاعلام


الإعلام الرصين الذي ينطوي على مهنية ، يعتمد في أخباره على المصادر الموثوق بها ، حتى يكسب ثقة الجماهير من خلال تقديمه الحقائق بعيدا عن الكذب والاختلاقات والأوهام التي يحلو للبعض ترويجها إما لرغبته بالشعور بأنه مهم فيوهم نفسه بأنه ولأهميته يعرف أكثر من غيره او لجهله بالمفاهيم السليمة للعملية الإعلامية ، فضلا عن أن الخبر حين يصل الى القارئ قد يختلف تماما عن الحدث الأصلي بسبب تعرضه للتغييرات خلال عملية انتقاله من شخص الى آخر ، فكل واحد في السلسلة يضع عليه من عندياته شيئا قد يمثل تفسيره هو او توجهه الفكري اوسياسة مؤسسته ، كالكلام الذي ينتقل من شخص الى آخر ، وعند آخر شخص يكون الكلام الواصل مختلفا تماما عن الكلام الأصلي ، وبذلك تضيع الحقيقة باختفاء الموضوعية والدقة .
مايحدث اليوم من فوضى إخبارية ، يتجلى في إحدى صوره باعتماد بعض الصحف او المواقع الألكترونية الأخبار المنشورة في فيس بوك او مواقع الأنترنت الأخرى ، ومن غير أن يفكر المسؤول عن التحرير في الصحيفة او الموقع الألكتروني بمدى صحة تلك الأخبار التي يمكن أن تكون (مفبركة) ، فلو كلف أحدهم نفسه ولو بضع دقائق ليتأكد من الخبر عبر البحث عنه في المصادر التي تعزى اليه لقلّ كثيرا كم الأخبار الكاذبة والمبالغ بها .
أخبار كثيرة أقرأها في فيس بوك لاأثق بها ، لاسيما أنه وكالة ( من غير بواب ) ، والكل يمارس الكتابة والكثيرون ينقلون عن الآخرين او يسرقون جهودهم ، ويأتي آخرون وينقلونها عنهم وهكذا ، ومن ثم تنشرها صحف نقلاً عنهم أيضا ، في الوقت الذي يفترض بالعاملين فيها أن يعرفوا ولو الحدود الدنيا لصناعة الخبر الصادق وكيفية التأكد من مصداقية ماينشر هنا وهناك قبل نقله وإعادة نشره .
ومن تلك الأخبار مانشرته صحف محلية و(فيس بوكيون) بضمنهم صحافيون من خبر نسب الى مركز الرصد الزلزالي في العراق والى وكالة الجيولوجيا الأمريكية أيضا ، تضمن التنبؤ بحدوث زلزال مدمر للبنى التحتية وللحياة في العراق خلال نيسان المقبل ، ما بعث الرعب في نفوس الناس .
حين قرأت الخبر ، شعرت للوهلة الأولى بأنه ينطوي على مبالغة وغياب للدقة ، فذهبت الى موقع الرصد الزلزالي العراقي بحثا عن الحقيقة فلم أجد ما يشير الى ماورد في الخبر ، وبحثت عن الجهة الأميركية التي نسب اليها التصريح ، فلم أجد شيئا يؤكد وقوع زلزال مدمر في نيسان 2014 . بل تبين لي من خلال البحث أن الخبر الأصلي يعود الى أوائل نيسان من العام الجاري 2013 وأن نيسان المقصود بحدوث الزلزال المزعوم فيه هو (نيسان الفائت) وليس (نيسان المقبل) !!
هذا مثال قريب لهذه الفوضى ، والأمثلة كثيرة عن الأخبار الكاذبة والمُختلَقة والمُحَرفة التي يعاد نشر بعضها كل سنة تقريبا الى جانب الصور التي تُنشر تحتها عناوين وشروحات وأخبار لاعلاقة لها بموضوع ومكان الحدث المتعلق بكل صورة !!
ويفترض بالصحيفة أن تكون المصدر الرئيس الصادق للأخبار التي تأتي بها من مصادرها الأصلية مباشرة من خلال مندوبيها او مراسليها ، او أن تعتمد على وكالات إخبارية رصينة ومعروفة ولها تأريخ ، وليس على صفحات (فيس بوك) غير مسؤولة ، بعضها يعود الى جهلة وغير مسؤولين ، او على مواقع ألكترونية يديرها أشخاص غير مهنيين .
كما يفترض بمستخدمي فيس بوك ومسؤولي ومحرري المواقع الالكترونية أن يعتمدوا على أخبار الوكالات المعروفة والصحف الرصينة التي تعتمد بدورها على مندوبي الأخبار ، لا أن يحصل العكس حيث يعتمد بعض الصحف او المواقع على مصدر غير موثوق به للأخبار كفيس بوك . لكن الاستسهال والمجانية وراء هذه الفوضى الإعلامية التي تحمل الكثير من الغث والكذب والدجل والسرقة وتشويه سمعة الآخرين وماالى ذلك ، وللحديث صلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف