الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد فشل مشروعها التآمري على سوريا.. السعودية تلقي بثقلها في لبنان

عليان عليان

2014 / 1 / 1
الارهاب, الحرب والسلام



بعد أن لاحت بوادر فشل المشروع السعودي التآمري على سوريا ، وفشل أداتها العسكرية الرئيسية " الجبهة الاسلامية " في تحقيق أي إنجاز على الأرض ، واندحارها المتسارع أمام الجيش العربي السوري وحزب الله في القلمون ، لجأت المخابرات السعودية إلى نقل المعركة إلى لبنان لتعوض فشلها في اصطياد الحلقة الرئيسية ( سوريا العروبة ) ، وفشلها في تطويق إيران بل وعزلتها بعد الاتفاق النووي الإيراني مع مجموعة (5 +1).
والهدف الرئيسي من نقل مشروعها التآمري على لبنان ، هو ضرب الضلع الثالث في حلف المقاومة والممانعة ممثلاً بحزب الله ومقاومته ، التي أدمت إلى جانب الجيش السوري عصابات التكفير ، ومرغت أنف جبهة آل سعود السلاموية في الوحل ، عبر كمائنها وتكتيكاتها العسكرية ، التي ألحقت خسائر هائلة بالإرهابيين والتكفيريين على صعيد القتلى والجرحى والأسرى .
لقد بات واضحاً أن نسبة هائلة من مقاتلي " الجبهة الاسلامية " التي تأتمر بأوامر بندر بن سلطان ، بدأت في التموضع في مناطق مختلفة من لبنان وخاصةً في طرابلس وصيدا وبيروت مستندةً إلى قاعدتها اللوجستية في قرية عرسال اللبنانية ، التي يجري فيها تجهيز السيارات المفخخة وتفجيرها في مناطق حزب الله ، كما حصل في بئر العبد والرويس ، أو تفجيرها في مناطق سنية لتفعيل الفتنة السنية – الشيعية ، وتنفيذ عمليات اغتيال بحق الزعماء السنة المؤيدين للمقاومة ، أو المعارضين لإشعال الفتنة الطائفية ، كاغتيال الشيخ سعد الدين غية القيادي في حزب جبهة العمل الإسلامي في طرابلس في الثاني عشر من تشرين ثاني/ نوفمبر 2012 ، والتهديدات المستمر للشيخ ماهر الحمود في صيدا ، ولمفتي الجمهورية الشيخ محمد سعيد قباني ، وذلك لإضعاف موقف حزب الله ، وضرب الحاضنة الجماهيرية له بعد أن أثبت بأنه عابر لمختلف الطوائف والتشكيلات السياسية والاجتماعية في لبنان .
لقد تبدت مفاعيل هذا التموضع لإرهابيي الجبهة الإسلامية ، في سلسلة عمليات جرى تنفيذها مؤخراً ضد حزب الله وضد الجيش اللبناني ، تمثلت في إطلاق صواريخ على منطقة بعلبك وتفجير سيارة مفخخة أثناء عملية التبديل لمقاتلي حزب الله ، وفي محاولة تنفيذ عمليات انتحارية ضد الجيش اللبناني جنوب صيدا ، وقبل ذلك المحاولة الفاشلة لتفجير السفارة الإيرانية في بيروت .
وتسند السعودية سياسياً في تنفيذ مخططها التآمري ، على سوريا ولبنان على أداتها السياسية ممثلةً ( أولاً) بتحالف (14) آذار الذي وفر البيئة الحاضنة للإرهابيين للعمل في سوريا ولبنان وقدم لهم كل أشكالا االدعم اللوجستي والسياسي ( وثانياً ) على الرئيس اللبناني ميشال سليمان الذي بات يتصرف كأداة رئيسية للسعودية ، منذ تطور مفاعيل الأزمة السورية ، وخاصةً بعد زيارته الأخيرة للرياض والمنحة المالية التي قدمها العاهل السعودي من خلاله للجيش اللبناني ومقدارها ثلاث مليارات دولار ، لشراء السلاح من فرنسا .
واللافت للنظر أن تموضع الرئيس اللبناني في الجيب السعودي وبالتحالف مع فريق (14
) آذار المتصهين ، بحيث بات رئيساً لفريق من اللبنانيين ضد فريق آخر ، ما يعيد للأذهان التجربة سيئة الذكر للرئيس الأسبق كميل شمعون إثر قيام الجمهورية العربية المتحدة بين سوريا ومصر.. هذا التموضع له تبعاته واستحقاقاته على الصعيد المحلي والاقليمي من الزوايا التالية:
أولاً: أن المنحة الكبيرة من السعودية للجيش اللبناني ، لن تكون "لوجه الله " في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ سوريا ولبنان ، بل ستكون مشروطة بشروط ، ننتظر الكشف عنها في الأيام القادمة ، ولا نحتاج " للضرب بالمندل " للتنبؤ بهذه الشروط ، خاصةً بعد أن رحب العدو الصهيوني بها ورأى أنها تحقق وتخدم مصالحه ، ومن ضمن هذه الشروط المتوقعة "أن تسليح الجيش اللبناني بأسلحة متطورة نسبياً ، لن يكون الهدف منه التصدي للعدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان ، بل لضرب حزب الله ومقاومته الباسلة ، ولإنهاء " معادلة الجيش والشعب والمقاومة " التي تبلورت إثر معركة العدسية في جنوب لبنان عام 2010 .
وقد يقول قائل : "أنه من الصعب توجيه الجيش اللبناني ، لتولي مثل هذه المهمات القذرة بحكم أنه مشكل من مختلف طوائف ومكونات المجتمع اللبناني".
لكن الخشية هنا تكمن في أن السعودية وأدواتها قد تدفع الأمور في لبنان باتجاه الحرب الأهلية وبالتالي يكون السلاح الجديد الفرنسي الممول سعودياً ، بيد طرف من الجيش اللبناني وليس بيد عموم الجيش وهذا هو " الاحتمال الأول ".
أما الاحتمال الثاني أن يتم تشكيل كتائب جديدة مثل تلك السرايا والكتائب التي شكلها وسام الحسن – أحد الأركان السابقين لتيار المستقبل قبل اغتياله - ، رئيس " فرع المعلومات " المستحدث والتابع شكلاً لوزارة الداخلية اللبنانية ، وتسليحها بالسلاح الفرنسي الجديد / بحيث تكون هذه الكتائب رأس حربة ضد المقاومة ، والرديف العسكري لما تسمى " بالجبهة الإسلامية " الإرهابية في لبنان وعلى الحدود السورية اللبنانية .
ثانياً: أما الاستحقاق التالي المتوقع ، لتموضع الرئيس اللبناني في الجيب السعودي ولصفقة الأسلحة الفرنسية الممولة سعودياً ، فيتمثل في احتمال لجوء الرئيس بتكليف تمام سلام لتشكيل حكومة (محايدة ! ) ، بهدف استبعاد حزب الله منها ، لتتولى تنفيذ المهام القذرة المطلوبة ضد المقاومة وضد سوريا.
وما يعزز هذا الاستحقاق ما يلي :
أولاً : الخطاب الفتنوي الطائفي الذي تناوب ويتناوب عليه أركان تيار المستقبل " سعد الحريري وفؤاد السنيورة وغيرهما " والتحريض المستمر ضد " الشيعة " وتحميل حزب الله مسؤولية اغتيال وزير المالية الأسبق " محمد طحش " بدون أدنى دليل .
ثانيا: الإعلان الواضح والصريح لفريق (14) آذار الانعزالي المتصهين ، بأنه سيبدأ معركته بآليات ديمقراطية مزعومة ، ضد حزب الله تحت عنوان " تحرير لبنان من السلاح غير الشرعي " ويقصد به سلاح حزب الله ، وهذا ما تبدى بشكل رئيسي في تصريح أمين تيار المستقبل فؤاد السنيورة ، الذي صرح بذلك معلناً "أن مرحلة ما قبل اغتيال شطح ستختلف عن مرحلة ما بعد اغتياله" .
ثالثاً: المساعي المحمومة لفريق (14) آذار ، للتمديد للرئيس اللبناني بعد أن شارفت ولايته الرئاسية على الانتهاء ، حتى يشكل الرئيس غطاءً للمهمات القادمة للحكومة المرتقبة .
وفي هذا السياق جاءت اللقاءات المستمرة ، من قبل زعيم حزب القوات اللبنانية - العميلة تاريخياً للكيان الصهيوني - سمير جعجع مع الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط من أجل إقناعه بالتخلي عن طروحاته بشأن " حكومة الوفاق الوطني " والاصطفاف إلى جانب فريق (14) آذار المتصهين في التمديد لرئيس الجمهورية ولتشكيل حكومة حياد مزعومة يستثنى منه حزب الله وحلفائه .
لكن المخطط السعودي – الانعزالي الصهيوني في لبنان محكوم عليه بالفشل ارتباطاً بعدة عوامل أبرزها:
أولاً : جاهزية حزب الله للتصدي للمؤامرة وإفشالها ، ولعل العبارة التي أطلقها زعيم حزب الله في خطابه مؤخراً " لا تلعبوا معنا " مؤشر على هذه الجهوزية .
ثانياً : أن المعادلة الداخلية اللبنانية مختلة لصالح حزب الله وحلفائه في لبنان بعد أن رفض وليد جنبلاط الاصطفاف إلى جانب خطة (14) آذار ، في تشكيل حكومة حيادية أو التمديد لرئيس الجمهورية ميشال سليمان .
ثالثاً : أن المعادلة الإقليمية والدولية في المرحلة الراهنة ، لا تخدم مثل هذا المخطط بعد تراجع الدورين القطري والتركي في سوريا ، وبعد تراجع الولايات المتحدة عن شن الضربة العسكرية ضد سوريا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة المصرية الجديدة تؤدي اليمين الدستورية | #عاجل


.. إسرائيل تعرض خطة لإدارة قطاع غزة بالتعاون مع عشائرَ محلية |




.. أصوات ديمقراطية تطالب الرئيس بايدن بالانسحاب من السباق الانت


.. انتهاء مهلة تسجيل أسماء المرشحين للجولة الثانية من الانتخابا




.. إيلي كوهين: الوقت قد حان لتدفيع لبنان الثمن كي تتمكن إسرائيل