الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بفضل غيفارا اعتنق كاسترو الشيوعية

خالد بهلوي

2005 / 6 / 16
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


يصادف اليوم الذكرى السنوية لميلاد الثائر أر نستو تشي غيفارا في الأرجنتين ولد من أسرة برجوازية من أب مهندس كان منذ ولادته ضعيفا ومصابا با لربو لكنه لم يستسلم للضعف والمرض فمارس الرياضة وركوب الخيل وعند ما بلغ الرابعة عشر اعتقلت السلطات والدته وبقيت تحت التعذيب ومن يومها شعر غيفارا بالظلم وعرف طعم الحريه0 درس مؤلفات وأفكار ماركس ولينين وتر وتسكي ودرس الطب وتخرج طبيبا لكنه لم يفتح عيادة وأيقن منذ صغره بان مهمته ليس علاج مريض واحد بل البحث عن سبل لمعالجة هموم ومشاكل الفقراء و المحتاجين في كل مكان0
فانطلق 1945 إلى الجبال تاركا وزارة عائلته و وطنه متجاوزا الحدود و المسافات باحثا عن الطرق و السبل لتخفيف معاناة الجائعين وبالصدفة التقى راؤول كاسترو الذي عرفه على فيدل كاسترو وناضلا معا ضد حكم باتيستا و شعرا انهما بحاجة إلى بعضهما وكان حلمهما ان يمنعا الرأسمالية و الطغاة بالنوم هادئا على صدور الفقراء والكادحين
لقد آمن غيفارا بالنضال المسلح وبأنها الطريقة الوحيدة للخلاص من العبودية وجاء في رسالته لوالديه أن حبي الحقيقي ليس الوطن والعائلة والزوجة والأصدقاء فقط بل حب الملايين من بائسي العالم المحرومين
ولهذا يعتبرني البعض مغامراً لكن في داخلي شمعة تشتعل لتضيء الطريق للمناضلين ومنذ لقاءه مع كاستروا بداء بالهجوم والغزوات وبفضل الآلاف من الثائرين تمكنا من إسقاط حكم باتيستا ونجحت الثورة ومع استلام كاسترو زعامة السلطة استلم غيفارا وزارة الصناعة واعتمد عليه كاسترو كثيراً في رسم معالم بناء دولة جديدة وبفضله اصدر كاستروا قانون الإصلاح الزراعي وكان رسولا صادقاً لكوبا إلى الدول الخارجية فكان يلتقي مع عبد الناصر ونهرو وعقد صفقة الصواريخ مع موسكو واشتهر بالحكمة السياسية ورجل المهمات الخاصة
لكن غيفارا أيقن بأن النضال يجب أن يستمر وعليه أن يحقق نجاحات في مكان أخر فغادر كوبا متوجهاً إلى بوليفيا كونها اضعف حلقة في أمريكا اللاتينية ولوجود تنظيم لعمال المناجم هذا التنظيم الذي يشكل قوة الوعي الثوري ويمكن الاعتماد عليها
واستفاد غيفارا من تجربة كوبا بان حرب العصابات الذي كتب عنها في كتابه بان القوى الشعبية قادرة على قهر أقوى الجيوش العسكرية وكان مقنعا بضرورة أيجاد نقطة ثورية أخرى إلى جانب فيتنام وكوبا لدك عروش الرأسمالية والاستغلال بإشكالها المختلفة ومنذ مغادرة كوبا وعمله مع الثوار في بوليفيا واجه التحديات الكبيرة وخاصة من أصحاب القبعات الخضراء الذين دربهم أمريكا لمواجهة الثورات وحرب العصابات في أمريكا اللاتينية
ومع فقدانً وضعف المساعدات وخاصة من كوبا لم يتمكن هؤلاء الثوار من مواجهة القوى العسكرية في الجبال
لقد عمل بصدق وشجاعة وامانه مع جميع رفاقه لكن أحدهم خانه مقابل حفنة من الدولارات ليقول أن المال أقوى من القيم والمبادئ
وعندما بقي مع عدد من رفاقه حاصرتهم القوات البوليفيا وقتلتهم جميعا واختلفت الروايات حول طرق استشهاده
لكن المؤكد انه بقي شامخا متحديا الموت وكان شعاره ليس المهم أن أموت بل المهم أن يبقى ناقوس الثورة يدق في مسامع الظالمين
ومن المؤكد أن السلطات البوليفية كانت تخافه وتخشاه حيا فقتلته دون محاكمه ودون أن يعطى الحق بالدفاع عن مبادئه وقناعاته
سيبقى ذكرى غيفارا حيا ويبقى صوره معلقا على صدور الشباب والمناضلين من اجل الحق والعدالة والحرية
أن عظمة غيفارا في تركه أسرته ووطنه والبحث في الجبال عن الثورة والثوار وتركه كرسي الوزارة الذي كان يقول عنها ان الثوري يتجمد عندما يقعد على الكرسي وتأتى عظمته بأفكاره الأممية وتأثيره على كاستروا باعتناق الشيوعية
حيث أعلن كاسترو 1961 أنا ماركسي لينيني ويعود له الفضل بان طريق الثورة والثوار هي دك عروش الطغاة بغض النظر عن مكان تواجدهم
أستشهد غيفارا عن عمر يناهز 40 عاما بقى ويبقى رمزا ومجسدا للبطولات لكل الأحرار الباحثين عن العزة والكرامة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحجاج ينفرون من عرفات إلى مشعر مزدلفة بعد أداء ركن الحج الأ


.. -مجزرة الشيخ السماني-.. مصرع أكثر من 20 سودانيا في قرية الشي




.. سعيد زياد: لا يمكن للاحتلال الذهاب لجبهة جديدة وهو منهك في غ


.. ناشطون يلطخون واجهة قنصلية ألمانيا بنيويورك نصرة لغزة




.. تكثيف الضربات على مواقع الحوثيين للحد من قدراتهم على مهاجمة