الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي يراهن على موقف المرجع الأعلى / 2

مهند البراك

2014 / 1 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


و من كل ماتقدّم و غيره يستخلص سياسيون و خبراء و مفكرون و مثقفون بارزون : " عدم آهلية المالكي لممارسة الحكم التعددي " الذي يعتمد التبادل السلمي للسلطة و اشاعة السلام و الحرية و احترام الاديان و الطوائف و القوميات . . بل على العكس فإنه لعب على تأجيج صراعات المكونات العراقية و خاصة الطائفية و العرقية، و على توظيف الصراعات الاقليمية و الدولية لنفسه و لإنفراده شخصيّاً بالحكم، و خاصة الصراع الإيراني ـ الأميركي في زمان ـ انتهى الآن ـ حين احتاجه فيه الطرفان و تصوّروا ان له آفاقاً ، الاّ انه في الحساب الاخير لم يبررها، وفق مراقبين .
و يرى متخصصون بأن الموقف الايراني الآن يعيد النظر في تقييم مؤهلات المالكي و تقرير مدى امكانية استمراره في رئاسة الوزراء لدورة جديدة، اثر ممارساته الخاطئة و تناقص شعبية كتلته و حزبه الحاكم ـ بعد ان غيّره ـ . . الأمر الذي عكسته نتائج انتخابات المجالس المحلية الاخيرة، فالموقف الإيراني قد ينتظر انجلاء نتائج الانتخابات التشريعية المقبلة ليقرر، خاصة وان الجهات الإيرانية قوّت علاقتها مع كل الاطراف الشيعية المتنفذة و حاولت و تحاول فتح باب علاقاتها على مصراعيه في اقامة علاقات مع قوى عراقية اوسنيّة او مدنية او ليبرالية ، موظفة لذلك خبرتها في التعامل مع سوريا و لبنان و مع الاطراف الفلسطينية . . خاصة و انها تعاني الآن من نتائج حصار دولي متشدد .
و ترى اوسع الاوساط الداخلية و الدولية وفق وكالات انباء متخصصة و محايدة، ان رئيس مجلس الوزراء الحالي المالكي يعلم جيداً عدم رضى السيد آية الله السيستاني الزعيم الروحي الاعلى للشيعة، عدم رضاه عن ادائه السياسي و اداء حكومته (*) . . لذا فإنه يسعى الى توظيف اعلان السيد السيستاني بعدم تدخل مرجعيته العليا بالسياسة، المؤدي الى الصمت، على اساس ان واجب المرجعية يقوم على النصح و الإرشاد و ليس التدخل المباشر الاّ في الظروف التي تهدد أمن البلاد و سلامة الناس كما حدث تدخله صريحاً في الموقف من الانتخابات و الدستور.
و يرون بأن حالة البلاد الراهنة جرّاء سياسات المالكي في مواجهة المخاطر التي تحيق بالبلاد و العباد، قد جرّتها الى متاهات و الى حمامات دماء تزداد و لاتنتهي على اساس الهويات الدينية و الطائفية و العرقية، التي قد تجرّ البلاد ـ و المنطقة ـ الى حرب أهلية اكثر تدميراً . . هي التي تشكّل اكبر الأخطار التي تواجهها البلاد الآن و التي تستدعي ضرورة تدخل المرجعية العليا و خروجها عن صمتها كما حدث في منعطفات حادة سابقة، و يناشدون السيد آية الله العظمى السيستاني بالتدخل لحقن دماء الشعب العراقي المنكوب بكل اديانه و طوائفه و اعراقه .
و ان ثقل المرجعية الشعبي و مواقفها المجرّبة التي لعبت ادواراً هامة منذ سقوط الدكتاتورية يؤهلها لذلك ـ رغم استغلال ممثلين و وكلاء انتهازيين لإسم المرجعية في الانتخابات التشريعية الاولى في ظروف تكالبت فيها انواع المخاطر، ثم تم التراجع عنها ـ . . في زمان بدأ يتكشّف فيه زيف قوى اسلامية تزعمت و فشلت لغرقها في الفساد و السرقات و القتل و نالت اكبرها " الاخوان المسلمون" حظراً و صارت عضويتها يطالها القانون في جمهورية مصر العربية، و حذت حذوها دول عربية كبرى، اضافة الى ان الارض بدأت تميد تحت اقدام حزب العدالة الاسلامي الحاكم في تركيا بزعامة اردوغان بسبب الفساد و السرقات الكبيرة .
ان موقفاً لصالح الشعب العراقي من المرجعية العليا للسيد السيستاني سيعطي زخماً كبيراً لكل قوى الخير و السلام في البلاد من القوى الفاعلة في المجتمع سواء كانت : دينية اسلامية و مسيحية و غيرها و بمختلف مذاهبها، قومية : عربية و كردية و تركمانية و غيرها، او سياسية تحررية تريد تعمير البلاد و اشاعة الخير و الرّقي و فرص العمل و الثقافة و الفنون فيها و كل مايساعد على تجفيف منابع الارهاب فيها على طريق الرفاه . . التي من انشطها قوى " التحالف المدني الديمقراطي" بكل مشاربه الساعية الى عودة البلاد الى ماضيها الجميل الذي تعايشت فيه كل مكوّنات الشعب العراقي بأطيافه الدينية و الطائفية و القومية و الفكرية و السياسية، برجاله و نسائه . .
و من اجل انتخاب المزيد من المرشحين النزيهين الى البرلمان القادم ليؤثروا في تشكيل الوزارة وفي تغيير وجهة المسيرة الراهنة لصالح الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وحقوق المواطنة وحقوق المرأة والكادحين في الريف والمدينة ، لصالح الطلبة و الشباب والمعلمين والمثقفين، و لصالح بقية فئات البرجوازية الصغيرة والبرجوازية الوطنية الصناعية والزراعية والتجارية. . من اجل رفع راية بلادنا خفّاقة عالية بين الامم، بلادنا التي تملك كل شروط التقدم و الازدهار . (انتهى)


3/ 1 / 2014 ، مهند البراك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) كماعبّر وكلائه و ممثليه الشرعيين و مقلديه دون ذكره بالاسم الصريح، وفق تسلسل الاحداث و القرارات الحكومية و القرارات الصادرة باسم المالكي . . طيلة سنوات الدورة الحالية التي تشارف على الإنتهاء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يسعى لتخطي صعوبات حملته الانتخابية بعد أدائه -الكارثي-


.. أوربان يجري محادثات مع بوتين بموسكو ندد بها واحتج عليها الات




.. القناةُ الثانيةَ عشْرةَ الإسرائيلية: أحد ضباط الوحدة 8200 أر


.. تعديلات حماس لتحريك المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي عبر الوسط




.. عبارات على جدران مركز ثقافي بريطاني في تونس تندد بالحرب الإس