الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعتقال جند الشام رسائل لمن؟ ومن؟

حسيبة عبد الرحمن

2005 / 6 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


أعلن الأعلام السوري عن ضبط واعتقال مجموعة كبيرة من التكفيريين الإسلاميين _ تنظيم جند الشام للجهاد والتوحيد _بعد اشتباك مسلح ما بين القوة الأمنية ومجموعة المتطرفين الإسلاميين ، قتل عنصر أمن وجرح آخر وقتل أثنين من الإرهابيين، وألقي القبض على الثالث، هذا ما جاء في الصحف والإعلام السوري الرسمي .
هذا الخبر الذي أخذ مساحة من الإعلام الرسمي السوري والعربي ، ولم يأخذ نصيبه من التحليل، لماذا الاعتقال الآن ؟ ولمن وجهت رسالة الاعتقال؟.
هناك اعتقاد عام سائد أن المتطرفين الإسلاميين لن يدخلوا في مواجهة مع السلطة السورية في المدى القريب، إن كان بسبب موقف السلطة من الاحتلال الأمريكي للعراق، أو كان لجهة دعم السلطة السياسي للقوى الإسلامية المسلحة في كل من لبنان وفلسطين ، وبالتالي فإن الإسلاميين الجهاديين ليس لهم أدنى مصلحة في فتح صراع مع السلطة في سوريا من باب البراغماتية السياسية البحتة على الأقل .
هذا التحليل في حال تبنيناه، إلى ماذا يفضي وللوهلة الأولى ؟.
أعتقد أننا سنتجه إلى أن السلطة في سوريا ، والتي يقول عنها الأمريكيون " أنها ترعى الإرهاب في المنطقة " أرادت أن ترسل رسالة إلى عائلة الحريري ومن يقف وراءهم سواء السعودية، أو الولايات المتحدة الأمريكية أو فرنسا _ مع احترامنا للعائلة فالمواقف تتخذ وتبنى على أساس المصالح السياسية والاقتصادية الآنية أو البعيدة والاصطفافات الأخيرة التي جرت في لبنان ضد الوجود السوري ، تصب في هذا السياق _والتنظيم الذي تم ضبطه في دمشق هو من أعلن مسؤوليته عن اغتيال الحريري، وربما ضرب تلفزيون المستقبل ، وجاء توقيت الاعتقال بعد اغتيال الصحفي سمير القصير والأصابع التي وجهت نحو أجهزة الأمن السوري ودورها في عمليات الاغتيال التي وقعت في لبنان ( ابتداءً من مروان حماده وحتى سمير القصير).
وبذلك تقدم السلطة في سوريا رسالة لبعض قوى المعارضة اللبنانية الذين كانوا حلفاءها حتى الأمس القريب، أنهم لن يسمحوا لهذا التنظيم بالقيام بأي عمل إذا تمكنوا من ذلك ، وبهذا السياق تأتي خطوة الاعتقالات الأخيرة .
وهناك رؤية أخرى تعتمد على ما ورد في رواية الأمن السوري، أن التنظيم خطط للقيام بعمليات تفجير داخل القصر العدلي بدمشق ، إذا صح الخبر_ وهو وارد إذا ناقشنا بنية الفكر التكفيري تجاه الآراء والطوائف والديانات الأخرى_وقد جاء الخبر بعد انتهاء مؤتمر حزب البعث الأخير، وبعد أن اتضحت توصياته بشأن قانون الأحزاب الذي يستبعد تشكيل أحزاب دينية وعرقية واثنية ، فقرر التنظيم البدء بالاعتراض على القانون المذكور في رسالة تهنئة معارضة لمؤتمر حزب البعث.
والرسالة الأخرى هي لدول العالم و للداخل السوري بحيث يظهر النظام على أنه مستهدف من قبل التيار الأصولي الإسلامي وعلى المجتمع السوري- وربما يفسر اغتيال معشوق الخز نوي من قبل هذه المجموعة_ وتعبيراته السياسية الالتفاف حوله ودعمه لأن الذاكرة الجمعية السورية لا تزال تحفر فيها آثار الصراع الدامي ما بين التيار الأصولي الإسلامي والنظام، إضافة إلى الآثار المدمرة لبنية المجتمع السوري، إذ تسبب الصراع في ازدياد نزعة العنف من جهة ، ومن جهة ثانية ازدياد الشرخ العامودي في المجتمع السوري_ الطائفي_.
وإذا كانت السلطة في سوريا فعلياً تغض الطرف حتى الآن عن نشاط الإسلاميين في محاولة لا بقائهم تحت مظلتها، فهل بدأ ت السلطة بضرب هذه المجموعة لتنتقل إلى البقية؟ سؤال علينا الإجابة عليه ضمن المعطيات الداخلية والإقليمية والدولية!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تحاكم إسرائيل وتسجن أطفالا في الثانية عشرة من العمر؟ • ف


.. نتنياهو: سنعود للقتال حتى النهاية، وهدفنا القضاء على #حماس




.. تثبيت هدنة غزة.. شروط متبادلة ومفاوضات مكثفة


.. استعدادات لانطلاق مؤتمر كوب28 في دولة الإمارات بمشاركة دولية




.. مسؤول أميركي يعلن إسقاط طائرة مسيرة حوثية فوق البحر الأحمر