الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى يقع قتلة وزير الدفاع السوري في قبضة العدالة ؟

خليل خوري

2014 / 1 / 3
مواضيع وابحاث سياسية




لاكثر من 18 شهرا ما زال المواطن السوري يتابع بلهفة وشغف الفضائيات الرسمية السورية لعل وعسى تبادر الجهات الرسمية بكشف النقاب ، ولو في في تسجيلات مصورة ،عن الجناة الذين وضعوا خطة اغتيال وزير الدفاع السوري داود راجحة ومعه ثلاثة من كبار المسئولين السوريين ، وشاركوا في تنفيذها ، ولكن هذه الجهات ما زالت تبدي تقصيرا في هذا الشان رغم ان حادثة الاغتيال قد وقعت قبل فترة طويلة وكان بامكان اجهزة الامن السورية القاء القبض على الجناة ،او على واحد منهم على الاقل لو كانت جادة في ملاحقتهم ، ولهذا لا يجد المواطن السوري تفسيرا لهذا الغموض الذي يلف حادثة الاغتيال ،اوالتقصير ان صح التعبير سوى الركون الى الاشاعات او الاجتهادات التي انتشرت عقب الحادثة التي تجزم الجهات المروجة لها تارة بالقول : ان اجهزة الامن قد فشلت في القاء القبض على الجناة ، وتارة بالزعم ا ان هؤلاء الجناة قد وقعوا فعلا في قبضة جهاز الامن ، ولكن الاخير يماطل في الكشف عن هويتهم ،
وبث تسجيلات مصورة لهم عبر الفضائيات السورية ، حتى لايميط اللثام عن اطراف او جهات رسمية تقف وراء حادثة الاغنيال ، او تكون قد سهلت لهم الوصول الى مبنى الامن القومي حيث كان يجتمع وزير الدفاع السوري داود راجحه مع ثلاثة من كبار المسئولين وسط حراسة مشددة ، وطوق امني يتعذر على اية مجموعات ارهابية معارضة للنظام اختراقه ومن ثم الوصول الى داخل المبنى لزرع العبوة الناسفة التي اودت بجياتها وحولتهم الى اشلاء مبعثرة ، ربما للتخلص منهم بعد ان احكموا قبضتهم على اهم مفاصل الدولة المتمثلة بالجيش وجهاز الامن السوري ، وبعد ان اقام المسؤلون الروس المختصين بالملف السوري جسورا معهم وراحوا يتعاملون معهم باعتبارهم بديلا للنظام . ربما تكون هذه الاشاعات بنظر بعض المراقبين السياسيين غير منطقية لان النظام لا يمكن ان يضحي بخلية الامن القومي المشكلة من المسئولين
الاربعة ، وبالتالي احداث خلخلة في بنيته في الوقت الذي يخوض فيه حربا لا هوادة فيها ضد غزوة وهابية تضم في صفوفها ما يناهز 60 الف ارهابي ، تمكنوا من بسط سيطرتهم على مساحات كبيرة من سورية ، والسئوال هنا : اذا لم نكن قد توصلنا الى استنتاجات تدين اطرافا في النظام وتحملهم مسئولية التقصير في القبض على الجناة ، فلماذا لم نلمس مثل هذا التقصير في ملاحقة الارهابيين المتورطين في اغتيال ضباط ومسئولين سوريين اخرين ، والقاء القبض عليهم ، وعرضهم في تسجيلات مصورة على التلفزيون السوري وحيث رايناهم يدلون باعترافات تؤكد تورطهم في ارتكاب هذه الجرائم ؟ قبل ايام بث التلفزيون السوري وبعد النشرة الاخبارية المسائية تسجيلا لمجموعة من الارهابيين ذكر التلفزيون السوري بان ايديهم قد تلطخت بدماء كبير علماء الشام الشيخ البوطي . وفي هذا التسجيل قدم الارهابيون تفصيلات كاملة عن الخطة التي وضعوها لاغتيال البوطي ، وعن دور كل واحد منهم في تنفيذها . ومرةاخرى نسأل : اذا كان جهاز الامن السوري قادر على انجاز مهمته في ملاحقة ¾®UîE1جناة المتورطين في قتل " العالم البوطي " والقاء القبض عليه في وقت قياسي ، فلا نجد تفسيرا لتقصير النظام في مطاردة المتورطين في اغتيال وزير الدفاع السوري داود راجحة ، بعد استبعاد فرضية تورط بعض اطراف النظام في حادثة الاغتيال ،سوى ان الشيخ البوطي من حيث الابداع والاسهام في نمو وتطور سورية في مختلف حقول المعرفة هو بنظر النظام اهم بكثير من وزير الدفاع السوري داود راجحة واصف شوكت والتركماني . . وفي مسالة التقييم والمفاضلة بين الاثنين لا يساورنا ادنى شك ان النظام كان موضوعيا في التقييم : فهل يعقل ان يكون داود راجحة اهم من شيخنا الجليل ،عندما لا يحمل اية شهادة علمية تستحق الاهتمام وتضعه على مستوى واحد من العالم البوطي ، سوى شهادة دكتوراة من الاكاديمية الروسية ، وعندما لا يتمتع باية خبرات اللهم الا خبرات متواضعة وظفها في مجال تطوير وتحديث الجيش السوري ، و كان دوره في هذا المجال هامشيا وثانويا ، وتمثل فقط في تطوير منظومة الصواريخ السورية في معامل الجيش السوري ، بحيث يصل مداها الى عمق الكيان الصهيوني، بينما الشيخ البوطي كان حاملا لدرجة عالم في امور الدين ، واي شيخ يتفقه في امور الدين وحسبما يؤكد فقهاؤهم لا بد ان يكون ملما ومتبحرا في حقول المعرفة الاخرى كالفيزياء والكيمياء والطب :بنوعية طب الاعشاب والطب الحديث والصيدلة والبرمجيات ، ولعل الاهم في مؤهلات علماء الدين : انهم اكثر الماما من العلماء الفيزيائيين ، في التنقيب عن النفط والغاز الذي لو بقي البوطى على قيد الحياة : لما وقّعت الحكومة السورية اتفاقية للتنقيب واستخراج الغاز في المياه الاقليمية لسورية في البحر المتوسط مع وزارة النفط الروسية ،، بل اوكلت للبوطي وللفيف من علماء الدين الاجلاء هذه المهمة التعدينية الجيولوجية . النظام السوري كما بينت بالادلة الدامغة لا يخطىء في استخدام مقاييسه وادواته تقييما للعلماء الذين تم اغتيالهم بالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة وبالانتحارين : فحين يضع البوطي في مرتبة متقدمة على داود راجح وبالتالي لا يكترث بالقاء القبض على الارهابيين المتورطين باغتياله ، بل يركز حملاته ضد المتورطين في اغتيال البوطي " كبير علماء الشام " فلا بد ان يكون مسوغ النظام : ان صواريخ راجحة قادرة على اصابة اهداف داخل اسرائيل ، بينما ادعية وابتهالات البوطي اكثر فاعلية وقدرة في تدمير الكيان الصهيوني ودحر الغزوة الوهابية.
سيظل الغموض يلف حادثة اغتيال وزير الدفاع السوري ، وستظل الشبهات باغتياله تحوم حول اطراف في النظام ولن ينجلي هذا الغموض، كما لن يبرىء الراي العام السوري المشتبه بهم باغتياله ، الا عندما يقع القتلة في قبضة العدالة ، وعندما يشاهدهم المواطن السوري على شاشة التلفزيون السوري يعترفون بجريمتهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ان الطاسة ضايعة بهذا الشحوار العربي
مروان سعيد ( 2014 / 1 / 3 - 21:17 )
تحية استاذ خليل خوري وتحيتي للجميع
ان الدماء متساوية والانسان هو الانسان وكم من الدماء البريئة هدرت في هذه الحرب التي لانعرف متى تنتهي
والرحمة على شهدائنا ونطلب السلام والامان لشعبنا حتى تنتهي هذه المحنة العظيمة
وللجميع المودة


2 - الميت..كلب و الجنازة حافلة
ماجدة منصور ( 2014 / 1 / 4 - 01:40 )
لا تستغرب في أن يسمعك النظام بأن داوود راجحة قد خطط لإغتيال نفسه
هذا النظام لا ينطق إلا بالكذب
و يخفي ما يجب عليه إخفائه
لقد سئمنا من مكره و دهائه و نجاسته
فلتذهب مجموعة الطاغية الى الجحيم
و الميت كلب و الجنازة حافلة

اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال