الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظواهر طبيعية تنتعش - البحرين

أحمد البوسطة

2002 / 11 / 17
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


  
خلال أسبوع واحد (السبت والاحد والاثنين) بتواريخهم (12، 13، 14 اكتوبر الجاري) شهدت البحرين ثلاثة اعتصامات احتجاجية علي ثلاث قضايا مختلفة، متباينة في المواقف بين مؤيد ومعارض ومتحفظ ولا مبالٍ ومتوجس خشية من تنامي هذا الحراك والوقوع في الفوضي من (جبروت العوام)، كما تفضل احد الكتاب الذي هدد من انحدار (مجتمعنا المدني الي الاسوأ) بجعل عقلية العوام هي التي تفرض رأيها علي اصحاب القرار السياسي، في حين يعتبر البعض الآخر، ان هذه امور طبيعية، وما كان لها ان تحدث لولا تمتع البحرين بهامش كبير من الحرية والانفراج السياسي الحضاري المكتسب، وهذا الحراك يشكل قفزة نوعية لبدء الخطوات الاولي لمأسست المجتمع المدني وتطوره نحو الافضل لا إلي الاسوأ كما يعتقد المتوجسون. حركة الاعتصام الاولي والتي جرت يوم السبت حول اقامة فندق (روفائيل) بمنطقة السنابس، كان المعتصمون من اهالي المنطقة متوجسين من ان يكون هذا الفندق مركزا للحانات والمراقص وما الي ذلك من تداعيات قد تخدش الحياء كما في بعض الفنادق الاخري، بينما يري المستثمرون لهذا الفندق انه شُيَّد ضمن مقاسات السياحة العائلية النظيفة تماشيا مع الطرح العام للسياسة الجديدة للسياحة البحرينية، وهكذا بين رؤية واخري (رؤية الاهالي والمستثمرين) ثمة جدل مشروع قد ينتهي الي حل توفيقي من خلال الحوار السلمي والحضاري كالذي جري عليه الاعتصام. (اعتصام آخر) اعتصام آخر جري يوم الاحد امام السفارة السعودية بالمنطقة الدبلوماسية احتجاجا علي خطف زوجة بحرينية وابنها، حيث تضامن اكثر من خمسين شخصا من الجنسين (ذكورا واناثا) مع قضية سامي سمير زوج ووالد المخطوفين من قبل (السعودي) الذي اقنع العائلة منذ عام بأنه اب (الزوجة) بعد غياب 27 عاما، وعندما اصطحب ابنته (نورة) وابنها (نواف) الي المملكة رفض عودتها لاسباب (طائفية) علي اعتبار ان زوج ابنته ينتمي الي (طائفة) غير طائفته الدينية (...). هذا الاعتصام الاحتجاجي علي الخطف (الطائفي) له ما يبرره، وحبذا لو تنامي بمشاركة من الجمعية البحرينية لحقوق الانسان، ومن الجمعيات النسائية والمهتمين بالطفولة والجهات الرسمية والجمعيات السياسية ايضا، والتحرك لغير الطائفية، وعدم المساس بالمشاعر الانسانية علي حساب اب (حي ميت) لمدة 27 سنة ثم يخرج من القبر بعقلية رجعية عتيقة ويفعل فعلته الشنعاء التي لا يقرها عقل ولا ضمير. المعتصمون والمتضامنون معه، قاموا بالشيء الصح بأسلوب حضاري متميز جدا، حيث رفعوا يافطات، وسامي سمير يتوسطهم، كتب عليها باللغتين العربية والانجليزية مطالباتهم بارجاع العائلة المخطوفة وقبر الطائفية الشنيعة، وتدخل السلطات السعودية لحل هذه القضية المستمرة منذ عام كامل دون حل، كما علقت صورة الطفل نواف، المخطوف في اطار اليافطات المرفوعة. الذين يستكثرون علي الناس (العوام) احتجاجاتهم ويتوجسون خشية الفوضي، حبذا لو ساهموا في هذا الاعتصام الذي استمر لمدة ساعتين، وشاهدوا ببصرهم (ان كانت لهم بصيرة) كيف كان رجال الشرطة والضباط حضاريين في التعامل مع هذا الاحتجاج السلمي، بل كانوا مساعدين في التوسط لحل الاشكال الذي ليس سرا ان جهات حقوقية وجهات رسمية عليا، بحرينية وسعودية، تتعاطي مع هذا الموقف بايجابية، لكن الاشكالية الدينية والقبلية، تقف حائلا في ذلك. (اعتصام نسيوي!!) الاثنين الماضي كان اعتصام (الاتجاه المعاكس) حي وعلي الطبيعة امام المدخل الرئيسي لوزارة العدل والشئون الاسلامية بين انصار لجنة العريضة النسائية وانصار القضاء وطلبة الشريعة وتناقضاتهما الصارخة، حيث بالامكان اطلاق تسمية علي هذا الاعتصام: (مناظرة بين التحديث والتخلف) الذي يطاردنا من القبر. في الاساس نظمت هذا الاعتصام (لجنة العريضة النسائية) تحت شعار: (كي يبقي لنا مكان تحت الشمس!!)، وكانت مطالباتهن التحديثية ساحرة للقلوب، منها التعجيل باصدار قانون موحد للاحوال الشخصية، واصلاح القضاء الشرعي، وعرض قضايا الاسرة والمرأة امام القضاء المدني تحت مظلة قانون الاحوال الشخصية، وتفعيل دور المجلس الاعلي للقضاء في محاسبة القاضي، واحالة قضاء المحاكم الشرعية الي التقاعد لاستنفاد مدد عملهم واحلال كوادر شابة، بالاضافة الي سن قانون لا يسمح بتعدد الزوجات إلا في الحالات القصوي، او موافقة المرأة شخصيا والتوقيع امام القاضي علي ذلك. وفي مقابل ذلك، في (الاتجاه المعاكس) في نفس المكان (حلبة الصراع بين المفاهيم) وقف شيوخ دين يقودون نساء منقبات، يرفعون شعارات مضادة بها لاءات كثيرة للعصرنة من ابرزها: کلا لتطبيق القانون الموحد للاحوال الشخصية، ولا لابدال المحاكم الشرعية بمحاكم مدنية، ولا لإلغاء القضاء الشرعي، ولا لإلغاء المحاكم الشرعية، ولا للقوانين الوضعية، واخيرا وليس آخرا لا لقانون موحد للاحوال الشخصية!!. علي هذه الخلفية (الهايد باركية) تراشق الفريقان بالكلمات والهتافات، لكن الاعتصام ظل اعتصاما، وحدثا طرح فيه كل منهما رأيه رغم الغوغائية والسلبيات التي يتحملها الطرفان من انفلات (الجوارح) بالقبول والرفض، لكنه يبقي من حيث المبدأ ان ما جري جري بين (السائد وانصار التحديث)، والمهم ان لجنة العريضة النسائية طرحت اهدافها من خلال التجمهر المسموح به دون تدخل من احد، وان انصار التجديد هم المنتصرون في النهاية، لأن مملكتنا تتجه صوب التحديث لا الرجوع إلي الماضي العتيق.

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المئات يفرّون من مناطق القتال في منطقة خاركيف وسط تقدم روسي


.. تقارير إسرائيلية: حزب الله يحضر لخوض حرب ضد إسرائيل قبل عام 




.. مدير مستشفى الكويت في رفح يطالب بحماية دولية بعد مطالبة الاح


.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - إسرائيل تؤكد تنظيم حماس قواتها في




.. تحقيق يكشف غياب حدود واضحة لما سمته قوات الاحتلال المنطقة ال