الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المترهلون

الصديق بودوارة

2014 / 1 / 3
الادب والفن



# .. لملم يوم الاربعاء أشياءه واستعد للرحيل ..
في الواقع لم نكن نشكو من شئ عندما اعطى عمره للخميس فهذا الطقس يحدث كل اسبوع منذ ايام الديناصورات القديمة ، لكن ذلك الخميس اقبل بما لم نكن نحسب له حساباً لأننا استيقظنا على وجوه ليست لنا .

هكذا ، وبكل بساطة ، فالأمور العظيمة لا تحتاج منك إلا الى كلمات متناهية الصغر حتى تعبر عنها ببلاغة لا تقاوم ، لذلك كان كل ما تفوه به ( مستوه العطار ) عندما شـاهد وجهه في المرآة :
ـ " يا الله .. لمن هذه البشاعة ؟ ""

ليس "مستوه" وحده ، كلنا ، وجهاء "منساد"، والمنسيون على هامشها مذ خلقت ، أتقياؤها وأعلام الفسق فيها ، أنذالها ووجوه أشرافها ، كلنا نبتت لنا وجوه لا نعرفها ، وكل منا صرخ بنفس القدر من اللوعـة والإحباط : " يا الله .. لمن هذه البشاعة ؟ "

فجأة ،أصبحت لنا أنوف ممتدة على جانبى الوجه ، هكذا ، وكأنها ذابت بتأثير حرارة طارئة ، فيما انتفخت شفاهنا واتخذت طريقاً نحو أسافل الذقون ، أما الحدود المستقيمة أو الدائرية التى كانت تضم تقاطيع وجوهنا ،فقد ساحت كقطع الزبدة هنا وهناك ، وتدلت ذوائب كريهة من الجلد المترهل على الجانبين ، ووسط هذه التفاصيل البائسة غارت العيون تحت ضغط الحواجب التى سقطت إلى الأسفل بعد أن انهارت الجباه التى كانت تسندها ، وبالكاد أصبحنا نستطيع الابصار فقد انهكنا الترهل دون أن نعثر على تفسير لما حدث .
صباح الجمعة كنا نعقد اجتماعاً طارئاً :
ــ " قبل أن نشتهر بالترهل ، وينعتنا العالم كله بالمترهلين ، قررنا أن نجتمع بكم ، فقد نجد حلاً لهذه الوجوه "
افتتح شيخ "منساد الجنوبية" الاجتماع ، وكنا على استعداد لتبادل وجهات النظر ، غير أنه استدرك فجأة :
ــ وقبل أن نبدأ الاجتماع، سنستمع إلى كلمة "جمعية مؤسسى منساد القديمة" يلقيها على مسامعنا "فلان" ،فليتفضل .
وهكذا كان ..
استمعنا الى الكلمة التى استمرت حتى مغيب الشمس ، وعندما انتهى الرجل من مهمته كنا على موعد مع " كلمة محاربى منساد الشرقية يلقيها فلان " ، وفى مساء السبت كنا نستمتع بكلمة " أمين الجمعية الوطنية للمعاقين " التى استمرت حتى صباح الأحد ، أما كلمة " مندوبة الامهات الطيبات " فقد ألقتها عاهرة محترفة كانت تتمنى أن تصبح اماً لولا بعض الظروف ، وقد تابعناها بشغف طيلة خمسة أيام بلياليها حتى أن مختار "الجزء الشمالى من منساد" أحس بالغيرة فالقى كلمة " مخاتير الناحية الشمالية المتقاعدين " وكانت من الطول بحيث أن اسبوعاً كاملاً مر دون ان تنتهى .

تسألون عن الترهل ؟ لم نصل بعد الى صلب الموضوع ، فمنذ ألف سنة ، منذ ذلك الاربعاء الذى سلم مقاليد أموره للخميس ، ونحن نستمع قبل أن يبدأ الاجتماع إلى خطب السادة والعاهرات ،بينما لا زال "مستوه العطار" يصرخ كلما طالع وجهه في المرآة :
ــ " يا الله .. لمن هذه البشاعة ؟! "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط


.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش




.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح