الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابو زيد النكايتي - بقلم تقي الدين تاجي

تقي الدين تاجي

2014 / 1 / 4
كتابات ساخرة


يقول المثل الفرنسي : "ما كتعرفش تعاود النكت، آش داك ليها"
ينطبق هذا على المقرئ ابوزيد، النائب البرلماني، عن حزب "اكبر نكايتي" في المغرب، الذي أراد الاستشهاد بنكتة في محاضرة بإحدى الدول الخليجية، "فطـَبز" لها العين، ثم انبرى، مبررا "الطبزة" بكونه "نكايتي سيڤ-;-ـيل"، دأبه كاستاذ جامعي منذ ثلاثين سنة، شرح المحاضرات، للطلبته بالاستعانة بالنكت. ولكم أن تتخيلوا الأستاذ المحترم المقرئ، المعروف بالجدية والصرامة يفتتح محاضراته، وطلبته يستمعون اليه باهتمام، بعبارة "گاليك هذا واحد".
إحدى المبررات الأخرى، التي ساقها السيد ابوزيد، لتبرير "طبزته"، قوله بانه كان يرمي من النكتة عن "التاجر البخيل" من العرق المعين، فقط الاستشهاد لتدعيم فكرته في المحاضرة التي كان يلقيها، بمحضر "الشيوخ" حول موضوع "الهوية"، وفاته كفقيه محاضر، ان علماء الدين أجازوا رواية "الأعاجيب" فقط للفرجة، لا للحجة.
وقد كان بوسع السيد ابوزيد، مادام أراد تقمص دور الساخر، وإضحاك "عباد الله"، الاكتفاء بالقول أن هناك "تاجر" وكفى، أما إضافة "من عرق معين معروف بالبخل في المغرب"، فلا يعدو كونه ضربا من ضروب الحشو، الذي لا يحتمله الجنس الساخر، الذي يعتمد على التلاعب اللفظي بالكلمات، ويستمد قوته من القدرة على صناعة المفارقة بأقلها . ويا للغرابة كيف وقع المقرئ في هذا الخطأ البدائي، وهو "يا حسرة يا زمن" صاحب الحظوة والمكانة المتميزة بين أعضاء حزبه وحركته الدعوية، الذين يعتبرونه هو "فرانسيس فوكوياما" "ديالهم".
ومن فرط ما انتصب مبررا، لتجنيسه التاجر بعرق معين، لم يعد ينقصه سوى الصراخ " وااا عباد الله راني كنت داوي غير على " عرقسوس " ، النبات الشجري المعمر، الذي تباع أعواده عند "مول الزريعة، بدرهم للعود" .
لكن المقرئ أبو زيد، أبى إلا إن يكون وفيا لدأب إخوته في الحكومة والحزب، الذين يعلقون كل شيء على تآمر "العفاريت والتماسيح عليهم"، إعمالا "لنظرية المؤامرة"، التي تستهدفهم من أعداء مفترضين . هكذا تساءل أبوزيد أيضا، عن سر اختيار هذا التوقيت بالضبط لإعادة الترويج لهذا المقطع من محاضرته، وربطها بفيديو ظهر فيه "بالييجاما" مؤخرا، متحدثا فيه عن دعوة "عيوش" إلى التدريس بالدارجة . كما اتهم بالترويج لهذا المقطع، جهات لم يسمها، قال أنها منزعجة من محاربته للتطبيع. ليخلص قائلا، في صورة المحارب الذي خارت قواه : "ولكن راه خانني التعبير فالنكتة اللي عاودت." ايوا گولها من الصباح لاش ساير كاتفلسف اصاحبي".
فبالنهاية الجميع قد شاهد الفيديو، وسمع النكتة، وكل محاولة لتبرير ونفي ما لا يمكن نفيه، يضع المرء في وضع أشبه بالذي قال يوما لجماعة من الناس : "خذوا تذوقوا هذا السم ثم اخبروني هل أترككم تتذوقونه أم لا".
ولعل المقرئ، لم "يقرأ" من قبل عن النكتة التي كادت تودي بحياة الفكاهي الراحل "إسماعيل ياسين" في خمسينيات القرن الماضي، عندما دُعي لإلقاء بعض "مونولوجاته" في حضرة "الملك فاروق"، ولمّا حضر بين يديه في مجلسه، ارتبك، فبدأ النكتة قائلاً: "مرة واحد مجنون زي حضرتك كده" فصرخ الملك فاروق: "أنت بتقول إيه؟ يا مجنون"، فأدرك إسماعيل في لمح البصر، وبسرعة بديهة الساخرين، انه قد "طبـَز لها العين"، فسقط متظاهراً بالإغماء، ثم بعدها أشاع عن نفسه بأنه أحيانا تصيبه حالات من ضعف الذاكرة وفقد الإدراك، وهو في حاجة لأن يقضي فترة تحت الرقابة الطبية لمعالجة هذه الحالة، فأمر الملك بإيداعه "مستشفي الأمراض العصبية والنفسية". وهنا يبدو الفرق واضحا بين "النكايتي لحرايفي" الذي انسل من ورطته كانسلال الشعرة من العجين، و"النكايتي الأماطور" الذي أوجد نفسه في "حيص بيص". ولهذا قالوا قديما "ماشي غير حمّم شواربك وگول أنا نكايتي".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغنية يا مرحبا .. بمناسبة انعقاد القمة العربية في البحرين


.. الجزائر.. -الفقيرات- موسيقى تضم تواشيح دينية وأغاني تراثية




.. مباحث التمثيل قبضوا عليهم?? الكوميديا في مسلسل مين اللي صاحب


.. مؤلف فيلم السرب : تحضير الفيلم استغرق وقت طويل.. عمر عبد ال




.. لماذا قاطع طلاب خطاب الممثل جيري ساينفيلد؟ • فرانس 24 / FRAN