الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تثور الانبار ؟

خالد عياصرة

2014 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


لم يفلح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كبح جماح الاحتجاجات الشعبية التي شكلت كابوسا مرعبا له، وحالت دون انجاح مخطاطاته، خصوصا تلك التي لها ارتباط بالانتخابات النيابية القادمة، والتي سيدخلها عاريا من أي دعم، اللهم عدا الدعم الايراني الذي حصله خلال زيارته الاخيرة لطهران.

فالهوة الكبيرة التي تفصله عن التيارات السياسية الاخرى خصوصا التيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر، والمجلس الاعلى الاسلامي بقيادة عمار الحكيم، تحول دون ترشيحه لرئاسة الوزراء مرة اخرى، اضافة إلى اتساع الفجوة ما بينه وبين زعيم اقليم كردستان مسعود برزاني، والذي بات أكثر استقلالية عن حكومة بغداد، وداعم حقيقي لمظاهرات البلاد.

كما لم تفلح سياسة الاعتقال، والتهريب بوجه عشائر محافظة الانبار ذات الاغلبية السنية، والتي استلذ كثيراً في تهميشها،ولاحاطة هذه الثورة واجتثاثها من جذورها لما لها من تهديد على مستقبله ومستقبل مشروعه ذو الارتباط الاقليمي، كان ولابد من مد يد الجيش العراقي للمنطقة، وضرب الاعتصامات المناوئة له، بحجة أن التنظيمات الجهادية التابعة لللقاعدة تسيطر على المحافظة، وتعيث بها فسادا، قد يكون هذا جزء من الحقيقة، لكنها ليست كاملة.

فإلى الان كل المحاولات التي تفتق عنها عقل المالكي سارت عكس رغبته، لذا هو يحاول جاهداً الظهور بمظهر “ رجل القوى “ فبدلاً من أن تخبو المظاهرات، ازدادت اشتعالاً، واتساعاً، وعملت على زيادة العمليات المسلحة.

بهذاالصدد يقول الدكتور حسن البراري - استاذ العلاقات الدولية في جامعة ييل -: إن الانتخابات القادمة تستدعي اللعب على الورقة الامنية، وهذا ما يفسر الانسحاب التكتيكي للجيش العراقي من محافظة الانبار في 31ديسمبر الماضي، ما أدى إلى ارتفاع وتيرة العنف، ثم تأكل التحالف الشيعي والانضمام حول المالكي، الامر الذي دفعه إلى توظيف الورقة الامنية، وفي كلتا الحالتين، اللعبة متعلقة بالانتخابات، خصوصاُ بعد أن زار المالكي إيران للحصول على الضوء الأخضر لولاية ثالثة.

والى جانب ورقة الانتخابات التي رماها المالكي على الطاولة، وبات يناور من خلالها، هناك ورقة الاصوليات الدينية، والتي تمثل الدينمو المحرك لهذه الانتخابات، واستخدامها ضرورة لانجاح المخطط.

في خضم هذه الاحداث، أعود واستذكر دعوات مستشار الأمن القومي الأمريكي " زبغينو بريجنسكي " التي تضمنها كتابة “بين عصرين ” والذي دعا فيها ألى الاعتماد على الاصوليات الدينية التي لا ترى العالم إلا من زاويا الدين، لتحقيق أهداف القوى العظمى ومشاريعها للمنطقة.

بمعنى أن اللعب على وتر الدين هو المدخل الأنسب لتنفيذ المشاريع التي تخطط لها القوى العظمى للمنطقة.

لكن هذا لا ينفي القول ان ثمة أسباب أخرى لها دور في اشعال ورقة الانبار في وجه نوري المالكي، لها اتصال بدعمه المتواصل لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وهذا ما يتعارض مع سياسة عشائر المنطقة ذات الاغلبية السنية، سيما وأنها جزء من المشروع وأحد بيادقه، والتي ترفض تمرير مخططات المالكي ومشاريعه ذات البعد الايراني الذي يحول دون انجاح المشاريع التقسيمية للمنطقة كما يراها البعض.

مع هذا يمكن اعتبار هذه الأسباب ثانوية، تدعم السبب الرئيس، وتحاول انجاحه لاتصاله بإعادة إنتاج شروط جديدة للحوار في المنطقة، خصوصاً، بعدما فشلت واشنطن، وحلفائها في كسر القبضة الحديدة للتحالف السوري الايراني العراقي الروسي.

لذا، كان ولابد من اطلاق شرارة جديدة تعيد انتاج الخيارات والخطط بما يخدم صالح القوى العظمى، والاعبين الاقليمين ومخطاطاتهم، لزادة الضغط على الرئيس السوري بشار الاسد، وفي حال نجاح هذه الخطوة، فأنها ستتبع بشي يعتمد سياسة الزحزحة والاستبدال في الحدود والمناطق، تتلاقي مع الخرائط التي سربها البنتاجون للمنطقة، والتي تراه دولا مقسمه، وأخرى جديدة.

لكن المؤسف في الأمر هنا أن الدولة الوحيدة في المنطقة التي ستكون ذات قدرة كبيرة على الإدارة هي اسرائيل (الكبرى). بمعنى أن كل هذه التشكيلات القديمة والجديدة، ستكون تابعة لتل ابيب، وتحت امرتها.

اذن الامر لا علاقة له بالمطالب وبالتهميش، كونه ذو بعد اقليمي، بقدر ما له علاقة بالمشاريع وسيناريوهات الدولية للمنطقة تحت عنوان “الشرق الاوسط الجديد”.

لذا يمكن القول: إن التوظيف الخطير الذي جر اليه المالكي نتيجه تسرعه أولًا، وطمعه ثانياً، سيكون سبباً في اشعال العراق بصورة أكبر من تلك التي رايناها سابقاَ أبان الاحتلال الامريكي له.

المشهد الجديد سيطال شروره الجميع، سيدفع ثمنها الجميع، سيما وان الاحداث ستمتد لتشمل كافة مناطق العراق، ولن تبقى محصورة في محافظة الانبار ومحيطها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اهل مكه أدرى بشعابها
Nima ( 2014 / 1 / 4 - 00:42 )
الجيش العراقي يقضي على مجرمي (داعش) التي تسللت الى الأنبار عبر االحدود مع سوريه وسيلاحق فلولهم أينما فروا وستكون أرض العراق مقبره لهذا التنظيم المجرم. العراق الآن يتوحد ضد (داعش) والبعثوقاعده

اخر الافلام

.. نور الغندور ترقص لتفادي سو?ال هشام حداد ????


.. قادة تونس والجزائر وليبيا يتفقون على العمل معا لمكافحة مخاطر




.. بعد قرن.. إعادة إحياء التراث الأولمبي الفرنسي • فرانس 24


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضرباته على أرجاء قطاع غزة ويوقع مزيدا




.. سوناك: المملكة المتحدة أكبر قوة عسكرية في أوروبا وثاني أكبر