الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نشرة أخبارْ يوم القيامة

رامي حنا

2014 / 1 / 4
الادب والفن


سيّداتي سادتي
عِمتمْ يومًا بلا نهارْ
نذيعُ الآنَ عليكمُ آخر ما ستعانونهُ من أخبارْ
فنحنُ اليومَ في اليومَ الأخيرْ
في العام الأخيرْ
و لا زلنا في سوقَ المدينةْ
فوقَ تل الجماجمْ
على حدودِ داعشْ و أمريكا و قندهارْ
في قلب العبوديةْ و ضحايا الاتجارْ
من هنا
حيثُ أنتمْ هناكْ
في المدينةَ المحميةْ
إليكمْ نشرةُ الأخبارْ

نبدأها بالعناوينَ الرئيسيةْ
دمارًا
دمارًا
دمارْ
خرابًا خلفَ الدمارْ
و الشياطينُ في التفاصيلْ
في جهنمْ
و بئسَ المصيرْ
في النارْ
في الأخبارْ
و الآنُ ننتقلُ للتفاصيلْ

أخبارُ المهابيلْ
تغييرُ الأعلامْ
بين لونًا واحدًا
و مئاتَ الألوانْ
إنشاءُ آلافَ اللجان
اللجانُ في كلّ مكانْ
في كلّ بيتًا
و خلفِ كلّ دكّانْ!
و في تطورًا للأحداثْ
تغييرُ عنوانُ الوطنْ
و ليكنْ على أسم فلان
كما ألغى البعضُ الأعلامْ
كما غيّرَ البعضُ أسماءُ الأيامْ

و في تطوّرًا للجنونْ
قتلَ قابيلُ أخاهُ هابيلْ
أمامَ الكاميراتْ
أمامُ أصحابَ السوقْ
أمامُ الباشاوات
ثمّ اطلقَ اللحية
و ارتدى الجلبابْ
و صارَ يسعى كالأفعىْ
يلعقُ دمّ القتلى
ينهشُ أحشاء الموتى
يغتصبُ الجثةْ
يلعبُ الكرةْ لهوًا برؤوس الأسرىْ
يضحك كالمجنونْ
كالمأبونْ
يضحكُ كالمساطيلْ

لا زلنا في نشرة ْ أخبارَ المهابيلْ
و في تصعيدًا خطيرْ
استنجدَ البعضُ بإسرائيلْ!
معلنينَ إيمانهمُ بالأساطيرْ
و استسلامهمُ للمصيرْ
و زوالُ الهويةْ
و الأرضْ
و القدسْ
و تاريخنا الطويلْ

و على الصعيدَ الدولي
علتْ أصواتَ الكلابْ
و التركِ كالفرسِ ذئابْ
لا فرقَ بينَ نابًا و نابْ
يخدعونَ الناسَ باسم الدينْ
نحنُ حماةَ المسلمينْ
ثمّ يركعَ التركُ تحتَ أقدامِ أمريكا
يلحسونَ نعلَ داعشْ
يلحسونَ حذاءِ إسرائيل
خانعينْ
مؤمنينْ
مُصلّينْ
آمينْ آمينْ
آلهةُ الألاعيبْ
إسرائيلْ
لكِ الأمنَ آمين
هذا و قد اعلنتْ إسرائيلْ
احتقارها لكلّ الخونةْ
و الراكعينْ !!

و من جانبها ندّدَت أمريكا
و ايّدتْ
و أيضًا شعرت بالقلقْ
ثمّ جهّزتَ الأسطول و ارسلت
دفاعًا عن داعش الوليدة
دعمًا لإسرائيلْ
و في نفسِ الوقتْ
هدّدت شعوب الشرقَ الخائنين
بحورَ دمّا لو تمرّدتمْ
فنامَ أصحابَ اللحى آمنينْ
ونامَ زعماءَ العربْ راضينَ مرضيينْ
مؤيّدينْ
و شاكرينْ
مهللينْ
تعالي يا أمريكا
آمينْ آمينْ

و على سبيل التداعيات
تقدمتْ روسيا بكبرياءْ
تراجعتْ روسيا بكبرياءْ
أعلنتْ بكلّ فخرًا
موتَ اليساريينْ
و أنّها البابَ الخلفي لأمريكا
و أنّ الدولارْ سيّدًا على الكرملينْ
و أنّها مندوبَ المبيعاتْ
في سوقَ الجماجمَ اللعينْ
عظيمة هي روسيا
ربّةَ الأذلّاءِ
سيّدةَ المهزومينْ

و من ناحيةً أخرى
ردّدت أوربّا بعضُ الهمهماتْ
و زارَ مندوبها المدينة عشرونَ مرة
ثمّ عادْ
همهماتْ
همهماتْ
هي صدى شهبندر التجّارْ
و صدى مندوب المبيعات
يريدون حكمَ المماليكْ
و الأتراكْ
على ما بقيَ من بلادْ
إمّا هذا
أو غاراتَ الطائراتْ
يسقطُ تجّار النخاسة
تسقطُ الطائراتْ
يسقطُ الحذاء الأمريكي الإيطالي
يموتُ كلبَ المالكَ الإقطاعي
تسقطُ الفتوّات

و الآنْ
مع النشرةَ الجويةَ الأخيرة
في هذا اليومَ التعيسْ
و تلكَ الحياةَ المريرة
ارتفاعًا رهيبًا في الحرارة
استعدادًا للنهاية بعد ساعة
و قد عمّت الفرحةُ أفريقيا
رقصًا و طبلًا و زمرًا
انتهى الألمْ
سقطتَ الديونَ و القيودْ
و عبدُ العالمَ الجديدَ سوفَ يعودْ
هذا و قد أعلنت أمريكا و أوربّا
عدائهمْ لأفريقيا
و إنّهمْ كحماةَ الحريّة
أو ربّما كحماةَ الإسلامْ!
فالرقصِ أكبرُ حرامْ
و وصفوا القارة بأرضْ تمرّدْ
و ردّتْ أفريقيا متحدّية
لسوفَ نقضي تلكَ الساعةَ الأخيرة
في الرقصِ و التمرّدْ!

سيداتي سادتي
الى هنا تنتهي نشرتنا
و يومنا
و أيضًا عالمنا
و كانَ هذا أسعدُ الأخبارِ في نشرتنا
لا أرانا الله مكروهًا مرة ً أخرى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا
ماجدة منصور ( 2014 / 1 / 4 - 09:26 )
تبدو نشرة الاخبار الجهنمية..أرق و ألطف من نشرة الجزيرة القطرية
شكرا لك فقد طمأتنا على مستقبلنا في جهنم..فهو أرحم من أن تكون في سوريا أو في السعودبة مثلا؟؟


2 - من وحي أخبار الشرق
رامي حنا ( 2014 / 1 / 4 - 21:21 )
شكرًا أستاذة ماجدة للقراءة و التعليق و فعلًا حضرتك على حق تمامًا فنشرة أخبار الجزيرة و أخبار سوريا و السعودية و الشرق الأوسط هي الوحي لنشرة أخباري تلك
أخبار سوريا فعلًا تصيبني بالأكتئاب الشديد و ما أراه من افلام تأتي من هناك يعصف بعقلي و قلبي أيضًا و لا أصدق بعد كل ذلك كيف يسمون آكلي اللحوم ثوّار و كيف يحصل آكلي اللحوم و قاطعي الرؤوس على دعم دولي و يتباكى عليهم اعضاء البرلمانات الأوروبية و الكونجرس الأمريكي و يدافعون عنهم بكل غالي و رخيص
في حين لم ينعقد أيًا من هذه البرلمانات الموقرة و لو مرة واحدة من أجل إنقاذ بلد شرق أوسطي من الفقر أو إنقاذ بلد افريقي من الجوع أو الحرب
لا أرى في الأخبار أخبارًا عن البشر لكن أخبارًا عن وحوش صماء غبية

اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس