الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ضياع الهوية العراقية بين صفوية الشيعة وناصبية السنة
صفاء صالح
2014 / 1 / 4مواضيع وابحاث سياسية
ضياع الهوية العراقية بين صفوية الشيعة وناصبية السنة
العراق هو الأرض التي انفجر فيها البركان السياسي والاجتماعي والعقائدي الذي كان متورمًا بقيح تاريخي وتراكم ثأري قديم متجرد من كل ما هو إنساني أدى إلى ما يكابده العراقي اليوم في شكل عام والباحثون والمثقفون العراقيون في شكل خاص من إقصاء وتوحش واستلاب لدى مشاهدة الطقس اليومي لانفجار الأجساد المفخخة الراغبة في الوصول بسرعة ضوء الانفجار إلى الجنان وأكيد أن هذه الأجساد تمتد جذورها إلى عقائد وأفكار ومعارف دينية مارست الاستلاب والتوحش التاريخي والواقعي أفكار تصح تسميتها بـ"الأفكار الدينية المفخخة" تحولت إلى واقع فعلي ملموس لدى رؤية مسرح هذه الأفكار والأجساد المفخخة وآثارها واقعيًّا وهي تمارس طقس الإقصاء والإحراق والتدمير لأجزاء مهمة من الحياة والعالم
ان وطن العراقي السني هو(السلطة والمال) وليس العراق الارض والشعب وتاريخ هذه الارض وتاريخ هذا الشعب وما دام العراقي السني ليس في السلطة فأن العراقي الاخر الذي يدير الدولة( عدو) ومطرود من التاريخ وممكن اخراجه من ملة العرب والإسلام وإلحاقه بالعجم والمجوس الكاتب الكبير زاهر الجيزاني
يذكر المؤرخون أن إيران كانت تعتقد بمذهب السنـّة والجماعة ولم يكن فيها سوى أربع مدن شيعية هي: آوه، قاشان، سبزوان، قم. وعقب تتويج إسماعيل الصفوي ملكاً على إيران أعلن المذهب الشيعي مذهباً رسميا للدولة ولأنَّ الناس على دين ملوكهم فقد غير الإيرانيون مذهبهم وقد ساعد علماء الشيعة من جنوب لبنان الحكومة الصفوية على تثقيف الإيرانيين بالمذهب الجديد وهو مذهب آل بيت رسول الله محمد (ص) وهي ليست مشكلة خطيرة في العقيدة الإسلامية،فمذهب آل البيت مأخوذ بتسميته ((المذهب الجعفري))عن الإمام جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(ع) زوج فاطمة الزهراء(ع) بضعة الرسول الأعظم (ص) وهو مذهب سابق تاريخياً للمذاهب الإسلامية السنـّية الأربعة .. الحنبلية والشافعية والمالكية والحنفية، وهو مذهب يدعو إلى الإسلام وسنـّة رسول الله ومنهج علي فهو مذهب إسلامي سني قبل المذاهب الاخرى ـ باعتبار السنـّة النبوية الشريفة كل ما قاله وما فعله وما رآه وسكت عليه النبيُّ محمد(ص)
ليس العراقيون من دعاهم الشاه إسماعيل الصفوي لعملية التغيير المذهبي تلك،وليس العراقيون من حوّلهم حاكمهم الصفوي إلى شيعة بل إنَّ سنـّة إيران الذين تحوّلوا من المذهب الحنفي السني إلى المذهب الجعفري الشيعي فهم المسلمون الشيعة الصفويون إذن وهو شأنُ شعب يختار ما يختار حاكمه برضاء أو بمحاباة
أن مذهب التشيع في العراق سبق تشيع إيران وتشيع لبنان سبق تشيع إيران بدليل الدعوة لهم للمشاركة في عملية التغيير المذهبي تلك فلماذا إذن يتهم الشيعة في العراق وفي لبنان بالصفويين وهم شيعة قبل التشيع الصفوي في إيران
هنالك سذاجة قاتلة للتفكير في العقليات اللإسلامية في المجتمع الإسلامي تبرز بوضوح من خلال الفهم الخاطئ للنظرة الساذجة للشيعة في العراق وكأنهم نسوا بأن الامام علي نقل الخلافة الإسلامية من المدينة المنورة إلى الكوفة في العراق. وهذا ما يؤكد أيضاً بأنَّ التشيع موجود قبل الحكم الصفوي بمئات السنين فالتحول الصفوي عن المذهب الحنفي إلى المذهب الجعفري في إيران كان عام(907هـ ـ 1503م) وتاريخ بيعة الأمّة الإسلامية بالمدينة المنورة لحكم الإمام علي (ع) كان (35هـ ـ 656 م) ..
ان تجريد العراقيين الشيعة من انتماءهم العراقي ونسبهم لايران اثار ردود فعل سلبية والم معنوي عندهم وهذا مادفع البعض لاطلاق تهم النواصب والتكفيريين على اهل السنة لااغاضتهم ورد الاعتبار لانفسهم علما ان النواصب والتكفييرين ليس اهل السنة وانما هم الخوارج الذي كفروا الامام علي بعد معركة صفين حيث كانوا هم من اتباع الامام لكنهم انشفوا عنه واسسوا ملة خاصة بهم وحاربهم الامام وقتها .. لنعود الى هويتنا العراقية ونسى تلك المسميات التي لم تجلب الا الدمار والقتل وتفكيك الشعب وضياع هويته
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من
.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال
.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار
.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل
.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز