الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تماهي يومي مع النشرة

أحمد فرحات

2014 / 1 / 4
الادب والفن


انتهيت لتوي من علاقة فاترة بلا إضافات جديدة...السماء تمطر والشمس ساطعة و الشوارع غارقة بالمياه والطين والبشر..وقائد التريسيكل الأزرق فتى صغير يمتطي بمقبضيه ويردد خلف الصوت المتحشرج الحاد الخارج من تسجيل التريسيكل " تسلم الأيادي " ، ومع ترقب الاستفتاء الجديد يسود كساد عميق ومستطيل على كل الأنشطة التجارية وحتى العلاقات...يبدو أنني هرمت ، أو أدمنت القصص القصيرة حتى الفراغ ، سارينة الشرطة تعوي وسط الماكينات وطابور الصباح ، وبينما هم سائرون وأنا نصف ميت إذا بزخرات من الحجارة الحادة والرهيبة تسقط في منتصف الشارع بقلب المدينة لتسحق عددا لا بأس به من الناس والسيارات ، سوف يكون نصبا تذكاريا ضخما تفوح منه رائحة البخور ، ازدادت سرينة الشرطة قوة وازداد الهلع في الطرقات المجاورة ، لم يكن مقررا أن يكون الحدث ذا بعد سياسي ، فقد كنت غاضبا على صديقي وابن عمي وجاري الطبيب الأحمق والبواب الثخين و السمسار المرابي و ناظر مدرسة ابني والحظ وموزع الحشيش وزوجتي ، وجميعهم متورطون بشكل أو بآخر مع السائرين نياما الذين قضوا في الحدث ، وسوف يلقون عنتا وأسى سيستمر مع الساعات بلا فائدة ، لكني سأجلس لأطور حكما أخلاقيا جديدا يشمل الجميع بجوار القسم الذي قد تفجره سيارة مفخخة في أي لحظة ، ويضيع المجهود سدى وأعود فأبدأ من جديد ، لا أحد يعرف أن الطريق الذي سار عليه الأنبياء يخترقه الآن فتى التريسيكل بسرعة رهيبة متفاديا هذا وذاك وسط فوضى مرددا بنشوة " تسلم الأيادي " ، وتواريت تحسبا لليوم الذي سأبكي فيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل