الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الماركسية عِشْقُ الماضي أم نقده؟

محمد الحاج ابراهيم

2005 / 6 / 17
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


الماركسية:منظومة علمية متطورة من الآراء الفلسفية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تشكل رؤية العالم لدى الطبقة العاملة، وقد تأسست على يدي ماركس وأنجلز وساهم لينين بقسط بارز في تطويرها،ظهرت في أواسط القرن التاسع عشر حيث تكشفت في أوروبا المتقدمة حدة التناقضات المميزة للمجتمع الرأسمالي، وظهرت على مسرح التاريخ الطبقة العاملة الماركسية كقراءة تاريخية تحدثت عن صراع طبقي محدد بعنصرين اقتصاديين هما المستغِل والمُستَغَل كأساس لحركة العمل، وتحددا هذين العنصرين بأن المُستغِل من أصول اقتصادية مالكة زراعية أو صناعية أو تجارية،أما المُستغَل فهو من شريحة أصحاب الجهد العضلي أُضيف له الجهد الفكري فيما بعد، هذا الإطار العام والتاريخي والميداني لا لُبس فيه، لكن لابد من طرح مقولة جديدة للصراع الطبقي على ضوء الإفرازات الطبقية الجديدة التي أفرزتها الحكومات الديكتاتورية الناهبة لثروة المجتمع، إذ أفرزت شريحة اقتصادية فوقية ليس لها علاقة بالاقتصاد بالمعنى التاريخي أي مقطوعة الجذور ومتوازية مع الليبرالية الجديدة ،هذه الشريحة تشكلت عبر نهب الدولة المنظم، والعمل بحيز السمسرة وهذه بالمعنى الأخلاقي شريحة منحطة يمكن أن ترتكب كل الحماقات والجرائم والتدمير لبنية المجتمع،وذلك بعكس الشريحة العليا التقليدية التي لها مصلحة بتطوير بنية المجتمع الذي يحقق لها أرباح أكثر، ومن الناحية القانونية للأولى مصلحة بضمان استثماراتها في بلد المنشأ بينما الثانية تُرحّل الأموال المسروقة ضمانا للمال، وبالتالي تعطل القانون كونها في السلطة غير المُراقبة كي لا تُحاسب على قاعدة من أين لك هذا، مايُعطل الاستثمار الخاص الذي يحل أو يساعد على حل مشكلة البطالة عندما تعجز الدولة على حلها والتي تخلق أزمات اجتماعية كبيرة، لذلك لابد من طرح هذه الظاهرة الخاصة في المجتمعات المحكومة بأنظمة تسلطية،وذلك لإضافة المحددات الطبقية الجديدة، وإلاّ نغوص في أطر نظرية مغرّبة عن واقع متخبط سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، أي نتحدث عن ماض وليس عن معاناة المواطن المباشرة، وما الفائدة من طرح مقولة الصراع الطبقي التقليدي غير المُعبّر عن واقع مُعاش، هل الغاية التثاقف وهل يفيد هذا التثاقف حركة الواقع إن لم يكن مُعبّرا عنها حتى بمعناه النظري؟.
ماركس لم يكن يحلم حين تحدث عن الصراع الطبقي، بل كان يُعبّر عن واقع هذا الصراع بإعادته إلى أسس تكوينه المادي الذي أنتج وعيا لدى طرفي الصراع، واستمر ذلك وتعمم عالميا مع انتشار التقنيات الحديثة في حينها، ووصول الأدبيات الطبقية الاشتراكية للعديد من بقاع الأرض، لكن لم يثبت بل ارتبط بتطور العلاقات السياسية ضمن المجتمع الواحد من باب الخصوصية الثقافية والسياسية الموروثة والمُتشكلة حديثا.
بما يتعلق بالعراق فإني أرى أن على الماركسيين إعادة القراءة أكثر، وتحديد المجتمع العراقي المُحتل حاليا من قبل أمريكا التي هي بالقراءة الماركسية التقليدية مركز النهج والقرار الإمبريالي العالمي، والتي تحكم العراق عبر حكومة يمكن تصنيفها بالعميلة،فمهمة الماركسيين معرفة الواقع كما هو وليس افتراضيا مرتبطا نظريا بالمقولات الماركسية التقليدية، ومهام الماركسيين يمكن تحديدها بالإجابة على الأسئلة التالية:
1-ما دورهم في تحرير الوطن؟.
2-ماهي مساهماتهم في المقاومة الوطنية الديمقراطية؟
3-ماهي برامجهم التنموية بعد التحرير؟
عندما نُجيب على هذه الأسئلة نعرف دور اليسار الديمقراطي في العراق، والإجابات على هذه الأسئلة أفترضها على الشكل التالي:
1-الصراع التاريخي بين الإمبريالية والماركسية من جانب والصراع الطبقي الاجتماعي التقليدي من جانب آخر يُحتمان على اليسار المشاركة القصوى بتحرير العراق من المحتل ولا يجوز التحدث عن ماركسية ويسار بظل الاحتلال فالمهمة الأساسية لهم هي القتال بمعنييه السياسي والعسكري لتحرير الوطن.
2-من بديهيات الأمور أن يُدرك اليساري أنه جزء من الوطن وليس الوطن كله وعلى ذلك لابد له من الانخراط في المقاومة الوطنية الديمقراطية السياسية والعسكرية مع غيرهم من القوى التي تشكل الساحة السياسية العراقية كي يتحرروا من مطلق الحقيقة والمعرفة الكلية استعدادا لما بعد التحرير إذ أن محددات الصراع بعد التحرير تختلف عما هي عليه بظل الاحتلال.
3-عندما تتشكل ثقافة المقاومة الوطنية الديمقراطية لدى اليسار وغيره بظل الاحتلال لابد من استتبا عها ببرامج تنموية يقررها التنوع الوطني الذي لا يُستثنى منه أحدا، فعلى اليسار التقدم نحو القوى الأخرى لتعزيز الثقافة والوعي الديمقراطي الذي تُبنى عليه كل البرامج الوطنية السياسية والاقتصادية وغيرها في المستقبل، عكس ما هو قائم اليوم إذ أن هناك تنوع حاكم لكنه محكوم بإرادة المُحتل وليس بالإرادة الحرة للمجتمع ،ولا يجوز أن يغيب عن ذهن الرفاق في اليسار مسألة الأقليات القومية التي عانت من اضطهاد نوعي حين تُبنى الدولة على أساس المواطنة للجميع فيتحرروا من فكرة الانفصال بشكل أو بآخر،لأن الدولة الديمقراطية تحمي أبناءها كيفما كان انتماؤهم وجغرافيتهم ضمن الوطن الجغرافي والبشري الواحد.

******************************************************
دعوة للمشاركة في الحوار حول العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=39349








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في أول تجمع انتخابي بعد محاولة الاغتيال.. ترمب: أتعرض لاستهد


.. السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز يقدم مشروع قرار لوقف بيع أسل




.. ستارمر يواجه تحقيقا بسبب عدم تصريحه عن شراء كبير متبرعي حزب


.. بيان الشبيبة بخصوص أحداث الهروب الجماعي نحو سبتة المحتلة




.. الأمين لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد الله في تصريح