الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعداء الدوله ام دولة اعداء ؟!

محمد فريق الركابي

2014 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


اعداء الدوله ام دولة اعداء ؟!

في ظل الظروف التأريخيه الحرجه التي يمر بها العراق الذي اصبح في مفترق طرق و بدايه حقيقيه لمشروع تقسيم العراق الى ثلاث دويلات خصوصا مع الفشل الكبير على المستوى السياسي و التي تعد الراعي الرسمي لمثل هكذا مشروع و سببا من اسبابه و ايضا نجد ان حب السلطه و امتيازاتها و التفكير الدائم للوصول اليها كان سببا لكثير من الازمات السياسيه التي لها اثر على الحاله الاجتماعيه علما ان السياسيين لا يعني لهم الوصول للمنصب خدمه الوطن و الشعب بل مشروعا استثماريا يغتنون به على حساب المال العام ضاربين عرض الحائط ما يمكن ان يحدث في سبيل الوصول لغايتهم او الحفاظ عليها و ربما كان ذلك واضحا في تشكيل حكومة 2010 و التهديدات التي خرج بها بعض من يفترض انهم ممثلي الشعب فقد اعلنوا صراحه ان عدم وصولهم لمنصب معين يعني عدم استقرار الوضع السياسي و الامني و بالتالي نجد ان العمليه السياسيه الديمقراطيه قائمه على مبدأ ان لم تكن ذئبا اكلتك الذئاب و غيرها من العبارات التي تعني ان العراق تحول الى غابه يكون البقاء فيها للاقوى.

ان الاحداث الاخيره كشفت الستار عن الكثير من الحقائق التي ربما كانت محل شك و غموض لدى الكثير من العراقيين و سببا في تفكيك المجتمع العراقي في جميع النواحي فأبسط الامثله على ذلك هو اصرار فئه من الشعب على نزاهة و وطنيه البعض من السياسيين و ان لهم دور كبير و فعال في اخماد الازمات السياسيه و لكن هذه المره نجد نفوراً ذلك لادراكهم دور الجميع في المعترك السياسي حتى اصبح السياسيين في نظرهم اعداء العمليه السياسيه التي يدافعون عنها سواء كانوا يشعرون ام لا يشعرون و كما اسلفنا فهي في النهايه مشروع استثماري و هو نفسه سبب دفاعهم عن عمليه لا وطنيه و لا اخلاقيه و تحمل ادنى شعور بالمسؤوليه عن شعب انهكته الصراعات و يتطلع بأمل الى من يأمن له ادنى مستويات الحياة الكريمه التي اصبحت من قصص الخيال.

و من المعروف ان العدو الاول لجميع دول العالم هو تنظيم القاعده و فروعه المنتشره في جميع انحاء العالم تقريبا حتى اني اتذكر تشبيه احد اساتذتي في الجامعه لهذا التنظيم بأنه اصبح منظمه دوليه لا ينقصها سوى الاعتراف لما تمتلكه من عناصر و اركان يجب ان تتوفر في المنظمه الدوليه كالتمويل المالي و القياده و الموظفين و يبقى الفرق الوحيد هو الغرض الذي نشأت من اجله و لكن الغريب هو ان بعض الدول تستغل هذا العدو تحقيقا لمصالح معينه قد تكون حزبيه و قد تكون شخصيه و قد تكون تنفيذا لرغبات دول اقليميه و هو امرا ليس ببعيد عن العراق و هنا يبرز تساؤل بسيط و هو اذا كان العراق قد اصبح قويا و قادرا على مواجة الارهاب كنيجه للعمل السياسي الوطني الذي يقوم به الساده السياسيين فما هو سبب التفجيرات التي حصدت مئات ان لم تكن الالاف من ارواح العراقيين منذ عام 2003 و حتى هذه اللحظه؟! خصوصا و ان الجميع قد اشاد بالجهد الاسختباراتي التي تقوم بها قوى الامن في العراق و لكي لا نكون مجحفين فهي نجحت في افشال بعض العمليات العسكريه و لكن لا يمكن مقارنة ما حققته مع ما حققه هذا التنظيم في العشرة اعوام المنصرمه و ايضا نجد ان الكثير ممن يفترض انهم شركاء في العمليه السياسيه صدرت بحقهم مذكرات القاء قبض بتهمة الارهاب و لم تنفذ حتى هذه اللحظه و لاسباب سياسيه بحته و بحجة الحفاظ على سير العمليه السياسيه و السؤال هنا هل العمليه السياسيه اهم من ارواح الشعب؟! هذا من جانب و من الجانب الاخر نجد ان جميع من اعتقلوا بتهم تتعلق بالارهاب و الانتماء لتنظيم القاعده و صدرت بحقهم احكام قضائيه لم تنفذ بل على العكس تم تهريبهم من المعتقلات في اكبر فضيحه يمكن ان تتلقاها الحكومه قبل عدة اشهر و لم نرى أي نتائج للجان التحقيق في هذه الفضيحه كغيرها من اللجان التي سرعان ما يعلن عنها و سرعان ما تختفي.

ببساطه ان ما يحدث اليوم هو صراع سياسي لكن بغطاء محاربة الارهاب و ما هو الا تصفية حسابات عتيقه بين الشركاء السياسيين فالارهاب لم يكن وليد اللحظه بل هو اقدم من العمليه السياسيه في العراق و اقدم من تأريخ نضال السياسيين العراقيين و لم يبقى ادنى شك لدى العراقيين العقلاء ان السياسيين و بلا استثناء استغلوا العمليات الارهابيه لتحصين انفسهم و الحفاظ على مراكزهم السياسيه و ان كان على حساب ارواح الشعب و مستقبل الدوله و الا فما الذي يمنع الجميع من اصحاب السلطه في العراق من محاربة الارهاب خصوصا و ان الاموال موجوده و قادره على شراء افضل انواع الاسلحه و هناك جيش تعداده اكثر من المليون عنصر و لكن و للاسف الشديد نجد السلاح متوفر و الجيش متوفر و لكن ليس لحماية الشعب او الوطن و حدوده بل من اجل الصراعات السياسيه التي كانت الدليل على ان هذه الدوله هي دولة اعداء بأمكانهم استغلال أي شئ في سبيل مصالحهم و ان كان الارهاب الذي يهدد الشعب بأكمله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة