الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثعالب العراق

عباس ساجت الغزي

2014 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


ثعالب العراق
سأم العراقيون من كثرة الخطابات الرنانة لكل من يجيد لغة التفلسف ويمتاز بجهورية الصوت واطلاقه الوعود والتلاعب بالكلمات من اجل استنفار الهمم لقضية خاصة او مخطط يسعى ويهدف اليه او مكلف بالتأثير فيه لقدرته على ذلك , ورغم تعدد الخطابات وتلون الوجوه لكن المواطن بات يدرك المتعددون والمتلونون لسيمائهم التي في وجوههم من اثر التنصل عن الوعود والتَّنكر للجميل .
اصحاب الخطابات اشبه ما يكون لذاك الذي يذيقك من طرف اللسان حلاوة وان جَّد الجد اشدهم مراوغة واكثرهم تحايل حتى انك تفتقده كالبدر في الليلة الظلماء لكثرة الوعود التي اغدق عليك بها دون الفعال , وما اكثرهم في دنيا اليوم ونحن بأمس الحاجة لبصيص امل في اخر نفق هذه الحياة المظلمة التي باتت كالسجن الكبير للمؤمنين والاخيار الذين لا يرومون فيها فسادا ولا عبثاً الا الصبر والاحتساب حتى انقضاء آجالهم .
ومن بين اولئك الاصحاب البعض من السياسيين في العراق الجديد بل وما اكثرهم حين يشتد سوق الحرب ويكون النزال واجباً بعد الزامهم انفسهم بالتصدي لجميع المواقف من خلال الخطاب المعسول , يبدوا ان الشعب العراقي المغلوب على امره قد وقع في شباك وحبائل اولئك الذين غروه بالشعارات الوهمية والدسائس الخبيثة من اجل سرقة الثروات والنيل من الكرامات وانتهاك الحريات .
يقال ان في الشِّدة يمتحن الرجال , لكن في ابتلاءاتنا تخرس جميع الاصوات وتغيب الكثير من الوجوه عن المشهد الراهن حتى ان البعض بالقرب منا لكنه يفضل دفن راسه بالتراب كالنعامة خوفاً من التصدي والوقوف وقفة حق تجعل منه صادقاً في تنفيذ قسم الشرف الذي اقسم به امام الشعب بان لا يخون البلد ولا يسمح بالاعتداء على الارض والشعب او محاولة التقسيم ولو كلف ذلك حياته .
والبعض الاخر من تلك الوجوه ما انفك عن الترقب بحذر لما يجري في الساحة العراقية , فان رأى ان كفة احد الاخوين المتنازعين والمتصارعين قد ترجحت على الاخرى تناغم مع تلك التي انتصرت من اجل الحفاظ على حصته من الغنائم شأن المؤلفة قلوبهم في الاسلام .
وهنالك الفئة الثالثة هم اشد ضلالة , اولئك حمّالة الحطب الذين يشعلون نار الفتنة بين الاخوان باستغلالهم الظروف التي يمر بها العباد من هول الشدَّة في البلاد , متناسين ان الفتنة اشد من القتل وانهم يشعلون ناراً وقودها الناس والحجارة تشوي وجوههم ولو بعد حين .
ومن بين كل ذلك يبقى الشعب العراقي الصابر المحتسب يدرك بان الغمامة السوداء ستنجلي عن سماء الوطن بالحكمة والشجاعة التي يتمتع بها الابناء , والايمان الكبير لرجالاته الذين اعتادوا التمسك بصبر ايوب الذي انقذهم من السنين العجاف في زمن المحن والظلم والجور الذي تعرضوا له نتيجة السياسات الهمجية التي تعاقبت على هذا البلد الامين , فامتازوا اليوم ايها المجرمون وسلام قولا من ربِّ رحيم .
عباس ساجت الغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصائل المقاومة تكثف عملياتها في قطاع غزة.. ما الدلالات العسك


.. غارة إسرائيلية تستهدف مدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات وسط ق




.. انتهاء تثبيت الرصيف العائم على شاطئ غزة


.. في موقف طريف.. بوتين يتحدث طويلاً وينسى أنّ المترجم الصينيّ




.. قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية على مخيم جباليا