الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الشعوب العربية مؤهلة للديمقراطية ؟

طارق عبد الفتاح العزب

2014 / 1 / 5
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لا أعتقد أن الشعوب العربية مؤهلة لفكرة الديمقراطية على الأقل فى الوقت الحالى و سنبرهن على ذلك من خلال السطور القليلة القادمة .
أولا الديمقراطية هى حكم الشعب لنفسه وهى شكل من أشكال الحكم يشارك فيها جميع المواطنون على قدم المساواة اما مباشرة أو عن طريق ممثلين عنهم منتخبين . وكانت تطبق فى اليونان قديما وكان يستثنى منها العبيد والنساء . وهى تتناقض مع الارستقراطية وغيرها من أنظمة الحكم المختلفة . وبالنسبة لنا كشعوب عربية لم يتم تطبيقها بشكل صحيح الا فى الفترات الأخيرة فى دول مثل مصر . وكان أغلب الأنظمة السياسية فى الوطن العربى اما ملكية أو سلطوية قمعية . والجدير بالذكر أن الغرب هو من قام بتصدير تلك الفكرة للمجتمعات العربية فى الفترة الأخيرة فهل من المعقول أن الغرب يسعى من أجل مصلحة الشعوب العربية ؟ أكاد أجزم أن أغلب من قاموا بالتظاهرات فى البلدان العربية المختلفة لم يطرحوا على أنفسهم ذلك السؤال . ومن المفارقات العجيبة أن تجد الاسلاميين فى الوطن العربى هم من يدافعون عن الديمقراطية رغم أن أفكارهم تتعارض وبشكل كبير مع الديمقراطية .
وفى الوطن العربى الذى تبلغ فيه نسبة الأمية 27 % اى ما يعادل حوالى مائة مليون نسمة و اضافة الى أن جودة التعليم ليست بالمستوى العالى واضافة الى انتشار الفقر والخرافات و سيادة ثقافة القطيع كيف يمكن أن يتم تطبيق الديمقراطية بحيث لا يؤدى تطبيقها الى خراب تلك البلدان . ولننظر سويا الى ماحدث فى مصر منذ اندلاع الثورة التى نادت بالديمقراطية حيث انتشرت الفوضى و البلطجة وأعمال التخريب والنهب و جاءت الثورة برئيس غير كفؤ وكانت جماعته تستغل جهل الناس و سطحية عقولهم فى توجيه الناس الى رأى معين وكل ذلك عن طريق استخدام أسلوب الترهيب والترغيب باسم الدين فمن يعارضهم أصبح من الملعنونين ومن يؤيدهم من المرضى عنهم و أتذكر استخدامهم لفكرة الجنة والنار فى الانتخابات وكما أشرنا فمن يؤيدهم له الجنة ومن يعارضهم يكون مصيره النار . وبالتالى أصبح الدين مجرد أداة لتشكيل وعى الناس وبذلك يمكن التحكم فى ارادتهم . ويذكرنى هذا بما عاشته أوروبا فى العصور الوسطى حيث سادت الخرافات و كان البابا هو المتحكم فى وعى الشعوب وارادتهم وكان الدين مجرد أداة لتوجيه الشعوب . فهل من المنطقى أن نمر بما مرت به أوروبا فى العصور الوسطى ؟
وكان من الطبيعى أن تنجب الديمقراطية فى بلدان الوطن العربى الارهاب فكما أشرنا سابقا أن ذلك نتيجة الجهل والأمية وسطحية العقول واستخدام الدين كأداة لتوجيه وعى الناس وارادتهم . فما حدث فى ليبيا من قتل السفير الأمريكي وما يحدث فى مصر من تفجيرات كل فترة دليل على ذلك.
و لذلك أرى أن ماعلينا القيام به هو اصلاح المؤسسة التعليمة ورفع جودة التعليم وتقليص نسبة الأمية واستخدام الاعلام فى زيادة الوعى لدى المواطن العربى وألا نعلق امالنا على الثورات العربية حيث أن المزيد من الثورات لا يعنى الا مزيدا من الخراب والدمار للوطن العربى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر


.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي




.. ”شكرا للمتظاهرين في أمريكا“.. هكذا كانت رسائل أطفال غزة للجا


.. شعارات المتظاهرين الداعمين لغزة في جامعة كاليفورنيا




.. بدر عريش الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي في تصر