الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العام الجديد والتحديات أمام الثورة السورية

ماري اسكندر عيسى
(Mary Iskander Isaa)

2014 / 1 / 5
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



مع قدوم عام جديد على الثورة السورية، ومع التخبط الحاصل على الارض السورية نتيجة تفشي ظاهرة الغرباء المقاتلين ومن الطرفين، أصبح الثوار أمام تحديات وجبهات جديدة لا يستهان بها إضافة للنظام وهي دولة الشام والعراق الاسلامية"داعش" وهي خصم لا يستهان به. وقد صرح الائتلاف مؤخراً بان داعش لها ارتباط عضوي بالنظام، كما صدر بيان من عدة جهات اسلامية وهيئة علماء المسلمين ندد بأعمال داعش الاجرامية.
فلم يعد خافٍ على أحد ممارساتها بحق الناشطين والمدنيين والصحفيين في ادلب وحلب والرقة وغيرها من اختطاف وقتل بحجة التكفير..وقد هاجمت مؤخراً مجلة "الغربال" في كفرنبل واعتقلت رئيس تحريرها. وقد أثار استشهاد الطبيب حسين السليمان من أحرار الشام تحت التعذيب الوحشي غضب واستهجان الجميع.
إن مراجعة بسيطة لما قدمته داعش للثورة نجد انها لم تقدم إلا طعنات الظهر لمقاتلي الجيش الحر، واغتيال عدد كبير من خيرة قادته، وإعادة السيطرة على المناطق المحررة من الثوار للتخريب والتنكيل بالاهالي وفرض قوانين جائرة وغير حضارية كما في الرقة مما جعل الكثير من الاهالي يهرب منها ..إضافة لخطف الاب باولو والدكتور عبد الله خليل وغيرهم في الرقة،. وخطف رزان زيتونة ورفاقها في ريف دمشق الجنوبي في دوما، الغير مبرر .
وقد أدان منذ عدة أشهر ممارسات داعش الكثير من المراسلين الصحفيين والناشطين على شاشات التلفزة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي لكن لم يلقوا آذاناً صاغية، إلى أن جاءت الادانة الرسمية ولو متأخرة من الائتلاف ومن الجهات الاسلامية المعتدلة وضرورة وضع حد لممارساتها الاجرامية رغم ان مقاتلة "داعش"مهمة صعبة وخطيرة في الوقت الحالي نظراً لإمكانات الثوار الحالية المتواضعة، ولوجود الاختلاف في الاولويات بين الكتائب المقاتلة، لكنه ضروريا ويجعل الثوار امام تحد جديد ولا بد من الاشارة أن التقصير في دعم الجهات المقاتلة المعتدلة من المجتمع الدولي سيجعل الغلبة لداعش، مما يعني دخول سوريا في مزيد من الظلامية، الأمر الذي لا نتمناه.
ومن ناحية اخرى اعتقد ان الترحيب بالنقد لتصحيح مسار الثورة بات أمراً ملحاً وضرورياً الآن. وماحدث بالنبك من انسحاب للقوات المقاتلة في أشد الأزمة جعل الأمر يبدو غريباً وغامضاً، وعرض الثوار المقاتلون للمساءلة والعتب نتيجة خلاف بين الكتائب على القتال او عدمه وعلى قبول الهدنة أو رفضها بين النظام والكتائب المقاتلة..فبعد عدة عمليات عسكرية ناجحة قام بها المقاتلون نرى ان اختلافهم جعلهم ينسحبون ويتركون الاهالي تواجه مصيرا مأساويا مع النظام حين دخل مقتحما النبك بعد ان سيطر على دير عطية وقارة ليرتكب بحق أهالي النبك المجازر والاعدامات والتهجير، عدا عن سرقة البيوت من جيش الدفاع الوطني على مرآى من جيش النظام. واكد "حسام العواك" وهو قائد في الجيش الحر في تصريح لـ"الحدث اليوم" بتاريخ 10-12-2013، ما معناه ان الاختلاف بين أمير النبك والكتائب المقاتلة ومجلس بلدة النبك هو وراء انسحابهم وحدوث ماحدث..
إن كلام اهالي النبك..وتصريح القائد حسام العواك يؤكد ضرورة توحد الكتائب المقاتلة لتحقق النصر..وضرورة جعل اولوية معاركهم حماية الاهالي وتحرير سورية وإقامة دولة حرة مدنية. فالثورة كما قال الشيخ أحمد الصياصنة قبل عدة أيام لقناة الاورينت "قامت من اجل دولة مدنية تحفظ حرية وكرامة كل السوريين"..
وبالتالي امام الثوار تحديات كثيرة ..أولها الانتصار على داعش وكل المتطرفين ..فهل ينجح الثوار بإعادة الثورة لمسارها الصحيح؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب وسط مطالبات بإسقاط


.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟




.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح


.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا




.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ