الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة السورية والمخاص العسير

حسن نبو

2014 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


كان الرأي السائد لدى نشطاء الحراك السوري هوأنهم سيتمكنوا من إسقاط نظام " آل الأسد " الإستبدادي الذي يتحكم بهم منذ أكثر من أربغة عقود من الزمن قي مدة قصيرة جدا ، ربما لاتتجاوز أشهرا قليلة، من خلال المظاهرات والإعتصمات والعصيان المدني، ظنا منهم أن السيناريو الذي حدث في كل من تونس ومصر والذي أدى إلى إسقاط نظامي: " بن علي " و" مبارك " في أقل من شهر، سيستمر في سوريا، دون أن يدركوا أن الجيشين: التونسي والمصري هما اللذان أجبرا الرئيسين المذكورين على التنحي ، وأن جيشهم ( الجيش السوري ) ليس كالجيشين المصري والتونسي، وأنه لن ينحاز إلى جانبهم، بل سيقاتل ضدهم إذا احتاج النظام إلى ذلك، بسبب تركيبته المعقده التي لاتسمح له تحت أي ظرف من الظروف الخروج على أوامر النظام وتعليماته . وهذا ماحدث بالفعل، فبعد فترة قصيرة من اندلاع الثورة زج النظام مؤسسة الجيش عبر القطعات الأكثر والأشد ولاء له إلى الساحة لقمع المظاهرات السلميه وقتل المتظاهرين واعتقالهم وهدم منازلهم ...الخ ورغم الإنشقاقات التي حدثت داخل مؤسسة الجيش إلا أنها لم تصل إلى حد إنشقاق فرقه بأكملها أو لواء ... بسبب صعوبة حدوث مثل هذا الأمر. وللتمكن من مواجهة تدخل الجيش في المعركة إلى جانب النظام, لجأ الضباط المنشقون إلى تشكيل نواة لجيش يقاتل جيش النظام وشبيحته أطلقوا عليه اسم " الجيش الحر " واعتبروه حاضنه لكل من يحمل السلاح ويقاتل النظام المجرم دون الوقوف على أهدافه وجنسيته ومشاربه الإيديولوجيه . وشيئا فشيئا تحول الجيش الحر إلى كتل متباينه في الأهداف والشعارات ... لا بل أصبحت الكتل ذات التوجه القاعدي هي الأقوى في الساحة. وكان لهذا التحول الخطير أثر سلبي على مسارالثوره، إذ غيرت نظرة العديد من دول العالم إلى الثورة، واحجمت بسببه عن تقديم الدعم للثوار . وكل هذا أفسح المجال للنظام المجرم بمواصلة إرتكاب المجازر بحق المدنيين المتواجدين في الأماكن التي تدور فيها القتال بين الجيشبن النظامي والحر، تحت غطاء محاربة العصابات الإرهابيه، دون أن يحرك ذلك أحدا. إضافة إلى دخول الجيش الرسمي في المعركه إلى جانب النظام وهيمنة الجماعات الإسلاميه الراديكاليه على الجبش الحر، فقد لعب الموقف الدولي أيضا موقفا سلبيا تجاه الثورة السوريه. فروسيا الإتحاديه عطلت مجلس الأمن ومنعته من استصدارأي قرارعنه يدين جرائم النظام . أما الدول التي اعتبرت نفسها صديقة لسوريا لم تف بالتزاماتها تجاه المعارضه السوريه ولم تبادر فعليا إلى تسليح كتل الجبش الحرالغير مرتبطه بالقاعدة بأسلحة نوعية تمكنها من توجيه ضربات موجعة للنظام، في الوقت الذي تقدم فيه كل من روسيا وايران وحزب الله وعراق المركز ودول أخرى شتى أصناف الدعم للنظام . ويمكن القول إن موقف الأسره الدوليه اللامبالي تجاه مايحدث في سوريه قد دفعت بالأحداث نحو منحى خطير جدا, فمن جهة واصل النظام ارتكاب المجازربحق المدنيين ومحاصرتهم ، حتى وصل به الأمر إلى قصف المدنيين في ريف دمشق واماكن أخرى بالأسلحة الكيماويه، ناهيك عن تدمير البيوت والبنية التحتيه في المدن والبلدات والقرى المقاومه ، ومن جهة أخرى أصبحت الجماعات المسلحه الراديكاليه على إختلاف إيديولوجياتها هي الأقوى في صفوف المعارضه المسلحه. وكان رد الأسره الدوليه تجاه إستخدام النظام للأسلحة الكيماويه ردا لاأخلاقيا ، حيث تم إطلاق يد النظام بمواصلته لإرتكاب المجازر بحق المدنيين ومحاصرتهم وتجويعهم وتدمير بيوتهم لأجل غير مسمى، مقابل إعلان النظام تخليه عن ترسانته من الاسلحه الكيماويه . وعلى صعيد المعارضه السياسيه ، لم تتمكن هذه المعارضه حتى هذه اللحظه من وضع برنامج سياسي يلبي ولو الحد الأدنى لطموحات جميع المكونات غير العربيه من الشعب السور ، وفشلت في لملمة صفوفها .
مضى أكثر من سنتين ونصف على إنطلاقة الثورة السوريه، وقد بلغ عدد القتلى أكثر من مائة ألف وبلغ عدد اللاجئين إلى خارج سوريا حوالي المليون إنسان، أما عدد النازحين ألى داخل البلاد فقد وصل إلى أكثر من ثلاثة ملايين ناز، وفقا لإحصائيات صادرة عن مؤسسات دوليه، وجرى تهديم أجزاء لايستهان بها من العديد من المدن والبلدات والقرى، ووصل الأمر بالمحاصرين من قبل قوات النظام في معضمية الشام إلى أكل لحوم القطط والحمير وربما لحوم الكلاب أيضا .
وليس في الأفق مايشير إلى أي تحرك جدي للأسره الدوليه لوضع حد لأكبر مأساة تشهدها البشريه منذ الحرب العالميه الثانيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد الصمادي: كمين جباليا سيتم تدريسه في معاهد التدريب والكل


.. متظاهرون يطالبون با?لغاء مباراة للمنتخب الا?سراي?يلي للسيدات




.. ناشطة بيئية تضع ملصقاً أحمر على لوحة لـ-مونيه- في باريس


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يهتفون -عار عليك- لبايدن أثناء م




.. متظاهرون يفاجئون ماثيو ميلر: كم طفلاً قتلت اليوم؟