الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى عيد الجيش العراقي ... جيش المآثر والبطولات

زاهر نصرت

2014 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


ها نحن اليوم تمر علينا الذكرى الثالثة والتسعون على تأسيس الجيش العراقي من قبل البريطانيين في السادس من كانون الثاني لعام 1921 وبلا شك كانت هذه السنوات الطويلة حبلى بالإحداث والمتغيرات بمختلف المجالات في مؤسسته وعقيدته وتوجهاته بعد ان قدم الكثير من الشهداء والناس الأبرياء التي كانت ارواحهم فداءً للوطن .

ان لهذا الجيش دوراً كبيراً على المستويين الوطني والقومي رغم ضعف الإمكانيات التي كانت متوفرة له جراء اهمال العهود المنصرمة فقد كانت حركة مايس عام 1941 من المواقف المشرفة لجيشنا الباسل كما كان دوره في حرب 1948 ضد العدو الصهيوني هو الاخر دوراً مشرفاً فضلاً عن اسهامه بإعلان الجمهورية عام 1958 بثورة 14 تموز والموقف المشرف في الحرب العربية – الإسرائيلية عام 1973 .

لقد زج الجيش العراقي بحرب طويلة من أطول الحروب النظامية المعاصرة وهي الحرب العراقية – الإيرانية ( حرب الخليج الأولى ) التي استمرت ثمان سنوات ابتداءً من عام 1980 الى عام 1988 التي انهكت الجيش وخلفت اثار وتداعيات كبيرة سرعان ما تطورت سلبياً في دخول دولة الكويت وما تلاه من حرب مدمرة ( حرب الخليج الثانية ) وعاش بعد ذلك ضمن عقوبات دولية مفروضة من الأمم المتحدة انهكته بشخوصه ومعداته وولدت فيه تفشي لظواهر فساد مالي كبير في داخل مؤسسته طغى من خلالها مفهوم الرشوة والمحسوبية وصاحبها تآكل كبير ببنية المؤسسة العسكرية العراقية مع تصاعد البنى الشخصية والحزبية ومع كل هذه التداعيات البنيوية وفي ضوء تفشي الفساد داخل المؤسسة العسكرية زج الجيش العراقي بحرب جديدة مدمرة ضد الولايات المتحدة التي تمتلك اقوى جيش في العالم وكانت النتيجة معروفة مسبقاً تدمير ما تبقى من بنية الجيش وسقوط البلد تحت احتلال القوات الامريكية لعاصمته بغداد ، وبمجمل ما أوردته أعلاه فقد سالت دماء من اوردة أجيال لا تنضب .

هذا التصرف المتهور الذي يتبعه حاكم ما عندما يقود شعبه نحو اتجاه خطير كشرود الغزال عن قطيعه ليرمي بالجميع اخيراً في مستنقع الفناء او ظلمات الهاوية ، لقد ذهب وولى وقت التصفيق المزيف من ايادٍ متملقة تأييداً لقرارات الحاكم وانحناء رؤوس عناصر السلطة امام قامته خوفاً من بطش او عقاب وغيرها من تفاصيل الرضوخ الذليلة تقلب عاجلاً او اجلاً عاليها سافلها . بل ان السياسي المحنك والوطني المخلص هو الذي يحافظ على ممتلكات شعبه من الضياع ويعمل مخلصاً لإرضاء الجميع من حاقد او محب بتكتيك الدبلوماسية الحديثة ولا يعمل بانفرادية الرأي وديكتاتورية التصرف ولا يتخندق باتجاه التعصب الطائفي والتناحر الكتلي وانانية العقيدة ولا يغض العين للفساد الإداري وصعود القوي على اكتاف الضعيف وسرقة اللقمة من افراده الجائعين .

اذن جيشنا العراقي نعرفه منذ عشرات السنين ونعرف عن التربية الاكاديمية المختلفة التي يتلقاها ضباطه وضباط الشرطة ونعرف العراقي منذ معارك فلسطين ونعرف عن بطولات كوادره الجماعية والفردية ونعرف عدداً لا حصر له من ضباطه البواسل وشخصياتهم الفذة من امثلة " عبد الكريم قاسم " و " ماجد محمد امين " ومئات غيرهم .

أيها المقاتلون العراقيون الواقفون في وجه الجراد العنصري الذي يريد ان يأكل كل نخلة من نخيل العراق وكل شجرة من أشجار العروبة أيها الثابتون على الخط الفاصل بين الخير والشر ، بين الحضارة وبين الهمجية ، بين رائحة الورد ورائحة التعصب ، بين الذين يكتبون القصيدة الجميلة وبين الذين يكتبون شواهد الموتى ، بين الذين يرسمون اللوحة وبين الذين يرسمون وجه الشيطان ، بين من يغتسلون بضوء المطر وبين من يغتسلون بدماء البشر . ان واجبكم الان هو عدم مطاردة العراقيين في بيوتهم وفي عقر دارهم وقض مضاجعهم بأساليب غير لائقة بسمعة الجيش عن طريق مداهمة منازلهم وتحطيم ممتلكاتهم فهذا العمل سيخلق نوع من العزلة بينكم وبين الشعب بل واجبكم هو عدم ترك الحدود مفتوحة لدخول الأعداء لتدمير بلدكم والطامعين بثرواته .

هنيئاً لكم عيدكم الثالث والتسعين .






زاهر نصرت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ 7 عقود، فيتنام تدعو فرنسا للمشاركة في إحياء ذكر


.. غزيون عالقون في الضفة الغربية • فرانس 24 / FRANCE 24




.. اتحاد القبائل العربية في مصر: شعاره على علم الجمهورية في ساب


.. فرنسا تستعيد أخيرا الرقم القياسي العالمي لأطول خبز باغيت




.. الساحل السوداني.. والأطماع الإيرانية | #التاسعة