الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الجنس و الشغف نتحدث

زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)

2014 / 1 / 6
كتابات ساخرة


و ماذا عن الجنس؟؟..عنه تتساءلين؟؟..لأكون صادقةً معك الكل عنه يتساءل!!..حتى من هم في قمة ورعهم و تقواهم يكون هو هاجسهم الأكبر رغم الصلوات و التسابيح و حلقات ذكر الرب..فالجنس لدينا كعرب هو التراث و العقيدة..البعض يراه خطيئة و رجس يجتنبه و البعض الآخر يعتبره دين بحد ذاته يؤمن به و يتعصب له و البعض يعتنقه كوسيلة للتعبير عن إنسانيته المهدورة طوال اليوم فيحاول عن طريقه عبثاً استعادتها في آخره.

الجنس أصبح بالنسبة إلى معظمنا جزء مهم من حياتنا و حتى عقيدتنا الدينية..فأنتِ لا تجدين من يتساءل عن كينونته أو عن أسرار الله المتوارية عنه بقدر ما تهمه تفاصيل علاقته الجنسية مع الآخر!!..أنتِ لا تجدين في برامج الفتاوي الدينية و حتى في البرامج الطبية أسئلة تتحرر من ذلك الهاجس..بل أصبح معظم تلك الأسئلة تدور حول حدود ذلك الهاجس فتتسلل عبر أسواره و من تحت عتبة بابه بخجل و باسم مستعار.

أشعر أننا شعب أعلن استسلامه في كل شيء..فلا تجدين معركة واحدة حققنا فيها أي نصر و لو "وهمي"..فأصبح السرير هو الميدان الأخير للمعركة الأخيرة و حتى في هذه المعركة يعلن اليمنيون فشلهم "شبه" الذريع فيها..فآخر دراسة طبية "مُعلنة" تشير إلى أن 40% من سكان اليمن يعانون من الضعف الجنسي..و بحسبة بسيطة فهذا يعني أن ما يقارب العشرة مليون يمني يعانون من العجز الجنسي.

و من المثير للسخرية أن في أحد الدراسات النفسية ذُكر أن نسبة التحرش في أي مجتمع تتزايد طردياً مع نسبة العجز الجنسي فيه..فإذا كان حقاً كما يُقال أن 90% من نساء اليمن يتعرضن للتحرش بشكل شبه يومي فهذا يعني أننا نحيا في مجتمع يكاد يكون أغلب "ذكوره" عاجزون حرفياً و ليس مجازياً..فأي مجتمع تنتظرين منه أن ينجز أي أمر و هو عاجز في كل أمر!!.

أتتذكرين فتوى تحريم العُري عند المعاشرة؟؟..حينها أصابك الذهول منها و حينها أخبرتك أني مذهولة من ذهولك..فلماذا تستغربين أن نبدأ في تقييد أنفسنا حتى في أكثر لحظاتنا حميمية؟؟..ألسنا نحيا حياتنا مقيدين بشكل أو بآخر؟؟..فلماذا سيختلف الأمر أن تم تقييدنا أيضاً حتى في تلك اللحظة المُقدسة بالنسبة إلى البعض؟؟..و لكن يبدو أنك أصبحت كالآخرين تجدين أن للجنس قُدسية أكثر من الكرامة الإنسانية..فلا بأس ان نُسلب كرامتنا و لكن ليس "جنسنا".

و في وطن الإنسان تتحدد قيمته فيه بقيمة مساحة نعيه في الصحف الرسمية أصبح هذا مضمار انتصارنا لانكسارنا الدائم..هل علمتي الآن لم نحن مثيرون للشفقة في كل أمر؟؟..فشعب يعاني نصفه من فقدان الإحساس بالكرامة الإنسانية و يعاني نصفه الآخر من فقدان الإحساس بذكورته فماذا تتوقعين أن يكون الأمر الذي سيبدعونه لك؟؟..فنصف الشعب يتعاطى الفياجرا الدوائية و نصفه الآخر يتعاطى الفياجرا الدينية فكيف تتوقعين أن ينتصرون في أي معركة و هم تحت تأثير أحد المُخدرين أو كلاهما!!.

و يكفي أن تتصفحي أي موقع للتواصل الاجتماعي و تكتبي كلمة "جنس" في محرك بحثه لتغرقي بملايين الصور و المواقع و الصفحات و المواخير التي يكون أغلب روادها من العرب و المسلمين..المسلمين الذين لا يكفون لحظة عن شتم الغرب "المسعور" جنسياً بالرغم من أنه إحصائياً -أيضاً- يتفوق المسلمون في تصفح تلك المواقع على مواطني أصغر دولة غربية..و لكنهم بالرغم من ذلك حريصون جداً في ختام أي حديث على قول:"و الحمد لله على نعمة الإسلام"!!.

و لكن أتعلمين ما المحزن في الأمر؟؟..أنه بالرغم من حالة الشغف به -أي الجنس- نتناسى شغفنا بالشغف بحد ذاته..فأغلب طرقنا أصبحت تؤدي إلى سرير و لكنها ليست بالضرورة تؤدي إلى حالة من العشق في من نحاول أن نستدرجه إلى أسَّرتنا..لقد فصلنا الشغف عن الجنس فأصبح معظمنا كالبهائم أو أضل سبيلا..أصبح معظمنا يحمل عقولاً أُتخمت بالخيالات الجنسية و ليس بالعبارات العشقية.

فأصبح الجنس في عقول معظمنا أكبر من مجرد "فكرة" تجسيدية للتواصل الجسدي بين حالتيَّ عشق و نتيجة طبيعية لأقصى درجات الشغف..أصبح مجموعة خيالات أتت من ماخور مليء بفتيات الليل اللواتي نعشقهن في السر و ندينهن في العلن..لم يعد يهمنا الشغف كثيراً بل كل ما يهمنا أكثر هو أن نفعلها بطريقة "شرعية"..فأصبح الدين بالنسبة إلى معظمنا دين "جنسي" بإمتياز و كأنه أتى لينير أسَّرتنا لا قلوبنا!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضحية جديدة لحرب التجويع في غزة.. استشهاد الطفل -عزام الشاعر-


.. الناقد الفني أسامة ألفا: العلاقات بين النجوم والمشاهير قد تف




.. الناقد الفني أسامة ألفا يفسر وجود الشائعات حول علاقة بيلنغها


.. الناقد الفني أسامة ألفا: السوشيال ميديا أظهرت نوع جديد من ال




.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي