الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صمود تل حميس ... يهزم قوات الحماية الكردية !

مهند الكاطع

2014 / 1 / 6
الارهاب, الحرب والسلام


تل حميس هي مركز ناحية ، يتبع إدارياً مدينة القامشلي والتي تتبع محافظة الحسكة ، تقع جنوب مدينة القامشلي بحوالي 40 كم ، بعد أن سيطر عليها الجيش الحر قبل نحو عشرة اشهر اصبحت هدفاً لطائرات النظام المنطلقة من مطار القامشلي ، كما لا يستطيع أهل القامشلي النوم دون أن يسمعوا قذائف المدفعية التي تنهال على ناحية تل حميس والقرى المحيطة بها بشكل فاق كل حدود . تجاوز عدد الطلعات الجوية على بلدة تل حميس 300 طلعة جوية بحسب آخر التقارير لناشطين إعلاميين .
مطار القامشلي الذي تنطلق منه الطائرات والمروحيات والخاضع لحماية من عناصر النظام واللواء المتمركز جنوب القامشلي إضافة إلى قوات الحماية الشعبية الكردية وعشرات من عناصر ما يسمى جيش الدفاع الوطني .
كل الجرائم والتدمير الذي طال تل حميس أو بلدات أخرى في ريف الحسكة مثل (الشدادي ، تل براك ، البحرة الخاتونية ، اليعربية ) ليس مستغرباً من النظام ، الذي دمر فعلياً معظم أحياء المدن الكبرى في سوريا ، فلا غرابة أن يقدم على تدمير هذه البلدات والقرى في الريف النائي المهمش منذ عقود طويلة ، لكن المثير في الموضوع هو أستخدام النظام لميليشيات حزب العمال الكردستاني لتنفيذ أجندته ، وجعلهم رأس الحربة في دخول تلك المدن والبلدات والصراح بالنيابة عنه فيها لقاء مصالح مشتركة ، فحزب العمال يسعى لتطبيق إدارة ذاتية كردية للمنطقة بالأتفاق مع النظام الذي يريد أن يجعل من ذلك مقدمة لإدارة ذاتية لدويلة علوية ، والنظام بنفس الوقت يسعى لتخفيف الضغط عنه في الجبهات الأخرى وجر أكبر عدد من الكتائب إلى منطقة لا تشكل هدفاً أستراتيجياً له في هذه المرحلة الراهنة . إلتقاء هذه المصالح هو ما يجعل حزب العمال الكردستاني يحافظ على مقرات النظام واستمرارية عمل اجهزة الامن والمخابرات ، ويجعل التعاون بينهما على اشده في المنطقة والادارة مشتركة لمعظم المواقع التي تقع تحت سيطرة النظام .
بعد أن استطاع النظام بالأشتراك مع مايسمى (قوات الحماية الكردية) السيطرة على اليعربية المعبر الحدودي الهام مع العراق ، وبعد سيطرتها على بلدة تل براك الواقعة بين الحسكة والقامشلي ، قام النظام بالإيعاز لقوات الحماية الكردية لأقتحام بلدة تل حميس ، قامت تلك القوات بالتقدم بأتجاه تل حميس من ثلاثة محاور ، واشتعلت اشتباكات قوية على مدار اسبوع ، ألتحق أثناءها ابناء القرى المحيطة في منطقة تل حميس بمعسكر الثوار ، وتكبد حزب العمال الكردستاني خسائر فادحة وخاصة بالارواح ، وتم توثيق الاعداد الكبيرة من القتلى من خلال التصوير ونشر تلك الصور .
على اثر ذلك ، وبالضغط المتزايد تم كسر وهزيمة محورين من محاور الهجوم الذي شنه حزب العمال الكردستاني ، وهو محور (الخط السياسي) في الشرق ومحور (الحسينية) في الغرب ، وأندحرت تلك القوات إلى أن وصلت بلدة اليعربية على الحدود العراقية . ولا تزال الأشتباكات مشتعلة في المحور الشمالي لبلدة تل حميس ، في الطريق الذي يصل إلى القامشلي ، ومن المتوقع أن يتم أيضاً خلال الأيام القليلة كسر هذا المحور ايضاً وانسحابه بعد أن تكبد خسائر فادحة أيضاً .
إن المراهنة على النظام هي مراهنة خاسرة بلا شك ، وسقوط النظام الذي طال أنتظاره بات أمراً محسوماً لدى السوريين لا رجعة عنه حتى لو دفعوا حياتهم جميعاً ثمناً لذلك . ومرة أخرى يثبت حزب العمال الكردستاني الذي يقاتل اليوم بأسم الأكراد بأنه أداة طوعية بيد نظام أستبدادي قمعي ، وأنه خنجراً في خاصرة الثورة ليس إلا .
المستهجن بالأمر هو الصمت المطبق على جميع الأحزاب الكردية الأخرى المتمثلة بالمجلس الوطني الكردي والهيئات الأخرى ، والتي لم تصدر حتى هذه اللحظة أي بيان إدانة للعدوان الذي شنته قوات حزب العمال الكردستاني على منطقة اليعربية وتل براك وتل حميس .
للمعلومات فقط ، ناحية تل حميس يسكنها عرب فقط ولا تواجد لأي سكان أكراد فيها ، و يتبع لناحية تل حميس من الناحية الإدارية 222 قرية ، (5 قرى) فقط منها ذات أغلبية كردية وهي ( السعدية ، تل معروف ، مجيرينات ، خراب عسكر ، مثلوثة وسطى) أما القرى الأخرى البالغة 297 قرية فهي قرى عربية خالصة تقطنها قبائل ( الشرابيين ، طي ، شمر ) .
أما ناحية اليعربية فجميع سكان مركز الناحية من العرب ، و يتبعها إدارياً 122 قرية ، قرية واحدة كردية هي ( خربة البير تحتاني ) وقريتين مختلطتين هما ( أم كهيف فوقاني ، تل حداد) وبقية القرى 119 قرية هي قرى عربية خالصة تقطنها قبائل ( طي ، شمر ، الشرابيين).
إذن ماذا تريد قوات الحماية الشعبية من خلال عدوانها التي كانت تبرره في السابق بأنه حماية للقرى الكردية !!!! وهل تريد تطبيق قانونها في مشروع الإدارة الكردستانية الذاتية بالقوة على القرى والمدن العربية ؟؟؟

لا داعي طبعاً للقول مجدداً بأن محافظة الحسكة ليست ذات غالبية كردية كما يسوغ له الإعلاميين والمثقفين والكتاب من الاخوة الاكراد ، أو كما تدعي بعض الأحزاب الكردية ، ونسبة الاكراد بحسب اماكن سكنهم وتوزعهم لا يتجاوز 26 بالمئة ((30 بالمئة)) إذا بالغنا في الرقم !!! وهذا لا يبرر كل تلك المشاريع العنصرية التي يتم الترويج لها ، ولا يبرر كل المسميات التي تطلقها الأحزاب الكردية من خلال أنظمتها الداخلية ، أو من خلال برامجها السياسية التي تم تحديث (معظمها) بعد إنطلاق الثورة السورية ، مستغلةً لتدهور الأوضاع ، لترفع سقف مطالبها إلى الحد الذي لا يتناسب ابداً مع روح الثورة السورية ، ومع ابسط مبادئ الإنتماء لسورية موحدة للجميع ، تماماً كما قال الشعب السوري ( واحد ، واحد ، واحد .. الشعب السوري واحد) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المعركة مع من ؟!
أرام ( 2014 / 1 / 6 - 10:00 )
لم يفصح الاخ الكاتب عن ( ماهية ) القوات الموجودة في بلدة ( تل حميص ) هل الاهالي والفلاحين ام هي قوات من التكفيريين الذين أحلّوا الدماء السورية عربا وكردا ومسيحيين فكيف يا اخي تدافع عن هؤلاء التكفيريين اذا كانوه هم موجودين في تلك البلدة بعد ان قاموا بأحتلالها ويطبقون الشريعة بحق ابنائه ..وانا اطلب الجواب تنويرا للحق والحقبقة ودفاعا عن المظلومين


2 - الى الكاتب
أرام ( 2014 / 1 / 7 - 10:44 )
لماذا لا تدافع عن كتاباتك وارائك ومعلوماتك الكتابة تكون ناقصة اذا لم ترد على منتقديها وكذلك شخصيتك الكتابية ..

اخر الافلام

.. واشنطن تطلق سراح سجين أفغاني مقابل الإفراج عن أمريكيين محتجز


.. شاهد رقصة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والسيدة الأولى ميلاني




.. شاهد | اقتحام قوات الاحتلال لمخيم شعفاط بالقدس المحتلة


.. ترمب يعلن موقفه من غزة بعد تنصيبه رئيسا لأميركا




.. أبرز رسائل الرؤساء السابقين لبعضهم في البيت الأبيض