الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا الشعب وحروب الطغاة

جميل حنا

2014 / 1 / 6
الارهاب, الحرب والسلام


مضى عام كامل آخر من عمر ثورة الشعب السوري ضد نظام الاستبداد,عام مليء بالمآسي الرهيبة.عام 2013لا يمكن ان يقاس بأي عام آخرلا من عمر الثورة ولا بأي عام آخر من التاريخ الحديث والقديم لسوريا.حقا يعتبر هذا عام سوريا عالميا ليس من أجل المنجزات العلمية والتقدم التكنولوجي والتطور الإقتصادي والرقي الحضاري في إدارة الدولة وتحقيق الرفاهية للشعب وتحقيق السلم الأهلي والعيش المشترك بين مختلف مكونات المجتمع السوري والإبداع الثقافي والخدمات الإنسانية التي قدمت للبشرية. وإنما العكس هو الصحيح بسبب الهمجية والبربرية والعنف والتدمير الممنهج والقتل والتشريد والتجويع وتدمير وحدة سوريا إجتماعيا, وبناء ركائز التقسيم الجغرافي للبلد الذي مارسه ويمارسه نظام الاستبداد.وبسبب فظاعة المجازر وإستخدام كافة أنواع الأسلحة المدمرة والكيمياوية وأستقدام المجموعات والميليشيات الإرهابية التي مارست الخطف والتنكيل وقتل الأبرياء وزرع الرعب والفتنة الدينية والطائفية, وإحتلال سوريا من قبل إيران عمليا وإدارتها للأعمال الحربية الإجرامية ضد الشعب السوري.ومن ناحية آخرى كان عام الشعب السوري بالرغم من كل المآسي الفظيعة التي تعرض لها الشعب السوري الذي قدم ملحمة آسطورية في التصدي والصمود والمقاومة الحقيقية ضد كل القوى العاتية وضد كل المشاريع العالمية الهدامة والمؤامرات التي تستهدف كيان الدولة السورية وضرب إرادة الشعب السوري وحقه المشروع في الحرية والكرامة.شعب يتصدى بكل الإمكانات المتاحة له ضد المنظمات الإرهابية وضد نظام الإرهاب داخليا, شعب يغوض معارك خارجية ضد كل المشاريع الإجرامية بين دول إقليمية ودولية تستهدف سوريا وحل نزاعاتها على حساب الشعب السوري.الشعب السوري يقف حائرا أمام صمت العالم المخزي أمام مأساته,صرخة أطفال سوريا ونسائها في وجه العالم وقادته وكافة المؤسسات الدولية تقول أين الضمير؟ أين الأخلاق؟ أين الإنسانية؟أين أنتم أيها الدجالون المخادعون المنافقون من مأساتنا؟ لا يمكن وصف الأحداث ومجريات الحرب الأليمة التي تفوق الخيال لبشاعة الأعمال الإجرمية التي أرتكبها النظام ضد الشعب والوطن.عام أظهر ربما أكثر من سابقاته الحقد الهائل وهمجية كل الطغاة التي تجمعت في شخصية رأس سلطة الاستبداد بعدائه اللامحدود ضد أبناء الوطن.وتكريسه الفتنة المدمرة بين مختلف مكونات المجتمع السوري خدمة لمآربه القذرة لكي يستمر في السلطة ولو كلف ذلك قتل الملايين ودمر البلد كاملا ولم يبقى منه إلا الأنقاض.حرب سلطة الاستبداد في سوريا ضد الشعب السوري جمعت في خصائصها أنواع كل الحروب التي حصلت في التاريخ القديم والحديث, واستخدم أساليب كل الطغاة لإبادة الشعب أبناء الوطن والأعداء من أبناء الدول المتحاربة.
وهنا نورد بعض الأمثلة بدون الوقوف على التفاصيل للتذكير فقط:استخدام الأسلحة الكيمياوية بين الدول المتحاربة وفقط على جبهات القتال بين الجيوش أثناء الحرب العالمية الأولى.وعلى إثر ذلك حرم إستخدام هذا السلاح الفتاك في إتفاقية دولية منذ عام 1925.النظام السوري أستخدم السلاح الكيماوي مرات عديدة وفي مواقع عديدة ضد أبناء الشعب السوري المسالمين العزل من الأطفال والنساء والرجال.أثناء الحرب العالمية الثانية عندما غزا هتلرالفاشي على رأس جيشه النازي دول آوربا وخاصة الإتحاد السوفيتي وحصاره المدن وقطع كل المواد الغذائية ومنعه دخول أي إمدادات طبية أو تموينية لإخضاع أعدائه ومثال على ذلك حصار ستالينغراد والمعركة الشهيرة التي دخلت التأريخ العالمي.نظام عائلة الأسد بمساندة ودعم إيران الرسمي العسكري بالسلاح والبشر وميليشياته من حزب الله وعصائب الحق وأبو فضل العباس وغيرها من المجموعات التي أستقدمها من كل حدب وصوب,يسلك ذات المسلك الذي أتبعه هتلرضد أعدائه من الدول والشعوب الأخرى.نظام الاستبداد مع شركائه من القوى الغازية يقوم بحصار الأحياء والبلدات ويمنع دخول المواد الغذائية والأدوية حيث تتفشى الأمراض والناس يموتون جوعا , والصغار يصابون بشلل الأطفال.في آوائل ستينات القرن الماضي غزت أمريكا فيتنام وأستخدمت اسلحة فتاكة محرمة مثل النابلم والقنابل العنقودية وغيرها ضد المدنيين وأحرقت الأخضر واليابس لتركيع الشعب الفيتنامي البطل.قوات الأسد تستخدم كافة أنواع الأسلحة الثقيلة من الصواريخ والقصف بالطيران الحربي والمدافع والدبابات والقنابل الحارقة والبراميل المتفجرة كلها تستهدف مواقع مدنية مثل الأحياء الشعبية والأماكن العامة حيث يذهب ضحيتها الأبرياء من الناس بمختلف الأعمار من الصغار إلى الكبار.في منتصف السبعينات من القرن الماضي وعقب استيلاء " الخمير الحمر" في كمبوديا على السلطة بقيادة بول بوت أرتكب مجازر إبادة ضد شعبه وذهب ضحية أعماله الإجرامية حوالي ثلاثة ملايين إنسان ومئات الآلاف فروا من بطشه,وكانت معسكرات الإعتقال والسجون تعج بالمواطنين ونتيجة المجاعة وأنتشار الأوبئة والأمراض وانعداع العلاج أو تقديم أي مساعدة طبية.نظام الإجرام أرتكب مجازر جماعية كثيرة في مختلف بقاع سوريا أما أرتكبها جيش النظام أو الشبيحة والميليشيات ومجموعات إرهابية تنفذ أجنداته.مئات الآلاف من المعتقلين في السجون والمعتقلات السورية حيث يستخدم ضدهم كافة أنواع التعذيب المروعة حتى الموت ومصيرالكثير منهم مجهول كليا إضافة إلى المفقودين والمختفين قسرا.
الحركة الصهيونية العالمية في سعيها لقيام دولة إسرائيل أسست عدة مجموعات أو فرق إرهابية أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية تعمل على زرع الرعب والقتل بين اليهود في الدول الآوربية, لدفعها للهجرة إلى فلسطين.وكذلك منظمات أخرى مثل الهغانا وستيرن للقيام بتنفيذ وإرتكاب مجازر إبادة جماعية بحق الفلسطينيين لتهجيرهم وفرض الرعب بين صفوفهم وتركيعهم لإخلاء أرضهم أو الاستسلام لهم.النظام السوري تفوق على كل الأنظمة في العالم بتشكيل مجموعات ومنظمات إرهابية منها فتح الإسلام وجند الشام وجبهة إسلام العراقية وجبهة النصرة بأسمها الجديد هي من هذه المكونات الإرهابية, وأشخاص مثل القعقاع وأبو العدس وغيرهم.وهذا النظام هو الداعم الرئيسي لعناصر القاعدة بالتسليح والإيواء وإدخالها إلى العراق والقيام بالعمليات الإرهابية ضد الأبرياء من الناس وقتل رجال الدين من المسيحيين والمسلمين وتفجير الكنائس والأديرة والمساجد والحسينيات أثناء فترة الاحتلال الأمريكي للعراق. وبسبب الجرائم الإرهابية التي أرتكبت بحق المسيحيين هجر قسرا مئات الآلاف من المسيحيين العراقيين إلى خارج بلدهم, وكل هذا نتيجة الإحتلال الأمريكي, ودعم النظام السوري للقاعدة وكافة المجموعات الإرهابية. واليوم أصبح التعاون بين داعش والنظام السوري واضح وضوح الشمس.هذه المنظمة الإرهابية التي هي صنيعة الأجهزة المخابراتية السورية تنفذ أجندات النظام وتنفذ أعمالها الإرهابية ضد الشعب السوري بكل مكوناتهم الدينية والعرقية وعلى الأخص ضد المسيحيين.هذه المنظمة الإرهابية التي ترتكب أفظع الجرائم بقتل الشرفاء من الجيش السوري الحر. وهي تفتح كل يوم معركة ضد ثوار سوريا وتقوم بتصفية جسدية لقياديين عسكريين ونشطاء إعلاميين وغيرهم من أنصار الثورة. وحيث يستخدم النظام هذه المنظمة الإرهابية وأعمالها الإجرامية كورقة في الساحة الدولية لتشويه حقيقة ثورة الشعب السوري,وليأكد على أنه حامي الاقليات في سوريا , وأنه يخوض حرب على الإرهاب. وهذه الإدعاءات الباطلة تستخدم كذريعة من قبل بعض الدول المأثرة على الساحة الدولية, لعدم تقديم أي عون حقيقي للشعب السوري وإنهاء معاناته, بل لكي يستمر الحرب على الشعب السوري وتدمير سوريا وهو ما يخدم مصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة.الجيش السوري الحرالذي يخوض معارك شرسة ضد داعش حليف النظام يأكد على أن ما يجري في سوريا هي ثورة شعب من أجل الحرية والكرامة والتظاهرات السلمية لأبناء سوريا في العديد من المناطق هو تأكيد آخر يبين صدقية أهداف ثورة الشعب السوري.
النظام الإرهابي,نظام الرعب والعنف والقتل الجماعي ومن شارك في قتل السوريين من قوى غازية وتحت أي تسمية كانت منظمة إرهابية داعش أو النصرة أو حزب الله أو أبو فضل العباس أوايران وكل الطغاة وحروبهم ضد سوريا وشعبها ستبوء بالفشل الذريع, لأن النصر دائما حليف الشعوب مهما بلغت التضحيات وطال الزمن.الشعب السوري وجيشه الحر يصنع المعجزات ضد الغزوة العالمية المعادية لثورته المشروعة من أجل الحرية والكرامة.
06-01-2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من


.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال




.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار


.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل




.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز