الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضابط الصغير

صبري هاشم

2014 / 1 / 6
الادب والفن


كان المُلازمُ عبدالله صغيراً
يغيظُهُ وجودي في الميدانِ
كلَّ صباحٍ
يهرعُ نحوي بعد التّدريبِ
كلّما رآني أُدَخِّنُ سيجارتي في فضاءِ المعسكرِ
يأخذُ سيجارتي
يشتمُ السّيدَ ماركس ثم السّيد لينين
وبظاهرِ كفّي يُطْفِئُها
وأنا أضحكُ
دائماً أنا أضحكُ فيغتاظ أكثر
ثم يظلُّ يشتم يظلُّ
يظلُّ يشتم أبويَّ الطيبين
كان الملازمُ عبدالله
يصرخُ بين الأحجار :
سأعدُمكَ أيُّها الشيوعيُّ القذر
سأُطلقُ عليكَ الرّصاصَ يا ابن الـ..
لا ، لا ، لا
أيُّها المُلازمُ الصّغيرُ عبدالله فاحذرْ
لك أنْ تعدمَ ما تشاء ولكن احذرْ حين تسبّ
كان المُلازمُ عبدالله
واحداً مِن أبناءِ العراقِ " العظيمِ "
واحداً مِن وطنٍ بعثيٍّ
رضعَ مِن صدرِ عراقيةٍ " كريمةٍ "
مثلما هو مِن صُلبِ " أبيه "
كان الولدُ عبدالله يعبثُ بنَجْوِهِ في الميدانِ
لا يردعُهُ أحدٌ
لا يتورّعُ عن إتيانِ حماقاتٍ
كان الولدُ عبدالله
وطنياً أكثرَ منّي كما كان يقول
ضابطاً للتوجيهِ السّياسيّ
وكان يجنُّ جنونُهُ حين أضحَكُ
مَن يُصححُ لي ذاكرتي التي لا تُخطئ
فأنا لن أتخلّى عن غروري ؟
والضابطُ كان مثلَ العراق
كلِّ العراق
صغيراً كان المُلازمُ عبدالله
مثلَ السّادةِ هنالك
فأرجوكم لا يُطالبني أحدٌ بالعودةِ
إلى وطنٍ أحببتُهُ حتى الجنونِ
فكرهني حتى الجنونِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي


.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض




.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل