الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعلامنا الفاشل .. وبجدارة

ناهدة التميمي

2014 / 1 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


اعلامنا الفاشل .. وبجدارة
عندما كنت طقلة وفي حرب ثلاثة وسبعين مع العدو الاسرائيلي كنت ارى جدى مصغيا للراديو يتابع نشرات الاخبار بكل امعان واهتمام ,, وحيث كان خالي صحفيا ايضا فقد كانت الاسرة كلها تهتم بالاعلام والصحافة والاخبار .. وكان يلفت نظري اخبار العدو الاسرائيلي اذ كان يقول في نشراته , تعرضت دورية لنا الى كمين او هجوم ولكن احدا لم يصب باذى او, ولم يسفر الهجوم عن اية اصابات .. او في اسوا الحالات يقول , وقد اسفر الحادث عن اصابة جندي بجروح طفيفة .. وعندما كنت اسأل جدي او خالي كيف لم يصب احد باذى مع كل هذه الهجومات المتكررة ..؟؟
كان الجواب يأتيني منهم بأن هذه الاخبار هي جزء من الحرب النفسية واشاعة روح الاحباط عند العرب وبأن هجوماتهم وكمائنهم لم تؤذينا ولن تصيبنا بسوء فكفوا عن المحاولة .. هي نوع من التيئيس والقهر النفسي للمهاجمين والمنفذين .. علما بان تلك الكمائن كانت تصيب وتجرح وتؤذي بل وتميت ولكن اخبارهم كانت تقول غير ذلك ..
نعود الى اعلامنا العراقي الفاشل وبجدارة .. حيث وبعد كل هجوم من القاعدة واذنابها ووحوشها غير الادمية بحق شعبنا المسالم نرى اخبارنا تركز على الهجوم وعدد الضحايا والمجروحين والجثث المحترقة والدماء التي صبغت الشوارع وروّت التراب والادهى من ذلك صور واحاديث الناس المنكوبة وهي تبكي وتولول وتندب حظها العاثر بالحكومة والامن الذي لايستطيع السيطرة على الارهاب
هذه الصور والاحاديث الموجعة هي بمثابة المكافأة والجائزة المجانية التي نقدمها مجانا للارهابيين ليقدموا اثباتاتهم لمن جندهم بانهم اصابوا واوجعوا وان ضرباتهم في الشعب العراقي جاءت في مقتل لاينفع معه طب ولادواء
ولو كان لدينا اعلام مهني محترف لمنع التصوير في مواقع التفجيرات ولما اعطى اية نتائج او ارقام عن الاصابات والمقاتل وربما لأعطى اعلاميا نتائج مختلفة كأن يقول مثلا, لم يصب في الحادث احد او اصيب مدني بجروح طفيفة كنوع من الحرب النفسية للارهاب والتيئيس والاحباط للمخططين والمنفذين
الامر المحير الاخر هو في وقت عصيب واحداث خطيرة ومفصلية في تاريخ العراق كالذي نمر به الان , والبلد يواجه معركة مصير في حربه ضد كل الارهاب العالمي الذي تركز في العراق والذي اتخذ منه مكانا للتأسيس لدولة الخلافة الداعشية التي لاتمت للاسلام بشيء وهدفها القضاء على البلد واهله
نجد اعلامنا لايرتقي الى مستوى الحدث ولايعي خطورة الامر ولايواكب ماتبثه الفضائيات المعادية من افتراءات وتضليل وفتنة وتحشيد فكري معادي لكل ماهو عراقي وللجيش ولما يقوم به ابطال العراق من جود بالنفس للدفاع عن العراق واهله .. فتجد فضائياتنا الرسمية وبدلا من التعبئة السياسية والنفسية للمواطن وفضح الخطاب التحريضي لتلك القنوات ببرامج وتحليلات وبدل بث الاناشيد الوطنية والتعبوية التي تشد من ازر المقاتل وتطمئن المواطن الى قدرات الحكومة والجيش وقياداته نراها اتخذت نهجا غريبا عجيبا في بث برامج دينية ووثائقية لاتمت للامر بصلة او تركز على خسائر الجيش وقدرات العدو وكأن مايجري لايعنيها لامن بعيد ولامن قريب مما يوصل رسالة خاطئة للمواطن والمشاهد ان هذه المعركة التي يخوضها الجيش العراقي ضد كل الارهاب في العالم ليست مهمة ولامصيرية ولاتهمه اصلا وان الغلبة فيها للاعداء وان ماتبثه قنوات التحريض والفتنة صحيح
الشي الاخير الذي لفت انتباهي هو تجوال مراسل العربية في الفلوجة بكل حرية حتى ان المجاميع الارهابية قد اولمت له وليمة لم يولمها سليمان لجنده احتفاءا وسرورا بمقدمه .. ومع ان الامر يتعلق بمعظمه بالاجهزة الامنية ولكن الم يكن حريا بالاعلام العراقي ان يوجه خطابا احتجاجيا الى العربية يسالها .. هل يمكن ان يتجول مراسل لنا في القطيف او حائل او القصيم دون معرفة الاجهزة الامنية والهيئات الاعلامية السعودية وبدون اذن او موافقة ..؟؟
الى متى يبقى اعلامنا فاشلا وخاملا ومحايدا في وقت يتطلب فيه منه الوقفة المؤيدة والمساندة الاكيدة والتي لالبس فيها ,,؟؟
د. ناهدة التميمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي