الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فشلنا لكننا مستمرون ؟!

محمد فريق الركابي

2014 / 1 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


كثيرا ما نسمع هذه العباره (فشلنا لكننا مستمرون) في خطابات جميع السياسيين العراقيين و ابرزهم الوزراء المسؤولين الرئيسين عن ما تقدمه وزاراتهم و الدوائر التابعه لها و لكن قد يشكك البعض ممن سيقرأ هذا الكلام انه سمعها مباشرة؟ نعم هذا الشك في محله و لكن و على الرغم من انهم لم ينطقوا بها حرفيا الا ان افعالهم سبقتهم لتشير الى هذا المعنى فما الذي قدمته الوزارات الخدميه و الامنيه على مدى اكثر من عشرة اعوام من عمر الشعب؟ في الوقت الذي نجد فيه ان دولا استطاعت في اقل من هذه المده ان تكون في مصاف الدول المتقدمه و ان تتنافس معها و على جميع المستويات و الاصعده لنجد الاجابه هي لا شئ و هذا الجواب هو دليل الفشل الداعي الى التوقف عن العمل على استنزاف اموال الشعب على مشاريع وهميه لا نجدها الا في مخيلة الساده المسؤولين و ايضا نجدها كأمنيات يحلم الشعب بتحقيقها.

و ايضا و مما لاشك ان الفشل كانت له اثار وخيمه جدا على الواقع الذي يعيشه العراق كدوله حديثة النشاءه و التكوين و نجد اثار هذا الفشل على المستوى الخارجي بالنسبه للعراق في المحافل الدوليه فلم يعد وجود العراق مهما او ذا قيمه للاسف الشديد و هو امرا لا يمكن ان نتقبله بسهوله خصوصا و ان العراق له من الخصائص ما يجعله واحدا من اهم دول المنطقه و لكن السياسه الخاطئه التي تتبع من قبل السياسيين و انضمامه لاحلاف و اتفاقات دوليه لا تقدم شيئا للعراق سوى العزله الدوليه و الابتعاد عن المصلحه الوطنيه للعراق التي و من المفروض ان تكون الرقم الاول في حسابات و معادلات الجميع لانهم في النهايه يمثلون العراق و ايضا اثبتوا (السياسيين) انهم غير جديرين بمناصبهم كونهم لم يرجعوا المكانه الطبيعيه للعراق على المستوى الاقليمي اولا و الدولي بشكلا عام و لكن الامر لم يقتصر على هذا و حسب بل امتد ليشمل التعدي على السياده العراقيه في احداث كثيره جدا و منها ما يتعلق بالتعدي على الحدود العراقيه و منها ما هو تعدي على الجاليه العراقيه في الخارج دون وجود حمايه لهم من قبل العراق الذي يفترض ان يكون غيره من البلدان التي تحمي رعاياها في أي بلد و في أي وقت و لذلك نجد ان كثيرا من العراقيين قضوا في عددا من الدول دون ان نجد موقف حقيقي للعراق تجاه هكذا امر و اكتفى بالشجب و الاستنكار و هو امرا يحسب على الساسه و المسؤولين العراقيين.

اما على المستوى الداخلي فلا شك ان الفشل كان كبير جدا الى الدرجه التي اصبح علني دون خوف من القانون او وجود اعتبار للشعب و اصبحت عمليات الفساد و السرقه بمبالغ لا تصدق و حتى دخل السياسيين العراقيين في قوائم اغنياء العالم و كانوا سببا في انعاش العقارات في عدد من الدول الاوربيه بعدما كانوا موظفين يتقاضون مبالغ زهيده و هم انفسهم كانوا مستائين من سياسة الفساد التي كان يقوم بها غيرهم و لكن بعد وصولهم الى السلطه و عرفوا نعيم السلطه و امتيازاتها تناسوا فقرهم و نسوا ان هناك غيرهم يعيشون معاناة اسوأ من التي عاشوها في الماضي دون ان ننسى ان بعضهم كان خارج العراق و لم يذق طعم الفقر و اللجوع التي عاصرها العراقيين ابان الحصار و هذا يضاف الى الفشل الذي اوجده الساسه و المسؤولين و ان استمرارهم لا يعني شيئا سوى انهم يزيدون ارصدتهم و ان الشعب سيبقى يعاني طالما نه لا يحرك ساكناً و يرضى بالقليل الذي يتفضل به المسؤول عليه و كأنه تناسى ان الشعب مصدر السلطه و ان المالك الحقيقي لثروات العراق التي يتقاسمها السياسيين و المسؤولين بحجج الاعمار و الصحه و الامن و ما شابه ذلك من الخدع و الاكاذيب فهم و ان فشلوا في تقديم شئ للعراق و العراقيين الا انهم مستمرون في مناصبهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا