الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
لماذا تفاوض اميركا عن اسرائيل
جورج حزبون
2014 / 1 / 7القضية الفلسطينية
لماذا تفاوض اميركا عن اسرائيل
لا شك فان قضيتنا الوطنية تمر في مرحلة صعبة ، و هي واحدة من مراحل النضال الوطني الفلسطيي التي عاشها شعبنا منذ مائة عام ، و قد اخدت هذه المراحل اشكالا مختلفة سواء بالسياسية او المقاومة ، و شهدت مخاضات عديدة في التنافس الداخلي و احياناً الصراع ، حسب وجهات النظر و الافكار و العقائد ، و ظل الاجماع الوطني و حق الشعب الفلسطيني في ارضه و وطنه ، و ظل شعبنا مضهداً و مذبوحاً بالجغرافيا العربية وتدخلاتها وصراعاتها ، و في مواجهة الاحتلال و رفض الاقتلاع والصود والتضحية والالم ، و انتظم في م.ت.ف كجبهة وطنية عبرت عن موقف موحد لمختلف المشارب السياسية حتى قامت السلطة الوطنية ناتجة عن اتفاق اوسلو الذي قبل وقتها انه مرحلي، وانتقالي وامتد حتى كاد يصبح واقعا فلسطينيا محتلا بالوكالة !!!!
اختلفت التحالفات خلال مسيرة كفاح الشعب الفلسطيني ، على الصعد الاقليمية او الدولية ، الا ان تحالف اسرائيل مع الولايات المتحدة ، استمر و تعمق منذ ان ورثة اميركا الامبراطوريات الاستمارية العتيقة ( بريطانيا و فرنسا ) ، و بسبب هذا التحالف دفعت القضية الفلسطينية ضمن سياسية الحرب الباردة ، من حيث انحياز السوفيت و دعمهم للنضال الفلسطيني ، و حسب مقتضيات الحال جاءت السياسات العربية متغيرة ، متضامنة احياناً ، و معادية احياناً و مرتبكة حيناً اخر ، حتى اصبحت عضوية اللجنة التنفذية لمنظمة التحرير تعكس تلك العلاقة و ذلك النفوذ و التدخل و محاولة الهيمنة و توظيف النضال الفلسطيني على مقاس مصلحة تلك الانظمة .
شكل الشرق الاوسط منذ تطور التجارة و طريق الحرير ، طريقاً اساسياً و حيويا و مركزاً استراتجيا عبرته كافة القوى الصاعدة في طريقها للسيطرة على القرار الاستراتيجي منذ الهكوس و الاسكنر و التتر حتى دول الاستعمار القديم و الحديث، التي دفعها التطور الصناعي و التجاري للبحث عن اسواق و ثروات حتى كان النفط ، و كانت قناة السويس ، و لم تكن اميركا بهذا العنفوان العسكري و الصناعي عازفت عن تلك الهيمنة ، ناهيك عن انها تنتج 38% من صناعة العالم ، و تحتاج الى النفط و الاسواق ، و ذلك كله يحتاج الى هدوء يسمح لها بحرية التحرك ، مع عدم اغفال امكانية نشوء صراعات في منقطة يمتزج فيها الدين بالسياسية و تزدحم بالامنيات العرقية ، و تتخاصم بالقناعات و الاجتهادات الطائفية ، و بالتالي فهي اقرب الى رمال الصحراء متحركة متلاطمة ، مع ثقافة لم تصل عصر الصناعة ، و طبقات اجتماعية لم تبتعد عن المرحلة الاقطاعية او شبه الاقطاعية ، مما يتطلب تحالفات موقعية مع عسكره للمنطقة ،ضماناً لحربة النهب، و تطمينا للحلفاء الذين تم تنصيبهم اولياً للامر و اقاموا انظمة قمعية ، ضربت حركة التحرر بعنف لم تكن تستطيعه اميركا مباشرة ، و في هذا السياق فان اسرائيل حليف اكثر ضماناً ، فهي دولة ( اسبرطية ) بحكم كونها استيطانية اقتلاعية ، و تقوم على قاعدة عنصر متعصب توحده هذا العصبوية ، و تصل به حد الارهاب و القتل و الاحتلال ، و ليصبح غير امن دون قوة ، و اميركا تملك القوة و تحتاج الى الحارس العصبوي المريض بالعصاب القهري المطلق ، ليتم التزاوج المصلحي بالضرورة .
و هنا يجب الملاحظة ان اميركا ليست اكثر من حليف ، و تحتاج اسرائيل ربما اكثر مما تحتاجها اسرائيل ، في لا تستطيع ان تقوم باعمال قذرة عدوانية مفضوحة ، بحكم مكانتها العالمية ، لكن اسرائيل تستطيع ، من حيث هي ليست معنية بالقيم الاخلاقية الا بالقدر المتلائم مع مصالحها التي تؤمنها اميركا لها .
و مع التطورات و المتغيرات العالمية و الاصطفاف الجديد ، خاصة خروج السوفيت من المعادلة ، و مع تزاحم اميركا مع دول صاعدة جديدة ، و مع ضرورة ان تكون لاميركا استراتيجية ملائمة و اهتمامات لمناطق اخرى ، فقد اخذت الصين تزاحمها في _ حديقتها الخلفية ) اميركا اللاتنية ، اضافة الى صعود البرازيل المستمر ، و تنامي مكانة روسيا و حلف البريكس معها ، فان تثبيت الوضع في المنطقة العربية اصبح ملحاً ، و ان اسرائيل اليوم مستقرة لم تعد تهددها الجيوش العربية ، فقد فعل و لا زال الاسلام السياسي فعله في تدمير تلك الجيوش والانظمة ،و اعادة المنظومة العربية الى عهود القرون الوسطى ، مع السعي لنقل القرار العربي للسعوية و بلدان الخليج العربي ، و هي البلدان التي كونتها و حكمتها قبائل بدوية عصبوية امية دون ثقافة لا ثورية ولا عروبية بل حنبلية وهابية سلفية ، و لم يكن لها عهد بالثورات العربية و لا بالفكر القومي .
و لا حداث ذلك الاجراء و الذي حمل عناوين مختلفة منها شرق اوسط جديد ، او محاولة تقسيم البلاد العربية حسب مقاسات الاثنيات العرقية ، اضافة الى خلق كيانات طائفية تبررها تلك البربرية الموجهة بالقتل للمسيحين، فمنذ الحرب الاولى و توجهاتها الامبريالية ، وجدت في تلك البقعة الجغرافية خطراً على مشروعها للهيمنة على المنطقة ، و قسمتها من لبنان الى الاسكنرون الى الاردن ثم اقاموا اسرائيل ، و ترك الفلسطينيون حيث لا يزالوا يصارعون ، و بالنظر الى خريطة الانقالابات المتتالية في سوريا ، و حضور السعودية فيها مبكراً ، يظهر مدى تهديد هذا الفكر للنزعة السلفية الوهابية الحنبلية السعودية ، فقد مارس الوهابيون حقدهم منذ الثلاثنيات من القرن الماضي على الشام و اهله ، و لاحظ الاميركيون ذلك فالتفت المصالح او الوفاق بما يخدم مصالح اسرائيل ، ليس الهدف من القول الدفاع عن النظام السوري الراهن ، فهذه ليس الغاية ، لكنها لا يمن ان تعمي البصيرة عن هدف المتدخلين الخارجين بالقيادة السعودية خاصة عندما نقرأ عن حركة ( داعش ) الارهابية و توائمها من القاعدة الى هذا النسق من شذاذ الافاق ، حيث اجهضوا حركة الثورة السورية مما يشير الى ان اهدافهم تدمير البلد يذلك الهدف الذي سعوا له تاريخياً ، و هنا يتضح مدى استخدام الاسلام السياسي لخدمة تدمير الاوطان كطريقة مستحدثة في الثورة المضادة و المعادية للعرب و الاسلام و السلام و امن الشعوب و استقرار المنطقة .
وتساوقا مع النهج المستحث ، وضياع الثورة الديمقراطية السورية ، يتم اتهام النظام السوري بخلق هذه الفئات الضالة ، دون الاجابة عن سؤال التسليح والدعم المالي والوجستي الذي لا يملكه النظام السوري لو اراد ، وحيث ان اميركا بالاصل دولة برغماتية وليست دولة ايديولجية ، فان تغير مواقفها سريعا امر طبيعي ، وهذا يعطيها مرونه بعد فشل تحالفها الثاني مع الاسلام السياسي الذي دعمته ودربته في افغنستان حتى وصل ابراجها في نيويورك ، وذا تقتضي مصالحها اليوم للملمة اوراقها في المنطقة فهي تريد ضمان وضعها عبر اسرائيل وليسعبر اية دولة عربية اخرى بما فيها السعودية التي تصادقها ضمن نهج المصلحة ، ولكن الحليف فقط اسرائيل ومن هنا كان مستوجبا ان يحضر كيري مرات ومرات لضمان تمرير خطة بلاده في هذا السياق .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. صحيفة إسرائيلية: المتفائلون في إسرائيل بفوز ترمب يستبقون الأ
.. إسرائيليون يغلقون مدخلا لمكتب نتنياهو بالقدس للمطالبة بعودة
.. وزير الخارجية الأمريكي ونظيره الفرنسي يناقشان وقف إطلاق النا
.. ما أبرز وعود ترمب خلال ولايته الجديدة؟
.. غارة إسرائيلية على بلدة البازورية في صور تقتل 5 من أفراد عائ