الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( ديمقراطية الدين )

حمزة الكرعاوي

2014 / 1 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


الثورة الاوربية التي تظافرت فيها جهود التجار والمثقفين ، وتخلصوا من سلطة الكنيسة ومحاكم التفتيش ، اي التخلص من الدين الذي صار مصيبة ومحرقة للشعوب ، وتركوا ( حاكمية رجال الدين التي هي حاكيمة الله ) وأخذوا بحاكيمة الانسان ، التي سنها الفلاسفة في اليونان ( الديمقراطية ) ، لكن الفرحة لم تستمر ، فقد تسلل رجال الدين مرة أخرى ، وتحكموا بحياة الناس ، وتلبسوا بلباس الديمقراطية ، وصار الاسم الجديد لرجال الدين ( اليمين المتطرف ) .
تحكم اليمين المتطرف بإسم الديمقراطية بحياة وعقول ومصائر الناس في هذا العالم ، تحكم بالاقتصاد والسياسة ، وفرض شروطه على اي حاكم في هذا العالم من اقصاه الى أقصاه .
يقول بل كلنتن : قبل أن اكون رئيسا لامريكا ، اصطحبني الاب الروحي ( رجل الدين ) الذي تولى تربيتي الدينية ، الى اسرائيل ، اوقفني امام قادتها ، وقال لي : هؤلاء اسيادك فإن غضبوا عليك غضب الله عليك ، فحاول إرضاءهم ، ويتردد كل رؤوساء امريكا على الكنائس ، وماصرح به جورج بوش الابن قبل الحرب على العراق واضح ، وانه نبي اوحى الله اليه ان يذهب لقتال مأجوج ويأجوج ، وقال جنرال امريكي : أن رامسفلد لايخطأ وهو من رسل السلام الذين ايدهم الله في هذا الزمان .
قرأت كتابا لاكاديمي امريكي يتحدث فيه عن العولمة ( مخاطر العولمة ) وهو روبرت اسحاق : في ليلة القبض الملوث ، انتهى حلم الناخب الامريكي بالتمثيل الحقيقي ، وان صوته لافائدة منه ، عندما اتفقت الشركات النفطية في تلك الليلة التي جمعوا تبرعات فيها لحملة بوش وديك تشيني الاولى ، على ان يعطى للشركات بواسطة قوانين تسن فيما بعد ، كل ثروات العالم ، في امريكا وخارجها .
الشرطي في الغرب ماهو الا حارس لشركات التأمين ، التي يملكها رجال الدين من اليمين المتطرف ، وقد سألني صديق عن قوانين شركات التأمين في الغرب : هل يمكن ان يسن احد ما قوانين ضد مصلحته ؟.
وقال لي نفس الشخص : أن الضمان الصحي في الغرب يشبه علاج الثيران التي يحرثون بها الارض سابقا ، فمن المؤكد انهم يعالجوننا كي يحرثوا علينا .
يقدمون لاي انتخابات في هذا العالم شخصين او اكثر من الذين يتفقون معهم على ضمان مصالحهم ، فتهرول الناس الى الانتخابات ، واذا فاز مرشح على أخر ، رقصت الجموع في الشوارع ، فرحا وطربا للنصر الذي احرزته الديمقراطية ، وهم لايعلمون ان الممثل الحقيقي لايمكن تقديمه اعلاميا ولا انتخابيا الا ان يوقع لرجالات اليمين المتطرف على البياض .
الديمقراطية هي : حكم الشعب ، اي في اصطلاح رجال الدين ( حاكمية الانسان ) يقابلها ( حاكمية الله ) وهما لايلتقيان ابدا ، فمالذي جعل رجال الدين في العالم الاسلامي يتركون شغلهم ويددخلون انتخابات ( الديمقراطية ا ) لتي هي مخالفة لمعتقداتهم ومتبنياتهم ؟.
هل فشلوا في الوصول الى حاكمية الله ، ام الغاية تبرر الوسيلة ، ام الاثنين معا ؟.
وكيف يجمع بين شيئين متناقضين في آن واحد ؟.
الديمقراطية بالاساس هي ضد الدين ورجالاته ، عندما تخلصت الشعوب الاوربية من سلطة الكنسية ومحاكم التفتيش ارتاحت ولو قليلا او ظاهريا ، واذا بنا نحكم ( ديمقراطيا ) من قبل سلطة الدين التي هي اخطر من السرطان علينا .
تعمد المشرع وصانع القرار في الغرب أن يجعل ( ليدمقراطيتنا ) في العراق طلاء دينيا ، شبيه بطلاء الشوارع في مشاريع الفساد ، وبعد ذلك ينكشف زيف هذا الطلاء ، وتكون النتائج صادمة للجميع ، والغريب المحتل يرى أنه لاوجود لعملية سياسية في المنطقة العربية بعد الديكتاتوريات بدون غلاف ديني ، وطلاء ديني ، وعكاكيز دينية ، تعطيها ( شرعيتها ) كمعايير رئيسية لتعريفها .
لعبت بنا أيدلوجيا الدين وحولتنا الى اشلاء والى ارقام بدون هويات .
ديمقراطية الاسياد والاحزاب الدينية وزعماء الحرب ، ودستور يبدأ عنوانه ( بالمراجع العظام ) ولانعلم منهم ، وبرلمان وحكومة ودولة مجرد صور وديكورات ، حتى شعر العراقي في الداخل والخارج ، أن هذا البلد ليس له ، وهو غريب عنه ، وهناك مواقع تابعة ( للحكومة ) واحزابها ترغب ابناء البلد بالهجرة الى الغرب ، واول تصريح لرئيس حكومة الاحتلال ( المالكي ) من بريطانية بعد ان وقع لشركة شل على نفط العراق ، رفع رأسه وقال : اطلب من عراقيي الخارج ان يبقوا في بلدانهم التي يعيشون فيها ، لاننا لانملك لهم في العراق مقومات الحياة والعيش .
يراد للعراقي ان يهاجر من بلده الى الخارج ، ويقابل هذه الهجرة هجرة معاكسة اخرى للايرانين ، وهي لم تكن جديدة ، من افكار الانكليز ، احد مطاليب الحركة الاصلاحية في الكويت قبل 60 سنة ، ان يفتح الباب للعرب ويتم وقف تدفق الايرانين الى الكويت .
ينظر المحتل والمستعمر للقادم الجديد المستوطن نظرة إطمئنان ، لانه عندما يحصل على الارض والمسكن والعمل ، يبقى شاكرا لمن ساعده على الهجرة الى الوطن الجديد ، فلا يثير المشاكل والقلاقل مثل ابن البلد الاصلي ، لان وطنه الجديد لايهمه ، وهو مستعمر ايضا حاله حال الجميع ، وكذلك المراجع المستوردين يختلفون عن مراجع الوطن ، فتجدهم لايحركون ساكنا مهما حلت المصائب في العراق ، هذا فضلا عن الاتفاقيات التي وقعت مع المحتل .
في بداية تاسيس دولة إسرائيل ، اتفقوا على ان تبقى المحاكم وسن القوانين بيد الحاخامات ، وكذلك دستور العراق ومحاكمه وسن القوانين فيه بيد رجال الدين الغير عراقيين ، وكذلك ابار النفط تحت سيطرة رجال الدين ، الذين سيطروا ايضا على مليارات الخمس والزكاة والسياحة الدينية .
هناك احاديث بين الشباب في الدول الاسلامية التي تعتقد بالمذهب ( الشيعي ) ان صغار السن يتمنون ان يذهبوا الى العراق ليكونوا معممين ، وبالتالي يجمعون ثروات العمر باسم الدين وهذا مايحصل بالفعل .
الحديث طويل عن مسأة الشعوب بسبب تسلط رجال الدين على مقدرات الدول ، ونهبها ، والعلاقة المشبوهة بين رجل الدين والتاجر والحاكم والغرب المستعمر معروفة ، اتفقوا على اذلال الشعوب .
لدي الكثير من الملفات منها ماهو خطر جدا ، وليس وقته الان ، حالي حال ممن كتبوا قبل عقود من الزمن ، ولم يستطيعوا نشر ماعندهم بسبب الخوف من التصفيات الجسدية ، ومنه لااستطيع كتابته لضيق الوقت بسبب ظروف العمل والعائلة .
لكني استطيع ان انشر ما هو أسهل واقل صدمة للناس ، وربما يكفرون بي لانهم قدسوا البشر اكثر من المقدس ، والبيئة تلعب دورا في توجيههم ، فضلا عن الاعلام الذي يضخ ليل نهار في اتجاه عبادة الصنم البشري .
وليس من السهل التخلص من المحمول الذي تراكم في صدور الناس .
اشاهد بأم عيني ان رجل معمم فوق الدين وفوق القانون ، وفوق المجتمع وهو فاسد وطاغية وقاتل ، وفاعل كل دونية لكني اذا ذكرته امام الذين استحمرهم ثارت ثائرتهم ضدي ، وهناك الكثير ممن دفعوا الثمن لانهم قالوا كلمة بوجه ( رجل دين ) .
في الثمانيات كان يتحدث الكشميري الكبير في قم ، وهو الان وكيل لسيستاني ، قال : انا عتوي مراجع واعلم ماموجود في سراديبهم ، يجمعون المال في اكياس ( كواني للقمح ) ويكتبون عليها هذه للمهدي المنتظر ، وبعد سنين تأكلها الرطوبة والفأر ، ويحرم منها الناس ، لان رجل الدين عدو الفقراء .
في عهد الخوئي كانوا ينقلون الاموال الى مصارف بريطانيا ، ويخزن القسم الاخر منها في السراديب ، فتتلف من قبل الرطوبة والفأر ، وقد ارسلوا لبريطانية 120 مليون دينار عراقي عندما كان الدينار العراقي يساوي 4 دولارات ، لاصلاحها ، لكنهم لم يتمكنوا لان ارقامها تلفت ، في عام 2007 عاتب السيستاني ابنه محمد رضا على اتلاف 120 مليون دولار امريكي لنفس السبب ، وهو اتلاف الرطوبة لها ، وفي نفس العام ظهر خبر على وسائل الاعلام ، ان وكيل المرجعية الدينية في النجف تعرض لحادث اغتيال من قبل الارهابين ، لكنهم لم يذكروا مكان وزمان الحادث .
دفعني فضولي ان ابحث عن الموضوع ، فتوصلت الى شخص قريب من وكيل السيستاني في الزبير ( الشيخ محمد فلك ) وبعد السلام عليه من قبل ذلك الشخص الذي كلفته ، شتم فلك الصدر الاول بدون مناسبة ، وقال : انه رمى نفسه في التهلكة .
سأله صاحبي عن الحادث الذي تعرض له ممثل المرجعية من قبل الارهابين ، فقال له : لايوجد شيء من هذا القبيل ، المشكلة صارت عشائرية ، والمقتول هو شيقي ( عبد الله فلك ) قتله شاب عراقي من القرنة اسمه حيدر ، جاء الاخير يبحث عن عمل الى النجف ، فقبلوه خادما في بيت السيستاني ، ويرافق عبد الله فلك ، وهو وزير المالية عند السيستاني ، واجب حيدر يحمل ( طشت ) فيه دولارات ، ينتقل من غرفة الى اخرى ليضع الاموال التي في الطشت في اكياس الطحين ، وبعد ذلك تنقل الى ايران ، حيث يوجد هناك جواد الشهرساتي وكيل المرجعية المطلق ، طلب حيدر من الشيخ فلك ان يعطيه بعض المال ليتزوج ، فرفض الشيخ عبد الله فلك ووجه الاهانات لذلك الشاب حيدر ، وفي اليوم التالي توسل حيدر بوزير مالية السيستاني ان يعطيه من هذا المال الذي هو بالمليارات حتى يتزوج ، فوجه له اهانات وهدده بالطرد من الخدمة ، بكى حيدر من شدة الاهانة ، واخذ يردد انا مثل البعير احمل على ظهري الذهب واكل العاكول ، وكيف اهان في بلدي ويكرم الفارسي ؟.
ذهب حيدر الى المطبخ في بيت السيستاني وجلب سكينا كبيرا وطعن الشيخ عبد الله فلك وزير مالية سيستاني 12 طعنة ، فمات الاخير ، وظهر الخبر ان الارهاب وراء العملية ، سلم حيدر نفسه لمركز شرطة في النجف وتم اخفاء الامر ، لكن عشيرة المقتول لم يسكتوا ، وهددوا عشيرة حيدر ، فقامت الاخيرة بدفع الدية ( الفصل العشائري ) بوجود الشيخ محمد فلك شقيق المقتول .
كل عراقي حمل نفس معناة حيدر ، يهان من قبل الفرس المجوس ، ويحرم من امواله التي تنقل الى بريطانية ، التي اتقفت مع رجال الدين على حصار العراقيين منذ عام 1914 .
وبعد الصوم نفطر على ديمقراطية رجل دين لايرى ، وهو مؤيد من قبل قوى دولية ولايتحدث لغة البلد ، في كل نشرة اخبار يخرج سياسي او مقدم برنامج ليشكر مراجعهم الكرام ، ولانعلم على اي شيء يشكرون ؟.
حتى في نومي اصاب بالرعب من سلطة رجل الدين ، وانه يريد ان يقتلني لان معارضتي له هي معارضة لله ، ويجب قتلي .
هل هذا دين الله ، وهل هؤلاء رجال دين ؟.
اكثر من 23 عام تتبعت مايسمى الحركات الدينية والمرجعيات ، ووجدت مايشيب الراس ، ومايجعل الولدان شيبا .
سلطة رجل الدين اخطر من سلطة الديكتاتور ، لانها تعتبر قدسيتها كقدسية الله ، ودعمت من الغرب لتحل محل الديمقراطية .
هذه قناعاتي وهي ان خطورة سلطة رجل الدين كخطورة السلاح النووي علينا ، وهي احتلال للعقول ، ولايوجد اخطر من هذا الاحتلال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا


.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ




.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت


.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا




.. إلى ماذا تؤشر عمليات المقاومة في رفح مستقبلا؟