الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روايات -الوطن- ، واقع الاستعباد

رضا كارم
باحث

2014 / 1 / 7
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


القطار، منزل بوزيان ،صفاقس، الرقاب، العلا...و مهمشون من كل أرض يحتلّها قانون الدّولة التّونسيّة الفاسقة. اليوم و غدا أو بعد حين اختصارا، ستعود المعركة الطبقيّة لإلغاء مركزيّتكم. "التقلقيل" و "التمقعير" و "قحب العاصمة و أحوازها" ، سينتهي دون رجعة. الجندوبية لن تعود لتنظيف بيوتكم، الفرشيشي لن يحرس حدودكم ، البوليس لن يكون باجيّا بعدها...
إلياس خزندار وزير خونج باي و دولة المخابرات و الإرهاب، ليس من يحدّد الحياة
و لا شروطها . ميّة الإصلاحيّة معارضة الباي و مرافقة السفير ، لم يكلّفها أحد بالنّصح و لا يُنتظر منها رأي.
سيعود الفلّاحون إلى منازلهم بإكراه البوليس المسلّح أو بالتّعب من الانتظار...
لكنّ الفقراء سيعودون إلى الشّوارع. سيدركون حتما أنّهم الأقوى، و أنّ مجرّد الانتظار القبيح، مجرّد الطّلب الرخيص، يجعلنا ملتصقين بالمجرمين الذين يزدادون ثراء عندما نزداد فقرا.
مراكز البوليس،مقرات المعتمديّات و مقرّات الولايات ، القباضات و مراكز البريد و البنوك و البنك المركزيّ ، مقرّات الإدارات الجهوية و المركزية ، الوزارات ، المصانع الكبرى....كلّها طعام لنارنا القادمة.
قريبا نحرق تونس و نبني دواخلنا. يجب إسقاط تونس ، يجب إسقاط هذا المشترك القسريّ الفوقيّ المتعالي و الاحتلاليّ...إنّ الاستعمار ممثّلا في دول الإرهاب من أمريكا و فرنسا
حتى الجزائر و السّعوديّة ، لا يمكنه مواصلة استغلالنا دون وجود الشّيء الكريه المسمّى دولة. أي تونس التي تربّينا على حبّها، و قد كنا نحبّ رمزا بدا في الواقع أكبر أزماتنا و سبب كلّ هزائمنا.
من علّم البشريّة أن ترتبط باليوميّ كحيوانات الأدغال؟
من ادّعى النّظام و التّنظيم فانتهى إرهابا و فوضى عارمة؟
إنّها الدّولة ، ذلك المشروع الذي بدأ استبداديّا و انتهى موتا خالصا...
لا يمكن أبدا تعويض دولة ظالمة بدولة عادلة، لأنّ فكرة الدولة العادلة مجرّد يوطوبيا وهميّة مزيّفة و خديعة وضعها رأس المال و نسجتها امبروطوريّة العولمة.
تونس هذه ، انتهت بكلّ وضوح من أن تشكّل أي حلم بوطن سلام و حبّ .
في الحقيقة، لم يكن علينا في البداية تصديق روايات "الوطن" التي قصّها المعلّم
معتقدا أنّه يصنع مجده عندما يموقع بورقيبة بين ربّه و وطنه.
ذاك المعلّم لم يكن أكثر من أداة مبتذلة لتمرير سياقات استعباديّة ، بأعذب عبارة ممكنة، و ضمن مقولات سيميائيّة أضفت عليها عصا بورقيبة قدسيّة لعينة.
عفوا، أيّها الشيء المسمّى وطنا، أنت كذبة كبرى، وهم بلا سند ، سراب يتراءى،
خرافة بذيئة و "قرص ضياء ينير الليل " و يفتك بالسّاهرين.
إنّها خلاصتي : لا إمكانيّة للحياة بشروط الإنسان دون قضاء على الفوضى .
دون ضرب الدولة أكبر أدوات رأس المال قهرا و قوّة.
ضرب الدّولة لا يعني أبدا تأسيس ثانية بديلة. لا يجب أن يكون ثمّة دولة، البدائل في كلّ مكان. فقط لنسقط هذا الموت السّاكن فينا .
هل عجزنا عن تأسيس برلماناتنا المحلّية التشاركيّة؟
مجالسنا العمّاليّة للتسسير و الإدارة؟
مخابرنا العلميّة و معاهدنا للدّراسات المعنيّة بضمان بيئة سليمة و تقنية صناعيّة غير ملوّثة؟
هل فاتنا صناعة حكوماتنا القرويّة ؟
جامعاتنا و مدارسنا ؟
إنّنا لم نثق يوما بمقدراتنا على الفعل و التغيير و الإبداع. نستسلم لفكرة أننا بسطاء و أنّهم خلقوا ليحكموا...و خلقنا لغير ذلك.
لا نريد دولة عمّال و لا دولة أفلاطون. وحدها أرضنا ما نحتاج. سيادتنا الذاتية المباشرة لا تتطلّب أكثر من الإرادة و العزم و الشجاعة و المقاومة.
و سيحدث ذلك بالضّرورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا


.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس




.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب


.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا




.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في