الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألعودة ألوهمية

راهبة الخميسي

2014 / 1 / 7
الادب والفن



ألعودة ألوهمية


أنصتُ بقلبٍ متوجسٍ
حين يخاطبُني صغيري
فأسمعهُ يتوددُ ببراءةِ طفولتِه
التي قُصِمَ وسطُها
فبقي نصفُها الأسفلُ في الوطنْ
وحملنا نصفَها العلوي على رؤوسِنا
ليكبر في الشتاتْ
لاتنسى لغتَك العربيةِ ياطفليَ الحبيبْ
فتنفلتُ الكلماتُ فوقَ شفته المرتعشةْ
وتتبعثرُ حروفُها
يلملمُها الصمتُ والذهولْ
ثم يقولُ لي
سوف أذهبُ بالحلاق..وغداً تبدأ ال
skola
فتتمزقُ الهويةُ أمامي
ويُمسكُ قلبي بدمعتي
وتسرعُ بيَ الصورُ التي إختبأتْ بين ثنايا الذاكرةْ
أرى الأمسَ شاخصاً أمامي
في طُرقاتِ الطفولةِ المرحةْ
في زقاقٍ تشبعتْ نسائمُهُ بالمحبةِ, بالدفءِ, والجيرانْ
أولادي مع أصحابِهم, يرافقونَهم كل يوم
يحلمونَ كلَ صباح
برغبةٍ تأخذهم الى تلكَ الطُرقاتْ
بين الحصى الناعمِ الذي يتناثرُ من تحت عجلات السيارات المسرعةْ
أو تحت شجرةِ النبقِ
يرمونَها أحجاراً
فينهمرُ طيبَها بكلِ كرمْ
ممتزجاً مع فرحهمْ
فتعلو صيحاتُهم وكأنها الهلاهلْ
توافقية تهزُ أكوانَ الإمتلاءِ والشبَعْ
وتَرَقُبِ عيونُ الامهاتِ على أبوابِ البيوتْ
كفى لعباً أيها المشاكسون
أخافُ عليكم من وحوشِ الظلامْ
أخافُ عليكم من الكلابِ الضالةْ
وأخافُ عليكم من هواجسي الملتهبةْ
تداهمني صورُ الثلوجِ المتراكمةِ في شوارعِ غُربتي
تحجبُ الرؤيا وتوقظُني
فتصحو نفسي العصيةْ
وأعودُ لأكرر السؤالَ ألف مرةْ
مَن السبب؟
ألهروبُ من الموتْ؟
الإبتعادُ عن الطغاةْ؟
أم ألهزيمة من سيوفِ الوطنِ الذابحةْ؟
ومَنْ هو الجاني
نحن أم الوطن؟
يمطرُ الحيفُ والألمْ
دموعاً في كلِ أوصالي
فلا أهجع ولا وأستكين إلا مع لعبتي
التي الفتُها كلَ يومْ
ألحلم بالعودةِ الوهميةُ

راهبة الخميسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط


.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش




.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح