الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هكذا نسوّغ النكران
حلا السويدات
2014 / 1 / 7الادب والفن

إلى العنجهي الذي لم يكتب الشعر يوماً
إلى المزبهلّ الثَقِف ، الذي أحب درويش أكثر من رفقتي .. خالد !
قلتُ للفتى إنني أجسر على الاستغناء التام عنه في العتمة ، لذا لم نعد نلتقي إلا في الظهيرة ، قلت له أيضاً "أنا على وشك الموت ، ولأنني أحلم باحتضار مؤلم جدا ، سأبيعك والصحبَ لمحل الأنتيكا ، مع شيطان شعري الوسيم "، لكنه ضحك أقل من اللازم ، أقل من الرحب الذي كنا نتمشى فيه ، ضحكه كان أقلّ من كون ، وأقل من ألم ، حثثته على الفرار ، أن يأخذ قوم الصعالكة ويفروا ، أن ينسلّوا من القلب قبل الهم ، فلا طاقة لي بأحد ، أنا أبحث عن منطقة وسطى ، أفقد فيها إنسانيتي وأتجمد ، وأرتدي السواد ، هل هذا يعني أنني لم أكن ألبس الأسود وقتاً ؟ ، هذا كذب ، أرتديه لأن الوطن حلة الجسد ، ولأن المجاز شفاف جداً ، كخمر الذئاب ، كتفاهة فكرة الحداد التي ألحقت بهذا اللون ، قومي يخافون الحزن ، لذا هم يبذخون في الفرح ، ويتفقون على رجم شيء ما يجسد هذا ( المخوف منه ) ، كم رجمني قومي يا خالد ، أتذكر قبل ثلاثة شهور عندما حدثتك بالأمر وقفزت تغني في المقهى ، لا أنسى أنك سرقت بجدارة انتباه الأعاجم في وسط البلد ، " ينسلون كالأمان من كفي الغاب ، يقتلون الذئاب ، ويقولون الدم كذّاب " ، ولا أنسى أيضاً أنني حدثتك عن الفرق بين الانفعال والاستجابة ، وأنك أخرجت عملة من جيبك ، ووضعتها في يدي ، حاثاً إياي على فهم المصطلحين فهماً ميتافيزقياً أبستمولوجياً نافعاً ، أعوذ بالمجاز من فهم لا ينفع ، وبالرمز من فذلكة الحداثيين. وحثثتك أن تكف عن شرب القهوة بنكهة اللا شيء ، وتنكرت لذلك ، كما ستتنكر يوماً لوشاح ليلى الأسود ، وكما ستملّ التفرد وتشوق إلى القطيع ، سيغدر بنا القطيع ، وسيصنع لنا مقصلة ، تخيّل معي سيجعلون طفلاً صامتاً شاحباً يدور بينهم ليجمع قطعاً نقدية كثيرة ، حتماً سيصل إليك ، وستضع قطعة تبعاً لمبدأ "الهزأة ridicule le" ، لكنني لا أملك إلا التي أعطيتني إياها ، تخيّل أن أبث فيها لعنة الثوار البلشفيين وأضعها ، ثمناً لشراء مقصلة معترف فيها أخلاقياً ، كالعادة ، لن أجرؤ على أن أفعل من فرط الملل ومنطقية الجدوى ، فطر القلب فاطر أسمر ، بل أشقر ، بل بينهما ، ولم يعد الشعر بغية كل رامٍ ، لم يعد قومي يحفلون بنبوغ شاعر ، بل باتوا يعدون له الأسنة والألسنة ، وأنا ضعتُ في النثر أكثر مما ينبغي ، وارتديتَ الأوطان كي لا ترتديني في السفر والترحال ، *يخاف قومي ذكر الضمير " أنا " ويستعيذون منه ، لكنهم لا يكفّون عن قول
" أنت " ،وستظل الجملة الخبرية عالقة في أطر لم يُقَرَر رفضها بالإجماع، فلو ابتُكِر مثلاً مصطلح " أنتانية " في إحدى العلوم ولو قُدِمت في شرح مسالكه ومعضلاته الفوقية غير المباشرة ،دراسات عالمية ، لنزعوه من فخذ اللغة ، و لصار خالد ، يُكرِهُ تلك العتيةَ على مناداته ب"أنت" أثناء التسكع وأوقات وأد الشعراء ، يا أنت ، يا خالد ، مضت ثلاثة شهور إلى حيث لا أدري ، ولا شوق ولا خمر ولا نسيئة ولا قصائد نثرية نغرس في خاصرتها خيبات الغجر قبل النقاد ، وأنا فعلياً أُصاب بالاعتياد ، فأذكر ملياً قناعتي بأنني سأجسر على التخلي عن كل شيء وعنك ، أرى أنه كان محض ضعف ، لكنه يثير فيّ الارتياح والقوة ، الضعف نزعة القوة واللين قنبلة الصراخ . ثق بهذا .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. حوار مع الدكتـور سـعـد كـمـونـي حول مجمل أعماله الفكرية | حا

.. مسك الكلام | علي عليان - ممثل ومؤسس مهرجان المسرح الحر الدول

.. الممثل البريطاني المصري خالد عبدالله لـCNN: وجدت نفسي حين وق

.. حضور استثنائي للفنان عادل إمام في زفاف حفيده

.. أخبار الصباح | بعد هجوم بوتين الكبير.. الناتو: علينا تعلم ال
