الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اختراع الاعداء

زاهر نصرت

2014 / 1 / 7
الارهاب, الحرب والسلام


يبدو العالم في لحظة من لحظات التاريخ وكأنه فقد عقله ! وذلك بنشوء أنواع من الصدامات التي كان من الممكن تحاشيها بقليل من المسؤولية التاريخية والإنسانية ، لكن هناك قلة من الفعاليات والبشر لا يتورعون عن دفع هذه الصدامات المفتعلة الى اقصى حدودها المدمرة ويتضح بجلاء ان السيناريو عن صدام بين الإسلام والغرب يجري تنفيذه بإرادة قلة من الناس من الجانبين لتُساق الأغلبية – من الجانبين ايضاً – الى فتنة لا يعرف مداها .

لم تكن الحضارة الإسلامية في يوم من الأيام صانعة للكراهية ولا داعية للحرب والغزو وما مبدأ الجهاد الذي تؤمن به الا وسيلة للدفاع عن النفس ضد المذلة والامتهان ، فبعد ان انتهت موجة الفتوحات الأولى التي كان هدفها الرئيسي تخليص العالم من بطش الفرس وجبروت الروم – ساد المنطقة التي فتحها العرب نوع من السلام السياسي استمر لقرون طويلة ، ولم تنشر الدعوة الإسلامية بعد ذلك الا عن طريق القدوة والموعظة الحسنة . ومعظم الدول الإسلامية الموجودة في اقصى اسيا وعمق افريقيا لم تشهد سيوفاً إسلامية ولكنها شهدت عدلاً وتسامحاً اسلامياً فقد سمعت ووعت القرآن واهتدت بخصال المسلمين الذين كانوا يتعاملون معهم ، ومن اجل ذلك يستغرب المرء من حملات الكراهية التي تشن ضد الإسلام خاصة بعد ان ازدادت وتيرتها في الآونة الأخيرة وزادت معها ايضاً زلات اللسان التي يقع فيها المسؤولون في الغرب بالرغم من مناصبهم الروحية والسياسية .

ان العنف والدموية ليستا خصيصتين اسلاميتين كما يريد البعض ان يدمغ هذا الدين والمنتمين اليه كما انها ليستا خصيصتين غربيتين بالرغم من القرن الماضي الذي وصف بقرن المذابح المليونية الغربية الذي استهل ببدء الحرب العالمية الأولى وبعدها الحرب العالمية الثانية وبعض الحروب والصراعات الأخرى التي جرت ومن أهمها الحرب الصينية – اليابانية والحروب المكسيكية والحرب بين بوليفيا واروغواي والحرب الاهلية الاسبانية والغزو الإيطالي لاثيوبيا والحرب الاهلية الكورية والحرب النيجيرية ، فهذه الحروب والصراعات لا علاقة للمسلمين والإسلام بها ، فأي دموية وأي حدود دامية واي عنف يريد الغرب وامثالهم وصم الإسلام والمسلمين بها ، انها فرية ممعنة في التلفيق ولا تأخذ في الحدود الدنيا بحقيقة ان مظاهر العنف التي الصقت بالعرب والمسلمين كانت في معظمها رد فعل لظلم فادح ابرزه مأساة فلسطين والفلسطينيين . وهل نسى الغرب او بحاجة الى تذكيره بعداءه للاسلام والمسلمين والتي تمثلت بالحروب الصليبية ثم الموجة التالية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى بالاستيلاء على العالم الإسلامي من مشرقه الى مغربه وتمزيقه بعد انتصارهم على الخلافة العثمانية والان يعود بصورة وبشكل اخر لتمزيق المنطقة والتي بدأها بالحرب على العراق بحجة امتلاكه أسلحة الدمار الشامل التي اعترف بعدها بعدم وجود هذه الأسلحة لكن الثمن هو تمزيق هذا البلد ووضعه في موقف لا يحسد عليه من انقسامات وانشقاقات بين ابناءه وطوائفه والتي انعكست صورتها بفعل ايدي خفية وبدون تدخل عسكري صريح على بلدان عربية كان لها في زمن قريب ثقلها السياسي والاجتماعي على امة العرب .

الامر المثير للتساؤل هو تلك الرعونة التي ينتهجها بعض دول وساسة الغرب ممن لا تليق بهم الرعونة في شأن جلل يخص دين الإسلام ويمس روح اكثر من مليار مسلم معظمهم مسالم ولا يعرف ابعد من السعي الطيب في هذه الحياة والذي يقول بتسامح فطري وروحي " لكم دينكم ولي دين " ينبغي الا ننجر لهذه الصدامات والحروب لأننا نقّدر قيمة الحياة التي وهبها الله لمخلوقاته جميعاً وهي هبة تستحق اعمال العقل وادراك الخطر والتشبث بفضائل التعايش والمسالمة التي تزدهر بها الحياة كل حياة .



زاهر نصرت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا