الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الروح الوطنية

عباس ساجت الغزي

2014 / 1 / 7
مواضيع وابحاث سياسية



لوقت مضى كانت المواطنة همنا الشاغل في كل مجالاتنا الثقافية لما وصل له الواقع من تدني ذلك الشعور الوطني نتيجة السياسات المتعاقبة على حكم العراق والتي اورثت الحروب والتخلف والجوع والفقر ومختلف الويلات على ابنائه , حتى كان المواطن يعيث في الارض فساداً ليواكب ذاك الواقع الفاسد الذي كان يعيشه آنذاك .
لكن المحن توضح معادن الرجال , وسرعان ما تغير ذلك الواقع لدى الانسان العراقي الاصيل ليستمد العزيمة من جذوره الثورية العميقة لينتفض على ذلك الواقع ويسطر اروع الملاحم في التفاني لخدمة الوطن حتى بات يسابق الزمن في تقديم الارواح قرابين من اجل ارضه وعرضه والشعب الذي ينظر له بعين الاعتزاز والتقدير وهو يرى الشجاعة والاقدام والايثار في تقديم الخدمة وبذل الغالي والنفيس .
كلنا يعلم ان الانسان العراقي متميز منذ وجوده فهو صاحب الحضارة والتاريخ واول من خط الحرف ليعلم الانسان القراءة والكتابة وهو اول من سن القوانين بمسلة حمورابي الشهيرة , ومن هنا فان الروح الوطنية وان غابت لفترة من وجوده بسبب الابتلاءات والمحن , الا أنها باقية بقاء الحياة فيه وكأنها ذاك النبض الخفي الذي سرعان ما ينتفض ويزمجر غضباً ان مس اهله او احبته أي مكروه .
نعم هو كذلك لقد رايته اليوم حينما قرعت طبول الحرب اجراسها في مواجهة اشد خلق الله نتانة وحوش الارهاب الاعمى الذين اختاروا الروح الحيوانية لتتسامى فيهم فوق شغاف الروح الانسانية ليتحولوا بحقدهم الى بهائم بل اشد ضلالة , طمعاً بوجبة غداء او عشاء حلموا بها في موائد السماء رغم انهم نسوا السبيل الى الطريق , وكيف انهم وشياطينهم لا ينفذوا الا بسلطان رقيب عتيد زرع الرحمة الانسانية للفوز وجعل النفس الشهوانية والحيوانية للرذيلة ولمستقر جهنم وباس المصير .
جميعنا رأى صورة التضحيات الجسَّام والمواقف البطولية التي سطرها رجالنا الابطال من قواتنا المسلحة الباسلة وهم يقاتلون التكفيرين والقاعدة وداعش والنصرة وكل من رفضته الارض ومنعت عنه السماء ليسير بارضنا بغير هدى يقطع الرؤوس ويبقر البطون ويفجر الابرياء من الشيوخ والاطفال والنساء , وتلك الصورة كانت باطار اروع وابهى ونحن نشاهد الاخ الاكبر لاحد شهدائنا وهو يطالب ان يلتحق في الحملة للقضاء على الارهاب بدل اخيه الذي اختاره الله في علييّن مع الشهداء والصديقين .
كل تلك الصور الجميلة والمؤثرة في حياتنا هي رسالة تنبض بالحياة بان روح الوطنية موجودة ولازالت تسموا باهلها من اجل خدمة الوطن والتضحية من اجله , ومن منطلق المسؤولية التي تقع على عاتق الحكومة ان تفي بواجباتها اتجاه المواطن العراقي ما دام قد اثبت الوطنية العالية واوفى بالتزاماته في اداء الواجب فما تبقى هي الحقوق ولها ابواب كثيرة الحكومة ادرى بشعابها ليبقى المواطن العراقي جبل اشم بما يملك من الروح الوطنية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيلي ضد حزب الله.. هل نشهد غزة جديدة في بيروت؟ | #


.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: نست




.. المتحدثة باسم البيت الأبيض: الإدارة الأمريكية تشعر بالقلق إز


.. رصد لأبرز ردود الغعل الإسرائيلية على اغتيال القيادي في حزب ا




.. وزير الخارجية اللبناني يتهم إسرائيل بـ-الإرهاب- بعد انفجارات