الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النعامة

نور الدين بدران

2005 / 6 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


إذن تم قتل الإرهابيين السوريين في ريف دمشق: أبي عمر وأبي أحمد، ومن ناحيتي ورغم موقفي السلبي من القتل، بل بسببه، فإني غير آسف، ولو سمعت عن مقابر جماعية للإرهابيين، من أية جنسية كانوا،ومن أي لون ومذهب سياسي أو غير سياسي.
وبحسب الإعلام السوري الفذ،ربما لمزيد من الإثارة، علينا أن نتتبع الحلقات القادمة من المسلسل، لنعرف القصة الكاملة، لمنظمة جند الشام التي ينتمي إليها ذانك المجرمان.
ولا بأس وهل لدينا عمل آخر؟ سنتبع التعليمات وسنضغط على الموقع المطلوب، وسنلحق المؤشر حتى الباب، استلهاماً للمثل الشعبي المعروف.
لكن خلال الفيلم الرديء، لا يمكن، لو حاولنا، أن نوقف اشتغال الذهن، بتتابع المشاهد، ولن نتمكن من درء تساقط الأسئلة البريئة والخبيثة، على حد سواء.
وهل يتعلق الأمر بسرقة دراجة عادية، أو نشل محفظة جيب في إحدى وسائل النقل العامة؟
أظن أن موضوع العمل غير الدرامي المطروح اليوم، يتعلق بقضية أكبر بكثير من تصورات المخرج ومؤلف السيناريو وسائر فريق العمل، ولا تبدو رغم إعلانات واستراحات العمل، نقاط ضوء، في السرداب الذي وضعونا فيه، كما وضعوا أنفسهم هؤلاء القيمون على المسلسل،وأخشى ما أخشاه، أن ينتهي هذا العمل عند نهاية الحلقة الأولى فعلياً، كما حدث للنجم أبو عدس الذي انطفأ من أول لقطة، ولكن في الوقت نفسه،أمر جيد أن ينتهي كل شيء هنا، مع أن للنهايتين الطويلة والمبتورة، سلبيات وإيجابيات، ويبدو أنها جميعها في النهاية، ستخضع للقانون النقدي المعروف: العملة السيئة تطرد العملة الجيدة من السوق، أي ستقوم السلبيات بطرد الإيجابيات، ويغدو العمل مسلسلاً كان أو حلقة وحيدة، بكل أسف، عملاً رديئاً وغير مقنع، فهو في النهاية عمل وطني، ومحسوب عينا شاء من شاء، وأبى من أبى، ونحن دافعو ضرائبه وكلفته من الباب للمحراب، رغم أننا لم نُسأل عنه، كالعادة مع غيره، بل حتى مجرد إبداء الرأي، يمكن أن يعتبر جريمة.
لكن الأخطر هو ما يجري في الكواليس، أي عن الأكلاف المذهلة والعبثية والمجانية، لأعمال كهذه، لاسيما عندما يجري تسويقها قبل إنتاجها، وهذا ما هو معروف، لدى تجار العقارات وأصحاب المسالخ، عندما دخلوا أو أدخلوا أموالهم في صناعة السينما والتلفزيون، فكانت النتيجة وبالاً على الفن وأهل الفن، وعلى أموالهم أيضاً، حيث ذهبت جفاءً، لأنه لا يبقى إلا ما هو حقيقي.
بضعة أجهزة هاتف خليوي، يمكن لسيريا تل أو غيرها أن تتبرع بها، وبضعة قطع أسلحة، يمكن الحصول عليها من بيت أي شبيح، وشقة مستأجرة وما أكثر الشقق الصالحة لتصوير فيلم بورنو محلي رخيص وقصير، وبضعة حثالات من كومبارس، محالين على التقاعد أو الموت أو الانتحار، من خلايا نائمة، أو منومة، كما في أفلام مصرية رديئة وغير مقنعة، حتى لأبطالها، كلها أمور بدائية، يمكن لبعض طلبة فاشلين في اجتياز المرحلة الإعدادية، أن يقوموا بها، وهو أمر أسهل عليهم من التطوع في سرايا الدفاع سابقاً أو في المخابرات لاحقاً.
لكن المؤسف حقاً، وحتى لو كان كل ما نسمعه ونشاهده حقيقة، وأن كل ما يتهيأ لنا على أنه فيلم رديء، هو وهم (وهذا ممكن لبعدنا التام عن الفريق القائم بالعمل وساحاته وأماكن تصويره،وجهلنا الكامل بهذه المدرسة وخططها وتقنياتها) أن نعرض هذا الواقع بهذه الصورة المزرية، بكل ما تحمله من استهتار واحتقار للعقل وإمكانيات الإنسان، وكأننا نبث فيلماً من فانوس سحري كما أيام المرحلة الابتدائية، وإذا كان مازال القيمون(بالقوة والأمر الواقع) علينا مازالوا يرونا قاصرين وتافهين ومعزولين في كهف أوهامهم، فهلاّ تذكروا أن العالم كله يشاهد ويسمع، وبعضه يستمتع، وكأنه يشاهد مسرحية كوميدية، بطلتها شخصية وحيدة، اسمها النعامة.
تناقلت الصحف أننا سنشارك بهذا الفيلم في المهرجان العالمي الخاص بمناسبة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً