الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفاشية بالشرق الأوسط و شمال إفريقيا: سوريا مقبرة الجماعات الإرهابية

عبد العاطي اربيعة

2014 / 1 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


بعد المقالين الذي خصصتهما للفاشية الدينية سواء الاول الذي تزامن ووصول الإسلام السياسي إلى السلطة بكل من مصر و تونس، أو الثاني الذي جاء بعد خروج حركة تمرد إلى شوارع مصر مطالبة بإسقاط حكم الإخوان المسلمين... يأتي مقالي هذا ليضع الأصبع على الجرح الذي ما لبت يتطور يوما بعد يوم، نتيجة للدعم الذي تلقته الجماعات التكفيرية بسوريا، من أجل مواجهة نظام بشار الأسد...

لقد حاولت القوى الإمبريالية بكل الطرق إسقاط النظام السوري، و لكن وأمام تفوق الجيش النظامي على الجيش الحر، كان لا بد من البحث عن بدائل تستطيع من خلالها قلب موازين القوى، و بالتالي كان الحل هو الحليف التاريخي الذي ترعرع في كفنها في عز المواجهة بينها و بين المعسكر الشرقي، حليفها الذي كانت تلجأ إليه كلما دعت الضرورة إلى ذلك، فهو الذي مهد لها الطريق لدخول أفغانستان و استغلال خيراتها -على رأسها الغاز الطبيعي- بدعوى مكافحة الإرهاب، وهو نفس الحليف الذي يفتح المجال لعودة الإستعمار الفرنسي لإفريقيا متخفية وراء السبب نفسه. و بالتالي فقد كانت القاعدة و من ورائها الجماعات الإرهابية سلاحا تستعمله الإمبريالية و قتما شاءت

لكن الحال اختلف في المواجهة مع نظام بشار الأسد، ومن ورائه روسيا و حلفائها التي دعمت وبشتى الوسائل هذا النظام باحثة لنفسها عن موطئ قدم في الخريطة الجديدة للشرق الأوسط. خصوصا بعد خروجها بخفي حنين في الدول التي شهدت انتفاضات أدت إلى قلب الأنظمة التي عمرت لعقود على رأس السلطة السياسية، واستمرار تبعية هذه الدول للولايات المتحدة و حلفائها. لذا استطاع النظام السوري الصمود في وجه كل هذه المحاولات، سواء نتيجة هذا الدعم وكذلك لتماسك قواه السياسية و العسكرية،

لذا فقد كان لزاما على القوى الداعمة للمعارضة المسلحة السورية أن تراجع أوراقها، و تقوم بفرز بين مكوناتها، ليس إيمانا منها بضرورة القضاء على هذه الجماعات قبل انتهاء فصول المعركة داخل سوريا، و إنما خوفا من ظهور توجه جديد داخل هذه الجماعات، توجه يصعب ترويضه. هذا التوجه الذي ربما تمثله "داعش" و الذي أعلن الظواهري عن عدم انتسابها للقاعدة، رغم كل محاولاتها لترتبط به، حماية لنفسها من غضب الماما أمريكا، ومعها عملائها بالمنطقة و على رأسهم بندر بن سلطان ومن سار سيره،

لقد تسارعت الأحداث بسرعة في المرحلة الأخيرة،بشكل انقلبت معه الأولويات بالنسبة للمعارضة المسلحة، ففي الوقت الذي كانت تواجه فيه الجيش النظامي السوري، الذي ما فتئ يحقق النصر تلو الآخر على الأرض، فقد باتت أولوية مواجهة "داعش" من طرف باقي الجماعات و المتمثلة أساسا في الجبهات الأربع التالية: وهي الجبهة الاسلامية والجيش السوري الحر، وجيش المجاهدين، وجبهة ثوار سوريا. و ما لا شك فيه هو أن هذه المواجهة ستكون لها نتائج لم يكن أحد يتوقع الوصول إليها، فهي ستعطي للنظام السوري فرصة لإعادة ترتيب أوراقه خصوصا و أنه مقبل على مؤتمر جنيف-2-، كما ستعطيه الفرصة للتقدم أكثر فأكثر على الأرض... و بالتالي فسيذهب إلى جنيف أكثر قوة و أريحية...

كما ستكون لهذه المواجهة نتائج على ساحة المواجهة الأخرى ل"داعش" أي العراق، الذي يقود فيها المالكي هجوما موسعا على المناطق التي استطاعت السيطرة عليها، خصوصا الفلوجة والأنبار، وهنا يمكن أن نتحدث عن احتمالين: أولهما أن الدولة الإسلامية بالعراق و الشام ستأمر مقاتليها بالانسحاب من سوريا، من أجل تقوية المواجهة على الساحة العراقية. وثانيهما، فهو المواجهة على الجبهتين معا، وفي كلتا الحالتين ستخرج منهزمة. فيما يخص الاحتمال الأول فسيعطي للجماعات الإرهابية إمكانية العودة لمواجهة النظام لكن ستكون قد انهكتها المواجهة المزدوجة مع داعش و مع بشار...

وبالرغم من صعوبة فهم التناقضات التي تطفو على ساحات الصراع، -تحالف السعودية وأتباعها من السنة المالكي الشيعي في العراق ويقاتلان "داعش" التي تبرأ منها الظواهري، ثم يتقاتلان على أرض الشام- فإن نتائج ما سمي بالثورة السورية التي تمت سرقتها من أبناء وبنات الشعب السوري، من خلال أسلمتها وتسليحها... ستكون نتائجها عكس ما كانت تتوقعه الإمبريالية و حلفائها (إسقاط آخر أنظمة الممانعة بالمنطقة)، حيث سيتم القضاء على أبشع تجليات الفاشية الدينية و هي الجماعات الإرهابية التكفيرية، سواء من خلال تطاحناتها فيما بينها أو من طرف الجيش العربي السوري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المسرحية
غالب ( 2014 / 1 / 8 - 15:41 )
الجماعات التي تقاتل في سوريا كلها جماعات تكفيرية ارهابية لا فرق بينها وانما هو مؤتمر جنيف وستطرح فيه مكافحة الارهاب كبند اساسي لذلك وجب سحب هذه الورقة من روسيا وسوريا كما يعتقد بندر راعي الارهاب الدولي

اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24