الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفاية تتعولم

هويدا طه

2005 / 6 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


يا شعوب العالم.. اتحدوا! هكذا كانت (الإشارة) التي طارت من القاهرة إلى العاصمة الكورية سيول! ففي الأسبوع الماضي نظمت مظاهرة كورية (أي والله كورية!) أمام السفارة المصرية في سيول.. تندد بهتك بلطجية الحكومة المصرية لأعراض المتظاهرات المصريات.. يوم أربعاء الاستفتاء الأسود! المظاهرة نظمتها (حركة العمال ضد الحرب والرأسمالية)، فجاءت التعبير الأجمل عن (عولمة الشعوب).. في مقابل عولمة رأس المال.. والشركات العابرة للقارات.. الناهبة لثروات الأمم. المفاجأة حملتها صور المتظاهرين الكوريين.. وهم يحملون اللافتات المكتوبة باللغتين الكورية والعربية، هذه هي العولمة إذن.. وإلا فلا! اللافتات كتب عليها (لا لقمع الحركة الديمقراطية.. لا لمبارك.. النصر لنضال الشعب المصري)! بل وحمل الشباب الكوري لافتات (كفاية) الصفراء باللغات الثلاث.. العربية والكورية والإنجليزية، شاب كوري ارتدى قميصا عليه عبارة (لا لمبارك)! وآخر رفع لافتة كتب عليها بالإنجليزية والكورية عبارة (24 عاما؟.. كفاية)! أعمار هؤلاء الشباب تبدو كلها حول العشرين ربيعا! طالبوا بمحاكمة دولية لمجرمي الحكومة المصرية لما ارتكبوه ضد الشعب المصري! وتضامنوا مع نظرائهم من شباب كفاية، الذين تظاهروا بالشموع قبل تظاهرة الكوريين بيوم واحد.. احتجاجا على جرائم حكومتهم ضد مظاهراتهم السلمية! وفي ألمانيا.. صحفي شاب.. كان يغطي لجريدته تظاهرات كفاية، أعلن أنه سيتفرغ بالكامل لتغطية نشاط الحركة ولن يهتم بشيء آخر.. تضامنا معها! وفي لندن.. كتب الصحفي فيل مارشال بحماس شديد لمجلته الشهرية (سوشياليست ريفيو) عن (إبداع) حركة كفاية! وعربيا.. ظهرت (كفى) في فلسطين.. وهناك بوادر (كفاية) يمنية.. والبقية تأتي! وكلما قلبت بين عشرات المحطات التي تمر عليها دائما مرور الكرام.. ودون أن تفهم لغاتها.. تشاهد صورا.. للافتة كفاية في شوارع القاهرة!
تتساءل.. كيف ولماذا يحدث هذا؟! ربما الإجابة تحملها روح القرن الحادي والعشرين! هذه الروح الشابة المتمردة.. التي تعبر عن نفسها من خلال شباب يتنفس المعلوماتية! عبر الإنترنت والقنوات الفضائية وسماوات الديجيتال المفتوحة! عولمة شباب! شباب لا يقف أمام عوائقنا البالية المسمومة.. التي رضعناها في قرننا العشرين المهزوم.. عوائق الدين واللغة والأيديولوجيات الفاشلة والجوار الجغرافي والبؤس التاريخي! فالفرق كبير كبير.. بين خروج شباب كوريا متظاهرا لمناصرة الشعب المصري في سعيه للحرية، وخروج المصريين في العقد الماضي احتجاجا على تقسيم تيمور الشرقية.. لأنها مسلمة! هذا هو الفرق بين روح القرن المنسحب.. وروح القرن المتمرد! ما علينا إذن سوى إفساح المجال لهؤلاء.. المبدعين.. المبشرين بروح جديدة.. لم يسعها أن تتلبسنا.. نحن بقايا ركام القرن المهزوم!
لكن.. وقبل أن ننسحب لنترك هؤلاء الشباب.. من سيول إلى القاهرة.. يرسمون خريطة جديدة للإنسانية.. يسطرون عليها شعارا جديدا (الدين لله.. والكوكب للجميع).. نتساءل بتعجب.. إذا كنا نفضل أن ننسحب اعترافا لهذا الشباب المبدع بتفوقه وديناميكيته.. ونحن على ما نحن عليه رغم ذلك من أواسط العمر.. كيف نفسر موقف (عجائز) أحزاب المعارضة المصرية .. الكهول.. الذين تخطى جميعهم السبعين بل والثمانين من العمر.. ومع ذلك يتشبثون بزمن ليس بزمنهم.. لا يخجلون من افتضاح (غيرتهم) من حركة كفاية.. ويتهمونها بحسد ٍ بالغ بأنها.. (لعب عيال)؟! كانوا نائمين.. في العسل.. أو في حضن الحكومة! أسسوا أحزابا منذ عقود.. ثم لاذوا بمقراتها المعزولة في العاصمة، ومازالوا حتى الآن على قمة هرمها.. وهو- بالمناسبة- هرم بلا قاعدة من أساسه! وبحياء العذارى.. كانوا طوال تلك السنوات يعبرون عن أملهم في الريس.. المعلم الكبير! في أن.. سيادته.. ينتظر منه- بحبه المشهود له لمصر ومصرييها- أن يفسح المجال للأجيال الشابة! على مدى السنوات السابقة.. كانوا يظهرون على شاشات الفضائيات، أو يجلجل صوتهم على أثير بعض محطات الإذاعة.. باعتبارهم (مناضلين) من أجل الديمقراطية! ثم وبعد تلك التصريحات المفرقعة.. وبينما التقارير الصحفية والتليفزيونية .. تحاول تقصي أسباب ظاهرة احتضار المعارضة المصرية.. على أيديهم بحول الله.. يعود كهولنا الأشاوس في أمان إلى مخابئهم.. في مقرات أحزابهم (المعارضة)!
أحدهم.. الأمين العام لحزب التجمع.. أو (التأمع) كما كنا نسميه أيام الجامعة من باب السخرية.. رأيته ذات يوم محبوسا في مقره.. على باب مكتبه أمين شرطة بائس وضعته.. الحكومة.. لحراسة السيد (المعارض) من خطر وهمي! ومع ذلك رأيت مسدسا على مكتبه.. انكمشت.. فقد كانت المرة الأولى - والأخيرة- التي أرى فيها سلاحا! انتبه شيخنا لما أبديته من ذعر.. وكنت لا زلت بعد.. طالبة جامعية غضة.. ترى أن الأستاذ الدكتور.. (مناضل.. أراري)! وبالمناسبة (أراري) كلمة عامية مصرية معناها.. مخضرم، فقال لي (نعمل إيه.. أصل الأصوليين مش عايزين يطلعوني من دماغهم)! هذا الكهل (المعارض) الذي كان يغط في نوم عميق مطمئنا لحراسة الحكومة له! استيقظ على دوي حركة كفاية في ربوع مصر، فنسى أن القرن التاسع عشر مضى منذ زمن بعيد! أبى إلا أن (يغار) منها! فصرح في مؤتمر صحفي نقلته الفضائيات العربية.. بصوت يشبه الزئير.. أنه يعارض الشروط التعجيزية في التعديل الدستوري لأنه.. أي والله العظيم كما قال.. يعمل من أجل (مستقبله السياسي)! صحيح.. على رأي المثل الشعبي.. دلع العجايز.. يقلع العيون!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بكاء رونالدو حديث المنصات العربية • فرانس 24 / FRANCE 24


.. التشكيلة المتوقعة للجمعية الوطنية الفرنسية بعد الجولة الثاني




.. كيف يمكن للديمقراطيين استبدال بايدن في حال قرر التنحي وما ال


.. حاكم ولاية مينيسوتا: نحن قلقون بسبب التهديد الذي ستشكله رئاس




.. أحزاب يشكلون الأغلبية في الحكومة والبرلمان الجزائري يطالبون