الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ساعة الصفر بتوقيت الجحيم

رحمة البلدي

2014 / 1 / 8
الادب والفن


بخصوص حالة الطقس هذا اليوم : الأسعار ارتفعت، وكذلك الرايات السوداء. حرارتي ارتفعت، وكذلك سعر الدولار. ارتفعت أسعار السجائر وحتّى أقدام وليد دنقير رفعوها "فلقة".
في التاكسي، أُجبَر على سماع الراديو: زياد الرحباني يغنّي أنا مش كافر. ولا أنا كافرة، اكتفي بالاستماع، لا داع لتأليف أغنية أكثر إحباطا.
على مسافة أربع وعشرين ساعة من بدء المعركة: المعركة لن تنتهي أبدا.
في اللّيل: إنّها الرّيح لا غير. باب غرفتي لا يطرقه أحد.
خبر عاجل: سكّان الأرض يصرخون "إتّخذنا قرارا جماعيّا بالانتحار. سنذبح أنفسنا ونقفز من السّطوح. نفجّر بيوتنا. نشعل النيران في الغابات. نذهب إلى حيث العواصف والأعاصير. نحدث أعطالا في الطّائرات. نساعد بعضنا البعض على الموت". استقالة جماعيّة من هذا العالم تحت أنظار كلّ الآلهة التي تراقب العالم من بعيد وهو ينقضّ بنفسه على نفسه ليفترس نفسه.
أشعر بفقدان متواصل لقدرتي على الكتابة: لعلّ هذا هو السبب الوحيد الذي دفعني للقبول بأنصاف حلول تتعلق بشطب الشتائم من أجل نشر مقالاتي.
تصرخ الآلهة: أخيرا أدرك سكّان الأرض أنّهم أعداء أنفسهم.. ولا شيء آخر.
عند الفجر: مصباح الشّارع يشقّ العتمة.. ينزف منفردا.
أسمع خبر اغتيال أحدهم في راديو التاكسي: أفكّر في المدن التي عاش فيها، سوف تكون مشغولة بملايين البشر الآخرين ولن تلاحظ غيابه.
شاركوني فرحتي بولادة مقالي مبتور الأصابع: على الأقل فإن الإصبعين الأوسطين من يديه قد بُترا حفاظا على كياسة القرّاء "المتربّين".
على صفحات إحدى الصحف المحليّة أقرأ قصيدة فريد خدومة الأخيرة (أيتها الآلهة، إجعليها الأخيرة). لا تفعلوا دون أن تمسكوا بأيديكم "نصّ قارسة" (نصف ليمون).. وهذه نصيحة أخوية.
اللعنة هذه عبارة مجترّة أخرى وبلا معنى.. قلت "شاركوني فرحتي"؟ أنا لست فرحة بتاتا.
هل في وسع الحلم أن يحلم أكثر؟ ليس هذا هو السؤال. السؤال الساخن، الآن، هو سؤال أمني: كيف ندقق في هوية الفراشة وهي تمرّ إلى جبل الشعانبي؟
قمع الأنظمة كسر ظهرنا، والرحلة صعبة.. لكنّ، عفوا: من قال أن الأمر كان من المفترض أن يكون "شطحة فوق سطح عرس"؟
لن يفهمني أحد غير أماندا. أماندا ابنة فيكتور جارا.
"النوّ تبخنس" (المطر تتساقط بهدوء) : الوحل يملأ الشارع وحذاء الطفل الذي يبيع "الكلوروفيل" (علكة)، الشرطي يتمشّى بفخر، والناس يتفرجون.. الطفل الآن يبكي.
لا بد للجدل حول مصير الطفولة أن يأخذ مجراه: ستتنهّد فتاة جامعية وتقرأ قصيدة "فكّر بغيرك" وتلقي اجتماعا عاما على "حجرة سقراط".. سيؤكد على الأمر شاب ملتح يجلس على بعد أمتار، يحلم جدّا بفرك حلمتيها.
على أطراف المدينة الطفل لا زال يبكي، والشرطي يبحث عنه.
الطفل، ينظر إليك أنت، يا من تقرأ مقالي المبتور: عيناه تلمعان وهو يفكّر بك أنت تحديدا.. وأنت لربما تتساءل عن سبب بكاءه.
هذا الطفل إسمه "عبد الله الارهابي": يريد أن يبدو نظيفا كأبناء حيّ النصر، ولعلّه الآن يحلم بأن يمشي تحت أشجار الصنوبر وفي يده تفّاحة مغمسة بالحلوى الحمراء، تماما كما يفعل أبناء حيّ النصر.
الفتاة الجامعية، يبدو أنها تضايقت الآن، من تصرف الشاب الملتحي: حسنا، لن تسمح له بلمس حلمتيها اليوم، هذا الشاب متسرع.. لكنه وسيم ولديه سيارة. عادت إلى منزلها، تساءلت أمّها عن سبب حزنها، فارتبكت الفتاة، وحدّثها عن الولد الذي كان يبكي تحت المطر، آملة ألاّ تلاحظ العلامة الزرقاء على رقبتها.
التلفزيون الآن يحكي عن اشتباكات متقطعة في مكان بائس، في الشرق الأوسط: بداية حرب أهلية. لكن الفتاة تشعر بالملل، تطفئ التلفاز وتذهب إلى سريرها للنوم. بالطبع المطر لم يتوقف في الخارج و عبد الله الارهابي يرسم على زجاج سيارة بإصبعه صورة بيت يسقفه قرميد مثلث، ومن وسط القرميد ترتفع مدخنة يتصاعد منها الدخان.
بعد انتهاء أغنية زياد الرحباني في راديو التاكسي: الطفل يركض، لكن حذاءه خانه فانزلق.. الشرطي النبيه الذي كان واقفا في المكان المناسب حضر لاعتفاله. مهمّة يفخر بها الزعيم الحبيب بورڤ-;-يبه.
الفتاة تنام، واليونيسيف لم يسمع بالقصة. عيون الطفل تنظر الآن إليك وأنت تدخّن سيجارتك حين تقرأ مقالي المبتور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة


.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد




.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم


.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?




.. لعبة الافلام الأليفة مع أبطال فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد