الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيسي والعياط .. والطريق الثالث !!

محمود الزهيري

2014 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


1
أزمة وطن عاش طوال وجوده علي الجغرافيا مأزوماً بسلطان الفراعين , وسلطان رجال الدين , وكأنه علي موعد منذ فجر التاريخ مع الإستبداد والطغيان والفساد , وكأنه مكتوب علي جبينه أن يعيش مآسيه , وكأنها قدراً مقدوراً أن يعيش كامل عذاباته إنتظاراً للخلاص الأبدي في الآخرة المؤجلة .. فمازالت سطوة السلطة السياسية , والسلطة الدينية تمثلان للإنسان البسيط شقي الرحي , تطحنان عظامه , وتفتتان أحلامه وآماله , وتشلان طموحه علي عتبات القلاع العسكرية والمعابد الدينية , ويتم إصابته بالشلل حينما يسعي باحثاً عن حرياته وكرامته التي يصون بهما إنسانيته ..
2
منذ يوليو 1952 , والصراع بين القلعة والمعبد قائم , والمأزوم من هذا الصراع هو الإنسان البسيط الذي يشقي ويعيش حياة البؤس في سبيل رغيف خبز مغموس بذل الطاعة لأوامر القلعة ونواهي المعبد , فهو مازال مأزوم ومحروم , بجانب حالات الرعب من مؤامرات التخوين والعمالة والعداء للوطن , أو من التكفير والتلعين والتفسيق والإشراك بالله أو الكفر والإلحاد , وببساطة حتي هذه المعاني والمفاهيم لاتهمه أبداً , ولم ينشغل بها , إلا إذا كانت سبباً من أسباب حصوله علي رغيف خبز مغموس بذل الأوصياء علي الوطن , أو أوصياء السماء وموظفيها .
3
لعبة العسكر والحرامية تمت ممارستها بين الفاشية العسكرية والفاشية الدينية مرات كثيرة متعددة , وكان الخاسر الوحيد في هذه اللعبة الحقيرة المواطنين البسطاء الخارجين عن دوائر هذه الوصايات الملعونة , لأن المستفيد الوحيدحصرياً من هذه اللعبة هم طرفيها فقط , ومازالت هذه اللعبة تدار بأساليب وطرائق عصرية حديثة ويتدخل فيها أطراف دولية لتعديل أو تغيير مسار النتيجة النهائية لدور ما من أدوار اللعبة , فما زالت المساومات والمفاوضات تتم بين طرفي هذه اللعبة وحتي الأن , وعدم القبض علي العديد من أعضاء العصابات الدينية الممثليين الرسميين للفاشية الدينية , والسماح للبعض منهم بالهروب للخارج , ماهو إلا إستكمالاً لحالة المساومات والمفاوضات بين الفاشيتين , والسؤال الذي يطرح نفسه يتلخص في أن الدولة ومؤسساتها وعلي الرأس منهما المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية , بصفتهما طرفاً في الصراع مع عصابة الإخوان المسلمين , يعتبراعاجزين عن حسم هذا الصراع في توقيت معين أو محدد من جانب الدولة ومؤسساتها , أم أن هذه المؤسسات عاجزة بالكامل عن إنهاء هذا الصراع الدموي والوصول بالدولة والمجتمع إلي حالة الأمن والأمان وإعادة بناء الدولة وهندسة المجتمع علي أساس من قيم المواطنة والعدالة الإجتماعية والشفافية والمكاشفة ؟!
4
هذا الصراع يتبدي أنه محصور بين شخصين , احدهما يمثل الدولة وتحديداً المؤسسة العسكرية , وهو الفريق أول عبد الفتاح السيسي , وبين مرسي العياط بإعتباره يمثل عصابة الإخوان المسلمين , والصراع الدائر الأن محصور بينهما , لأن الفريق أول السيسي قاد إنقلاب عسكري مؤيداً بالإرادة الشعبية التي تم التغرير بها , ولم تجد ثمة بديل آخر غير الفريق أول عبد الفتاح السيسي ليحمل رقبته علي كفه , ومعه الجنرالات أعضاء المجلس العسكري والحرس الجمهوري , والمخابرات والأمن القومي والمخابرات العسكرية , فكلهم عرضوا أرواحهم للخطر حين أخذ القرار الجماعي بعزل مرسي العياط وإزاحته من علي كرسي السلطة , وكان من نتائج هذا الإنقلاب العسكري المؤيد بهذه الإرادة الشعبية أن جن جنون عصابة الإخوان , وتناست كل القيم الإنسانية والحضارية بعد أن تنازلت عن كل القيم والمفاهيم الدينية التي طالما رددتها في ندواتها ومؤتمراتها , بجانب الأدبيات الخاصة بتلك الجماعة , لتلقي بها في بحيرة آسنة عطنة , وتأخذ طريق آخر مؤداه النهائي لطريق الدماء والحرائق والإتلاف , والعمل علي الثأر من الجيش المصري والشرطة المصرية في محاولات مستميتة للإجهاز عليهما ثم إعادة بسط السيطرة بالدماء والحرائق علي الوطن والمواطنين , وكأن عصابة الإخوان تستعيد غزوة من الغزوات الدينية , يكون فيها دور عصابة الإخوان بمثابة الجيش الذي علي رأس قيادته محمد بن عبد الله , والصحابة , والجيش المصري والشرطة المصرية بمثابة جيش أبو لهب وأبو جهل ومعهما حمالة الحطب , ومن ثم وجب إنتصار جيش محمد وصحابته علي جيش الكفار والمشركين , وهكذا يدار الصراع بين عصابة الإخوان , وبين الجيش والشرطة ..
5
المدهش في هذا الصراع أنه يشارك فيه طرف ثالث , وهو الشعب بغالبيته , ليكون أداة من ضمن أدوات الجيش والشرطة ضد عصابة الإخوان الإرهابية , ولكن الجيش والشرطة علي مستوي القيادات العليا قد يكونا مدركين لهذا الدور الشعبي الوطني , ولكن علي مستوي القيادات الأدني مازالت بعض الممارسات الخاطئة تمارس مما تنعكس بآثارها السلبية علي الشعب تجاه الجيش والشرطة , ويتبقي أن تحدث العديد من التفاهمات بين الجيش والشرطة وبين الشعب بقياداته التنويرية علي مستوي الأحزاب والنقابات والهيئات والمؤسسات , لتفادي هذه الخطايا وعدم تكرارها , والوصول إلي نتيجة مؤداها في النهاية أن الشرطة المصرية والجيش المصري يعملان بالفعل من أجل أمان وأمان المواطنين المصريين , والتنسيق بين الجيش والشرطة والشعب لسد تلك الفجوات الأمنية التي يمكن لتنظيم عصابة الإخوان أن يخترقها , وهذا أمر حيوي وهام .
6
مازال الكثير من النخب والمثقفين متخوفين من سيطرة المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية علي مفاصل الدولة , والمجتمع المفكك الأوصال بالفقر والجهل والمرض , وتحويل الدولة إلي دولة بوليسية بعد ما تم إنجازه من الحصول علي مناخ الحريات الفردية وحرية التعبير والتظاهر والإعتصام والإحتجاج , لتعود تلك الدولة لتصادر تلك الحريات في عودة غير حميدة لمرحلة ماقبل 25 يناير 2011 , وهذا يستدعي صناعة الثقة بين الجيش والشرطة في جانب , وبين الشعب في جانب آخر , واتخاذ العديد من القرارات المنظورة في الواقع المعاش علي أرض الواقع , ليستشعر تطبيقها ويحس بها المواطن البسيط , وهذا يحتاج إلي العدالة الإجتماعية الناجزة عبر الشفافية والمكاشفة من غير تسيد المؤسسة العسكرية إقتصادياً وسياسياً علي المجتمع / الشعب , وتكون إمكانيتها مسخرة من أجل المواطنين والوطن , وليس العكس ..
7
إذا أدركت المؤسسة العسكرية تلك الأمور فسيكون النصر حليف المجتمع / الشعب , بقيادة عبدالفتاح السيسي الذي يمثل واجهة الصراع ضد مرسي العياط , وضد عصابته والعصابات المتحالفة معهم , إلي أن يحين أوان وجود شخصية متوافق عليها شعبياً وسياسياً , تجتاز باقي مراحل الصراع والتحدي من أجل دولة المواطنة والمساواة في المواطنة وتكافوء الفرص , وهذا غير متاح إلا لأصحاب السلطة و الثروة والأجهزة الإعلامية الجبارة .
فأين الطريق الثالث الذي يمكن للمواطنين أن يجتازوه بعيداً عن سلطة أوصياء الوطن وأوصياء السماء ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فأين الطريق الثالث
هانى شاكر ( 2014 / 1 / 9 - 04:53 )

فأين الطريق الثالث
___________

ألتقسيم إلى :

أ- إمارة ألشرق ألمحكومة بألشريعة وألأمير و ألجيش و ألجزية

ب- و قطاع حقوق ألأنسان فى ألشمال ألغربى ( رشيد - ألفيوم - ألسلوم ) ألمحكوم بألدستور ألسويسرى

...

اخر الافلام

.. مناظرة تبادل الاتهامات بين بايدن وترامب | الأخبار


.. انقطاع الكهرباء في مصر: السيسي بين غضب الشعب وأزمة الطاقة ال




.. ثمن نهائي كأس أوروبا: ألمانيا ضد الدنمارك وامتحان سويسري صعب


.. الإيرانيون ينتخبون خلفا لرئيسهم الراحل إبراهيم رئيسي




.. موريتانيا تنتخب رئيساً جديداً من بين 7 مرشحين • فرانس 24