الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعب الله الغير مُختار

زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)

2014 / 1 / 9
كتابات ساخرة


لا أبداً لا أعني اليهود أو السخرية منهم كما سيعتقد البعض مُفترضاً..و لكني أعني اليمنيون..فثقافة "شعب الله المختار" لم تعد مقتصرة على اليهود كما كنا نعتقد في الماضي بل أننا -و أخيراً- كسرنا حدود احتكارهم لها لقرون لتصبح بنجاح ملفت من ضمن أولوياتنا العقائدية و الروحية و حتى الإتكالية!!.

متى كانت بداية ذلك الاختراق العظيم؟؟..يبدو أن البداية كانت عندما قيل لنا أن الرسول الكريم تلفظ يوماً قائلاً أن:"الْإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ"..و من بعد تلك الرواية أصبح كل فرد يمني يتحدث مُفاخراً أنه هو بشكل أو بآخر المعني بمقولة الرسول تلك المؤقتة أو المُلفَّقة..و اختر بينهما ما تحب.

هل قالها الرسول؟؟..لا أعتقد ذلك و سأذكر أسباب ذلك الاعتقاد لاحقاً..هل كان يعنيها الرسول لو كان قد قالها؟؟..بالطبع و لكنه كان يعينها بشكل مؤقت و عن أناس أثبتوا له جدارتهم بذلك الوصف..فالرسول الكريم لم يكن يطلع على الغيب ليطلق الصفات بشكل مطلق و اعتباطي و لم يكن أحمق ليفعلها..لهذا و منطقياً سنعتبرها عبارة مؤقتة حتى لا نظلم الأولين ممن كانوا قد استحقوها.

و لماذا أستميت في نفيها؟؟..لأني لا أتصور أن ينطق الرسول تلك العبارة عن شعب يمتهن 70% من رجاله في القرى اغتصاب الأطفال أو الـ Pedophilia و لكنهم لدواعي "إسلامية" و تجميلية أطلقوا على عملية الاغتصاب الممنهج تلك لقب "سنة"..فأصبح الاغتصاب تلك الكلمة المقيتة المقززة بما تحمل من معاني إجرامية تحمل هالةً جميلة و روحانية يتنافس عليها المتنافسون..و لن أستغرب لو انتقلت في يومٍ ما من السنة إلى الركن!!..ففي سبيل "قُدسية" فض بكارة الأطفال نحن مقاتلون.

و كيف يُتوقع مني أن أصدق أن الرسول تحدث عن شعب هو الثالث على مستوى العالم من حيث الفساد المالي على أنه شعب يحمل الإيمان بين جنباته!!..فهل ترتبط السرقة لدينا بالإيمان؟؟..و هل نحن حمقى لتلك الدرجة بحيث نعتقد أن ما نسرقه صُبح مساء سيمحوه الرب لنا فقط من أجل بضع ركعات له!!..ركعات لو أصبحت بعدد سرقاتنا -باختلاف درجاتها- لقضى أغلب اليمنيون جُلَّ يومهم في المساجد راكعين ساجدين غير مغفورٍ لهم لأنهم ليسوا عنها بتائبين.

لن أصدق أن الرسول يتحدث عن شعب نسبة الاغتصاب فيه هي 7%..و لا تفرحوا كثيراً بانخفاضها..فهي كذلك ليس لأنها شبه منعدمة لدينا و لكن لأننا نفضل أن ينجو المُغتصب بفعلته على أن نسلمه للقانون ليُقتص منه..فنحن شعب يُفضِّل قانون المجتمع على قانون الرب..أولسنا شعبٌ هو "أَرَقُّ أَفْئِدَةً وَأَلْيَنُ قُلُوبًا"!!..فكيف لا نمنح الغفران للمُغتصبين؟؟..لا فليست هذه من أخلاقنا و لا من شيمنا اليمنية "الكريمة" في إكرام من يهدر شرفنا!!.

هل ترغبون في إجباري على تصديق أن الرسول قالها عن شعب نصف مُعلميه يعانون من الأمية –الأولية وليست التكنولوجية- و النصف الآخر فقد ضميره في مقبرة ما؟؟..فعندما يخبرني وزير التعليم أن 40 ألف من المعلمين اليمنيين غير مقيمين في اليمن أصلاً و أن أكثر من 300 معلم –في إحصائية شبه هُلامية- هم أميون فعن أي حكمة سأتحدث عن أنها زُرعت في عقول اليمنيين!!.

يثير اشمئزازي من لا يبحث عن المغفرة الإلهية بل يتحدث عنها كأمر مُكتسبٍ له و عن جدارة دون البقية..و السبب؟؟.."شهد لنا رسول الله بذلك"!!..ماذا لو كان الرسول يعني أشخاص لا يمتون لكم بصلة؟؟..ماذا لو كان لم يقلها؟؟..ماذا لو كنتم أحقر من الحصول على شرفها؟؟..هل ستظلون على تلك الثقة التي تشبه ثقة متعاطيَّ المخدرات بأن بإمكانهم الطيران دون أجنحة؟؟.

يا إلهي كم نحن شعب بائس..فأي بؤس سيفوق بؤس من يبحث عن أمجاد و مغفرة و جنة بأثر رجعي؟؟..فلو للحظات عقلانية كففنا عن تعاطي ذلك الحديث "المُخدِر" و نظرنا إلى ميزان واقعنا بواقعية لعلمنا أننا بعيدون عنه بُعد احتمالية عودة الميت إلى الحياة..لهذا لم ألمُّ اليهود يوماً على عبارة "شعب الله المختار" لأننا نملك أشباههم بيننا -و بالملايين أيضاً- ممن يعتقدون أن الله سيفقد عدله فيدخلهم جنته لا لأنهم يستحقونها و لكن من أجل "حديث"!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضحية جديدة لحرب التجويع في غزة.. استشهاد الطفل -عزام الشاعر-


.. الناقد الفني أسامة ألفا: العلاقات بين النجوم والمشاهير قد تف




.. الناقد الفني أسامة ألفا يفسر وجود الشائعات حول علاقة بيلنغها


.. الناقد الفني أسامة ألفا: السوشيال ميديا أظهرت نوع جديد من ال




.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي