الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيكون أردوغان مندريس الثاني؟.....

محمد سيد رصاص

2014 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


مثل الجسم الطبيعي تظهر علامات الموت على الجسم السياسي قبيل فترات من النهاية: كان يوم14تموزيوليو1958مع سقوط نوري السعيد ببغداد نقطة البدء للنهاية السياسية لرئيس الوزراء التركي عدنان مندريس في أنقرة التي توجت يوم27أيارمايو1960مع الانقلاب العسكري ضد مندريس ومن ثم محاكمته واعدامه يوم17أيلولسبتمبر1961. كان ماحصل في اليوم المذكور ببغداد نهاية لمشروع غربي يحاول ربط الشرق الأوسط بمنظومات عسكرية- أمنية غربية ضد السوفيات أثناء الحرب الباردة:كان مندريس ( رئيس وزراء تركية منذ يوم22أيارمايو1950بعد فوز "الحزب الديمقراطي"، بتوجهه الاسلامي – الليبرالي ،على "حزب الشعب الجمهوري"الأتاتوركي العلماني الاتجاه) قد ربط عدائه الداخلي للأتاتوركية مع التحالف مع الغرب الأميركي- الأوروبي منذ الانخراط في الحرب الكورية مع واشنطن في عام1950 ثم الدخول في حلف الناتو عام1952 ثم تأسيسه مع بغداد ولندن "حلف بغداد"عام1955برضا ضمني من واشنطن،وفي مجرى فترة1955- 1957كانت أنقرة وبغداد واجهة اقليمية للغرب ضد القاهرة التي يممت وجهها نحو موسكو منذ صفقة الأسلحة التشيكية في أواخر أيلولسبتمبر1955في مواجهة اقليمية- دولية كانت محطاتها في حرب1956وفي الحشود التركية على الحدود السورية بخريف1957. كانت نهاية نوري السعيد قد انطلقت بدايتها يوم22شباطفبراير1958مع حصول الوحدة السورية- المصرية، ولتكون دمشق بداية الطريق نحو ذلك الزلزال البغدادي بعد خمسة أشهر،ومن ثم يكون الأخير هكذا بالنسبة لماحصل في أنقرة بعده بإثنين وعشرين شهراً.
يعيش رجب طيب أردوغان منذ سقوط محمد مرسي في القاهرة يوم3يوليو2013الوضع الذي عاشه عدنان مندريس بعد سقوط نوري السعيد.أتى سقوط مرسي بعد زلزال أميركي حصل أيضاً في 11سبتمبر ولكن عام2012ببنغازي عندما قتل اسلاميون ليبيون السفير الأميركي بليبيا بعد عام من مساعدة (الناتو) في حسم صراع المعارضة الليبية مع القذافي. أدت صدمة بنغازي إلى مراجعة أميركية تدريجية لخطط التحالف مع الاسلاميين التي بدأت في قاهرة مابعد سقوط حسني مبارك يوم11فبراير2011ورأينا تجسداتها في تونس و في انشاء "المجلس الوطني السوري"باسطنبول يوم2تشرين أولأوكتوبر2011. كان النموذج الأردوغاني في خلفية الصورة عند واشنطن وهي تنفتح وتنسج تحالفات مع اسلاميي القاهرة وتونس و"المجلس"السوري.لهذا عندما انتفضت الوزيرة كلينتون ضد "المجلس الوطني السوري" في يوم31تشرين أول أوكتوبر2012في زغرب أثناء مؤتمر صحفي فقد كان ذلك علامة على أن تداعيات بنغازي قد بدأت بالظهور،قبل أن تساعد (حرب مالي) بالشهر الأول من عام2013 ،ثم تفجير بوسطن بالشهر الرابع من العام، في اقناع الإدارة الأميركية بفك زواج المصلحة مع الاسلاميين. كان تجسيد هذا عند الإدارة الأميركية بيوم7أيارمايو2013في موسكو لماكان واضحاً أن اتفاق كيري- لافروف يشمل تشاركاً أميركياً – روسياً في رؤية عامة لعموم منطقة الشرق الأوسط تجعل تلك الصورة التي جمعت السفيرة الأميركية بالقاهرة آن باترسون مع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع بمقر الجماعة بالمقطم لاتتكرر. كانت الهزة التي حصلت ضد أردوغان في ساحة تقسيم باسطنبول منذ 31أيارمايو2013بداية ترجمة محلية لماحصل بموسكو قبل ثلاثة أسابيع. استوعب رئيس الوزراء التركي تلك الهزة وامتصها بمهارة،ولكن عندما سقط مرسي تصرف برد فعل ليس كرئيس وزراء تركي وإنما كزعيم لحزب اسلامي،وقد بانت عصبيته وانفعاليته على الشاشات تجاه الحدث المصري، ولم يكن ذلك الرجل البارد والقوي الشكيمة والماهر كماكان أمام خصومه المحليين من عسكر ومدنيين،أوكماكان في أثناء نسج استراتجيات جديدة لتركية جعلت "العثمانية الجديدة" عنده تأخذ الغطاء الأميركي بفترة2007-11سبتمبر2012.
في خريف2013كان واضحاً أن انحسار مشروع أردوغان الاقليمي ،بعد فشله في القاهرة ودمشق وبعد سحب الغطاء الأميركي عنه،سيكون له ترجمات محلية في أنقرة:ظهرت هذه الترجمات في تباعد جماعة فتح الله غولين( ذات الشبكات الاجتماعية الدينية الواسعة،فيما زعيمها مقيم منذ عام1999بالولايات المتحدة )عن أردوغان بعد أن كانت الأسانسول الأكبر في صعود حزب أردوغان منذ انتخابات 3تشرين ثانينوفمبر2002،ثم في كشف قضائي- أمني لفضائح فساد شملت العديد من أبناء وزراء أتراك أورجال أعمال أتراك مقربين من الحزب الحاكم،في وسط قضائي وجهاز شرطة تتمتع جماعة غولين بنفوذ كبير فيهما،فيمايقبع نائب رئيس الوزراء بولنت أرينج منتظراً في الظل،بعد أن أظهر في أحداث تقسيم مسافة عن رئيس الوزراء في معالجة الاضطرابات،مع العلم أنه هو الجسر الذي كان بين أردوغان وغولين.
كانت انفعالية أردوغان أمام هذا التطور المحلي الدراماتيكي أكبر من تلك التي أظهرها إثر سقوط مرسي،وكان أدائه مهزوزاً بالقياس إلى أدائه في (أحداث تقسيم).لم يطرح في مواجهة هذه العاصفة أكثر من "نظرية المؤامرة"،ولم يستطع أن يظهر أكثر من صورة سياسي يعاني من وضعية وجود ظهره للحائط،ولايملك القدرة على الارتداد من الدفاع إلى مبادرة هجومية تتجاوز الطوق الذي يقترب كثيراً من عنقه.
السؤال الآن: هل يستطيع أردوغان تجاوز الحالة التي يتجه فيها الآن إلى أن يكون (مندريس 2) في أنقرة الأتاتوركية،ولوكان هذا ليس بالمعنى الانقلابي لماجرى في27أيارمايو1960،أوبالمعنى الفيزيائي الذي جرى لمندريس يوم17أيلولسبتمبر1961؟................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سمعت لعنات و دعاء فتح الله گيولان!
حميد كركوكي ( 2014 / 1 / 9 - 10:26 )
لو كان لبيب في اجتماع گيولان مع مواليه في فيرفاكاس ڤ-;-يرجينيا في اواخر عام 2013 لتعرّف على إندحار هذه الموضة التركية العثمانية الخليعة! كانتدعائية عدائية لأردوغان وحزبه الرجعي الإنتهازي من قبل صديقه الأخطبوطي گيولان، هنا تشاهد في شخصية الگيولانية النتنة حيث يدعو إلاه إسلام لسحق بطله في الجهاد و جميع شمله الاردوغاني أيضا،، ولا ريب إن التاريخ كررت نفسها وستكرر نفس سيناريو ل عدنان مندريس وإعدامه في 1961
لكن بشرى للقوى اليسارية والعلمية في أنضوليا أنها بداية سقوط الإسلام السياسي وشكرا للشعب الواعي في ضفاف النيل والأهرام للدفاع عن العقل والمنطق ،، لتبقى مصر منار الحريةولتندحرالشماعة الوهابية الإخوانية..الاوردغانية هذا وشكرا

اخر الافلام

.. #ترامب يهدي #بايدن أغنية مصورة و النتيجة صادمة! #سوشال_سكاي


.. التطورات بالسودان.. صعوبات تواجه منظمات دولية في إيصال المسا




.. بيني غانتس يهدد بالانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية


.. صحفيون يوثقون استهداف طاي?رات الاحتلال لهم في رفح




.. مستوطنون ينهبون المساعدات المتجهة لغزة.. وتل أبيب تحقق