الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتماء واللعب بحقوق الآخرين!

عقيل الخضري

2014 / 1 / 9
حقوق الانسان


الانتماء حاجة إنسانية لضرورة الحياة والتعايش كمجتمعات آمنة بالتقبل والإبداع...إلا أن يتحول الانتماء إلى تطرف و حالة (نرجسشوفينية) لا تتقبل الآخر و لا تسمح بوجوده..بل وتعمل لإلغائه وشطب حياته،فهذه هي الكارثة التي تعيشها الإنسانية وتواجهها المدنية اليوم.فالعربي يمتلك هذا الموروث الموجع للضمير، ويعتز به كما كان السلف..حيث يرى في نفسه وفي قبيلته ولا يزال الواحد الأحد...وقد دخل الدنيا وشارك في المدنية بأفضليته ( السيف واللسان وما تحت سرته) فتباهى بالسيف وبقطع الرؤوس وتغنى بالقوة ووسيلة الإبادة.ودخل الحروب والقتال ،والكر والفر، مماشيا لمنهج (مكيافيلي)، لإشباع غرائزه الجنسية!
عمرو بن كلثوم لم يكن الأول بالتغني بصبغ الرايات البيض بالدم ولا آخرهم وقد علقت قصيدته النرجسية على أستار الكعبة ودخلت التاريخ كواحدة من المعلقات السبع...وما كانت جولات الاحتراب والحروب العبثية تأخذ في رقاب الناس ظلما وعدوانا لولا الانتماء الأعور والأطرش..وماشى العرب القبائل الإفريقية التي تذبح في الناس ذبح الخراف بسبب الانتماء المخالف ووفق رؤية السلف، فإن الانتماء وبدلا من التعاطى مع باقي الخلق بروح المحبة و النفس الإنسانية فانه ولا زال يكرس حب الذات والاستئثار بالطيبات مادية كانت أو معنوية ولغف ما له وما ليس له وفق نظرية الصفوة والفئة المختارة، حسب الأفضلية العربية التي أوردتها أعلاه..و حتى نظرية الحياة ما بعد الحياة ،وكأن خلق الآخرين عبثا فوق عبث في عبث لا غير وقد غابت عنه أي حكمة ومسؤولية بالتدبير!
التعصب للانتماء الديني ثم القبلي هو ما سفك الدم و هدر حق الإنسان بالحياة و حقه بالحرية والمعتقد والانتماء...وما وصلت أوربا إلى تفهم حق الإنسان بالحياة والحرية والمعتقد لولا بطش التعصب الديني والحروب الدينية وتسويق الوهم بين البسطاء والخائفين والمحتارين والتي كللت بالظلم والدم والظلمة على أوربا حتى تمخض الفكر الإنساني عن رؤية رافضة، فكانت الثورات على سطوة الكنيسة والثورة على المتنفذين والإقطاع ، والثورة على الثورة!
الاستعلاء الديني والقومي والقبلي والجماعي والفردي ما كان لينمو دون أرضية تتماوج ما بين الشعور والإحساس بالدونية وفق تعليل أدلر.
اليوم كأن العالم يتراقص في ملعب الشيطان ، و جزء ممن يحسبون على الإنسان تحولوا من كائنات عاقلة وواعية إلى وسائل تدمير غير مدركة ولا علاقة لها بروح الإنسان ولا فلسفة وجوده.
صُدرّت الأفكار المتطرفة والانتماء الأعمى بتقبل قتل الذات بقتل الآخر ،المخالف فكريا وعقائديا وسياسيا بالطبع..فالأفكار المتطرفة تطبخ في سراديب المخابرات الدولية قبل خروجها من الشيوخ ومن المنابر ببرمجة خادمة للانتماء المخابراتي أولا بأول.
القطعان الخارجة لقتل الإنسان لا نراها إلا في الأخبار والصور ، ونحمد القدر ببعدنا عنها ،غير أن نكبات الآخرين ومعاناتهم تصلنا و تؤذي في الضمير! فنشعر بالغضب والثورة والألم..ونحس بالعجز في تقديم أي عون...فيما تمر هذه الأحداث الدامية بدم الناس ومصائرهم كأرقام عابرة في عوالم بلا ضمير.فما معنى الانتماء دون ضمير؟
ما معنى أن يفخخ مخلوق أخته التي لم تتجاوز العشرة أعوام لغرض تفجير نفسها عند مجموعة ناس آخرين ؟ يتقاسم معهم الهوية الوطنية والبقعة الجغرافية والعيش بل والدين ذاته ، لكنه يختلف بالرؤية.كما حدث مع الطفلة الأفغانية سبوزماي ، قبل يومين!
ما معنى أن يسمح إنسان لنفسه بسبي طفلة من عائلة لاجئة أو معوزة؟ وانتزاعها من حقوقها وطموحها و أحلامها ومن أهلها، و شرعنة اغتصاب جسدها ، بزفة دموعها ودموع أسرتها، كما أغتصب حياتها بالقليل من المال والكثير من لفلفة الموروث!
الذي يحدث في مخيمات اللاجئين السورين ، وفي صفوف الهاربين من جحيم الاقتتال السوري ،عار في جبين المدنية لمن يرى !و كيف للمسوخ رؤية وجوههم إن كانوا عميان؟
ما معنى قيام أفراد بحرق مكتبة السائح العريقة في طرابلس بلبنان؟ فتذكر بأجواء محاربة الفكر والرأي وحرق الكتب كما حرقت كتب ابن رشد قبل أكثر من ثمانية قرون!
ويصل التطرف بالانتماء الرياضي إلى مهاجمة الطرف الآخر حد القتل كما شاهدنا في كوارث مشجعي فرق القدم الوطنية..وفي القرن الواحد والعشرين تنقل الأخبار عن منع دخول سياح لدولة سياحة بسبب انتمائهم المذهبي!!
ولا نعرف انتماء من يقوم بسرقة الأمانة والمروءة والشرف والأعراف والقيم ويقوم بإعداد صور أو بتركيب الصور لفتيات يعرفهن ، كزملاء دراسة أو عمل أو جيرة أو حتى أقارب! وينشرها في مواقع التواصل الاجتماعي..مما يقتل فيهن البهجة والأمل والروح ،فيقدمن على الانزواء أو الانتحار كما حدث مع فتاة فيتنامية، وفتاة عراقية...ومئات من قصص الخوف المشابهة تترقرق بالألم والخوف في داخل مئات من المسالمات والمسالمين الذين شاء القدر أن يكونوا وسط هذا الانتماء بجذوره الدونية كما يرى أدلر ويعلل.
www.aqdi.org








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موظفة بالأونروا توثق نزوح عائلات فلسطينية من رفح


.. -طبعاً مش هيشوفها تاني-.. خالد أبو بكر يشيد بالموقف المشرف ل




.. نشرة الرابعة | متطوعة سعودية تلفت الأنظار.. ولاجئون يسمون مو


.. الترحيل إلى رواندا.. هواجس تطارد المهاجرين شمال فرنسا الراغب




.. نشرة الرابعة | النواب البحريني يؤكد على استقلال القضاء.. وجه