الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعلام العراقي ومهنية تغطية الاحداث

محمد الياسري

2014 / 1 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


محمد الياسري


هل هناك مهنية اعلامية واخلاقية لدى وسائل الاعلام المختلفة؟
هل يتصف الكتاب والمثقفون في تناولهم قضايا العراق المختلفة واخرها موضوع الانبار والفلوجة؟ لماذا يصر البعض على تناول هذا الموضوع بطائفية مقيتة وبدون الاعتماد على الحقائق والواقع؟
أليس على الاعلام ان يقدم الحدث كما هو دون رتوش ولااضافات ويضع المتلقي بالصورة كما هي ويتركه يبني موقفه على ما يشاهد ؟
أليس مصلحة البلاد فوق كل انتماء او توجه او ارباح ومكتسبات؟
هذه الاسئلة سببها الرئيس التناول الغريب والعجيب لحقائق الاوضاع في العراق ولم تكن احدث الانبار السبب الاول ولا الاخير في طرحها، فقد تعود المواطن العراقي خلال السنوات العشر الاخيرة على طروحات متناقضة ومفبركة احيانا لأي موضوع يتعلق بالعراق ونادرا ما رأينا اتفاق وسائل الاعلام على تناوله بصورته كما هي دون اجندات سياسية او مذهبية او قومية او ابتزازية.
لاخلاف ان لاحيادية مطلقة في الاعلام وحتى الديمقراطيات التي سبقتنا بسنين طوال لم تصل فيها وسائل الاعلام الى الحيادية الكاملة والمطلقة لكنها لم تفقد مهنيتها الاعلامية ولم تفقد اخلاقيات العمل وسلوكه في تناولها اي قضية ستراتيجية تهم البلد ومستقبله وتتعلق بأمنه وأمن مواطنيه ولهذا نرى هذه الوسائل تترك اختلافها مع اجهزة الدولة ومن يمثلها وتصطف سوية خدمة لبلدها ثم تعود بعد انجلاء المحن او الغمة لممارسة دورها بالنقد والتقويم وكشف الاخطاء والتجاوزات.
لكن ما نراه في بلدنا ومع الكم الهائل من وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقرئية ومع فسح المجال لكل كاتب واعلامي ومحلل ان يدلو بدلوه في قضايا البلاد ويرصد ويعري بحرية تامة، ان اعلامنا للاسف لم يقف موحدا امام قضية مهمة ومصيرية الاّ وهي قضية التصدي للارهاب والقضاء على اوكاره ومن يحتضنه.
صحيح ان للدولة عيوب واخطاء وصحيح ان للسياسين العراقيين عورات ومثالب ونكبات ومصائب لكن يحق للشعب ان نقف معه وننسى كل العيوب والعورات والاخطاء حتى نعبر محنتنا بقلب واحد وبيد واحدة وننقذ ابناء بلدنا من وباء فتاك اسمه الارهاب وحينها نعود لنفتش في الاخطاء والفضائح والعورات ونتصدى لفساد المفسدين وشذاذ الآفاقين..
ما تفعله اليوم بعض القنوات ومايسطره اقلام بعض الكتاب عما يحدث في العراق يجعلنا نقول انها بعيدة كل البعد عن الاخلاق العامة والاخلاق المهنية وسلوكيات الاعلام الحر النزيه الوطني.. ليس من المعقول ان نضلل الناس بأخبار وحقائق مزورة لاصحة لها او نشوه المصداقية الحقيقية للحدث ونأتي بأحداث مفبركة بسبب موقفنا المعادي او غير المتفق مع الحكومة او البرلمان ..
ليس من المنطقي ولا الاخلاقي ان ننشغل بحربنا مع الحكومة واحزابها من خلال اشعال نار الفتن وتشويه ما يجري على الارض من حقائق دامغة ونظهر للملأ اجمع وكأننا نتبنى مواقف اعداء العراق ونصب مزيداً من الوقود في نار الفتنة بحجج واهية لاعلاقة لها بمهنية العمل الاعلامي ولا بأخلاقيات الكتابة الصحفية وفنونها وقدسيتها!!!
اعتقد ان الاعلام العراقي بحاجة ماسة الى يتحول الى اعلام موحد ومنتصر للشعب وقضاياه لا ان يبقى اسير معركة فيها من الاكاذيب كثيراً ضد الحكومة واطرافها المتعددة وهذا ليس دفاعا عن اي حكومة فلم تمر على العراقيين طيلة استقلالهم لليوم هذا حكومة قلبها عليه وتعمل من اجله وتفكر فيه قبل اي مكسب آخر، لكن اليوم علينا كمثقفين واعلاميين ووسائل اعلام متعددة ان نترك الدولة جانبا وننتخي لشعبنا وجيشنا في حربه ضد الارهاب وان تحقق نصرنا ضد اوكاره وهو متحقق بعون الله نعود الى معركة تقويم الحكومة والنواب وكشف الفساد وملاحقة كل اخطائهم ... اليوم معركتنا ضد الارهاب واقلامنا وكاميراتنا وافكارنا يجب ان تصوب جنباً الى جنب سلاح مقاتلينا بوجه وكر المجرمين والتكفيريين.

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م


.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول




.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم