الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب مفتوح موجه للبي بي سي

ميشيل حنا الحاج

2014 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


كتاب مفتوح موجه للبي بي سي
"‎‫-;-هل بدأت قناة "بي بي سي" الناطقة باللغة العربية في الانحدار الى مستوى متدني من عدم الحيادية ، بلغته منذ عامين أو أكثر قليلا، قناة عربية كبرى بسبب عدم حياديتها الساطع لكيفية ايرادها لأخبار دولتين هما سوريا ومصر، وكذلك لدى مناقشتها في بعض البرامج لأمور تتعلق بهاتين الدولتن أيضا. ونتيجة لذلك توقفت أنا عن مشاهدتها كما توقف الآلاف غيري حتى عن مجرد الاقتراب منها. وأنا شخصيا كمتابع مثابر للأخبار وللبرامج السياسية، قد تحولت لمشاهدة قناة "بي بي سي" الناطقة بالعربية، واحيانا الى قناة "فرنسا 24" وفي مرات قليلة لقناة "روسيا اليوم" . وظلت قناة "بي بي سي" حتى ليلة أمس (وسأتوقف عند ليلة أمس) تبدو لي كقناة تحاول التزام الحياد والموضوعية في مضمون وكيفية ايراد برامجها. وهذه شهادة مني ، أنا الاعلامي المخضرم الذي عمل في حقل الاعلام المرئي لمدة تزيد عن الخمسين عاما، وكان منها في بعض الأحيان تقديم خدمات انتاجية "للبي بي سي سي" بصفتي مديرا اقليميا لوكالة أنباء تلفزيونية عالمية تقدم البرامج والأخبار والخدمات الاعلامية للعديد من القنوات العالمية المتعاقدة مع الوكالة، وكانت "بي بي سي" و"سي أن ان" وغيرهما من القنوات العالمية من المتعاقدين معها. لكن في ليلة أمس، شاهدت على قناة "بي بي سي" الناطقة بالعربية، برنامجا دهشت لدى مشاهدته. فالبرنامج الذي كان بعنوان "حديث الساعة" وقدمه الزميل الاعلامي "محمد سيف النصر" قدم أربعة مشاركين ومحاورين في ذاك البرنامج هم: 1) العميد
"حسام الدين مواك" الذي وصف بأنه من العاملين في جهاز الاستخبارات التابع للجيش السوري الحر ، 2) "طارق شنوب" وهو محام متخصص في الجماعات الاسلامية ولكنه مدافع شرس عن الجماعات الاسلامية، ومعارض أكثر شراسة للنظام السوري القائم ، وقد ظهر على الشاشة في نقل تلفزيوني عبر الأقمار الصناعية من بيروت، 3) "محمد النجار" وهو عضو في المنتدى السوري المعارض (ولا أعلم ان كان ذاك منتدى آخر غير الائتلاف السوري المعارض الذي يرأسه "احمد الجربا" أم هو مجرد خطأ في التسمية، علما أنه كان معارضا شرسا للحكومة السورية، 4) "نعمان بن عثمان" وهو عضو في منظمة "كويلام" للأبحاث والدراسات، وأعتقدت لوهلة أنه الشخص الذي سيمثل موقف النظام السوري ويتولى الدفاع عنه في وجه المحاورين الثلاثة الآخرين الذين كانوا جميعا يمثلون المعارضة السورية. لكنه لم يكن كذلك، لأنه هو الآخر انبرى يتهم النظام السوري بأبشع الألفاظ ويتهم الرئيس بشار الأسد بقتل الآلاف من شعبه ( وكأن المعارضة السورية المسلحة لم تقتل أحدا، ولم تقطع رؤوسا وتختطف مطارنة وراهبات الخ). والواقع أن هذه التشكيلة التي كلها من المعارضين، قد أدهشتني كثيرا لعدم وجود ولو شخص واحد يمثل الحكومة السورية ليتولى الدفاع عن مواقفها من باب الرأي والرأي الأخر، فهذا ما عودتنا عليه قناة "بي بي سي" في برامجها التي تحاول فيها الحفاظ على الحيادية. أما في هذا البرنامج، فلم يكن فيه أي نوع من الحيادية والموضوعية. صحيح أن موضوع البرنامج كان استطلاع أسباب القتال الجاري حاليا بين فصائل المعارضة أنفسهم ، وبالتالي كان يتطلب الأمر تواجد عدد ممن يتعاطفون مع المعارضة لتفسير ما يحدث بين فصائلها المتاقتلة الآن، الا أن النقاش قد تتطرق كثيرا لمهاجمة الحكومة السورية، وكان من أهم الاتهامات الموجهة اليها أن منظمة "داعش" هي من صناعة الحكومة السورية وصنيعتها ، مدعين أن سوريا والعراق قد شكلتها بالتعاون مع ايران لتشويه صورة المعارضة. وهو اتهام خطير كان يتوجب وجود ممثل للجانب السوري الرسمي أو المؤيد للحكومة السورية، لينبري للدفاع عن هذا الاتهام السخيف الذي لا يقبله عقل ولا منطق. فداعش قد أعدمت قبل أيام قليلة أحد عشر جنديا سوريا نظاميا، وقد أعدمتهم بأعصاب باردة. كما أن العراق المتهم بتشكيل حركة " داعش" يقاتل الآن "داعش" في الأنبار (الرمادي وفالوجة، وأود بهذ ه المناسبة واستنادا لرؤيتي التحليلية الدارسة لعقلية أولئك، بأنهم قد يفاجئون الحكومة العراقية قريبا بفتح جبهة جديدة - لتخفيف ضغط الجيش العراقي عن جبهة الأنبار- وهي جبهة أخرى في الموصل أو في الشمال العراقي الذي توقع له منذ فترة قريبة وزير خارية العراق"زيباري"، أن يتحول الى قاعدة للقاعدة). اضافة الى ذلك كون وزير خارجية أميركا "جون كيري" قد اقتنع وأقنع الرئيس "أوباما" بأن القاعدة هي التي ستحل محل الرئيس "الأسد" اذا ما ثابر الغرب والسعودية على تقديم الدعم للمعارضة السورية. فكيف بعد ذلك كله، تكون "القالعدة" من صناعة سورية، بل وصنيعتها؟ كيف؟ كيف؟ هوه فيه في الانسان عقل في دماغه والا ما فيه؟
عيب عليك يا "بي بي سي" ألا تشركي في هذا الحوار ولو شخصا واحدا يمثل الرأي الآخر مقابل أربعة أشخاص يهاجمون ويتهمون جزافا.

وأخيرا أود أن أؤكد مرة أخرى بأنني لا أدافع عن النظام السوري حبا بهذا النظام قدر ما هو كره للبديل الذي سيأتي (كبديل لنظام الرئيس "بشار") بالتكفيريين والجهاديين والاسلاميين المتشددين وفي مقدمتهم القاعدة والسلفيين ، ليحكموا الجارة سوريا التي كانت على مدى قرون وحتى خلال الحكم العثماني أحيانا، منارة للعروبة والعلمانية والتقدم الى الأمام دون التراجع الى الوراء. عيب عليكي يا "بي بي سي" والله عيب. تحياتي، وأعتذر عن اطالة التعليق الذي اضطرتني رغبتي في الدفاع عن الحق وعن وجوب الحيادية، وفي تحذير ال "بي بي سي" من الخطأ الذي وقعت فيه.‬-;-‎"
ميشيل حنا الحاج Michel-;- Hanna Haj
عضو جمعية الكتاب الأليكترونيين الأردنين
عضو مركز حوار للدراسات الاسترايجية
عضو مجموعة لا للتخل الأميركي والأوروبي في البلاد العربية
عضو منتدى العروبة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن