الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصداقية الاعلام على المحك

مجدى زكريا

2014 / 1 / 9
الصحافة والاعلام


قرأت اليوم مقال قيم فى صحيفة القدس العربى للاستاذ انور القاسم بعنوان " عالم عربى تحكمه الفضائيات والاعلام , وبما ان الاعلام بطريقة او بأخرى يساهم فى تشكيل شخصيتنا , فنحن بحاجة الى الحذر الشديد من الاشياء التى تتسلل الى عقولنا بواسطة الاعلام الموجه لخدمة اغراض مختلفة تماما عما يظنه المتلقى , الذى يظن ان الاعلام موجه لفائدته ولخدمة الحقيقة.
السؤال المهم والمطروح , هو كيف نحمى انفسنا من ان نكون ضحية لهذا الاعلام ؟
عاجل : الاخبار تخسر مصداقيتها عند كثيرين. ففى استطلاع اجرى سنة 2012 , سئل الرأى العام الاميركى عن مدى ثقته بدقة وموضوعية وشمولية التقارير الاخبارية عبر الاعلام المرئى والمسموع. فأتت النتيجة كما يلى : 6 اشخاص من 10 لا يولونها ثقة كبيرة او لا يثقون بها بالمرة. فهل ازمة الثقة هذه مبررة ؟
يعبر عدد من الصحفييين والمؤسسات الاعلامية عن التزامهم بتحرير اخر وادق التقارير. ولكن عليك ان تفتح عينيك جيدا للاسباب التالية :
اقطاب الاعلام
تملك بعض الشركات الكبرى مؤسسات اعلامية رئيسية لها سطوتها على انتقاء الاخبار , كيفية تغطيتها , والضجة الاعلامية التى تثار حولها. وبما ان معظم الشركات هدفها الربح , تطغى المصالح الاقتصادية على معظم قرارات وسائل الاعلام. لذا قد يغفل عن اى خبر يقف عائقا دون تحقيق الارباح.
الحكومات
ان الشأن السياسى والحكومى له حصة الاسد فى الاعلام. والحكومات تبغى ان تقنع الرأى العام بدعم سياستها ورسمييها. وبما ان وسائل الاعلام تعول على المصادر الحكومية فى صناعة الخبر , توحد المصالح احيانا بين الرسميين والصحفيين.
الاعلانات
تعتمد المؤسسات الاعلامية فى اغلب البلدان على المال لتستمر فى الوقوف على قدميها. ومعظم دخلها يأتى من الاعلانات. ففى الولايات المتحدة , تدر الاعلانات 50 الى 60 فى المئة من دخل المجلات , 80 فى المئة من دخل الصحف و 100 فى 100 من دخل محطات الراديو والتليفزيون التجارية. ومن الطبيعى الا يقوم المعلنون برعاية برامج لا تصب فى مصلحة منتجاتهم او طريقة ادارتهم. فاذا شموا رائحة دعاية سلبية. يعتمدون وسيلة اعلامية اخرى. واذ يعى المحررون هذا الواقع , قد يطمسون اية اخبار سلبية عن المعلنين.
اللف والدوران
حتى لو كانت الوقائع واضحة وضوح الشمس , يقدمها الصحفى من وجهة نظره هو. فيختار ما يشمله بالخبر وما يغض الطرف عنه. على سبيل المثال , قد يخسر فريق لكرة القدم مباراته بفارق هدفين. هذا واقع لا جدل حوله. اما اسباب الخساره فيرويها الصحفى على هواه.
التضليل
لا يتحلى جميع المراسلين الصحفيين بالنزاهة. فالبعض يلفقون الاخبار. مثلا , قبل يضع سنوات اراد مراسل فى اليابان ان يوثق كيف يحدث الغواصون اضرارا فى المرجان بأوكيناوا , واذ لم ينل مبتغاه , الحق هو نفسه الضرر ببعض المرجان ثم التقط صورا له. ويمكن ايضا التلاعب بالصور لتضليل الرأى العام. فتقنية تعديل الصور تتم باحترافية عالية. حتى ان اكتشاف بعض الالاعيب قد يكون شبه مستحيل.
التكتم على التفاصيل
كثيرا ما يتكتم الصحفيون على تفاصيل تسبب مشاكل او تثير قضايا شائكة بغية اعداد خبر شيق. فتضخم بعض الوقائع ويقلل من شأن اخرى. ولأن مراسلى ومذيعى التليفزيون لا يملكون احيانا سوى دقيقة واحدة لاخبار ملابسات قصة معقدة , تحذف تفاصيل مهمة من تقاريرهم.
المنافسة
فى العقود الاخيرة , تضاعفت اعداد محطات التلفزيون وتناقص تناقصا ملحوظا الوقت الذى يصرفه المشاهدون فى متابعة قناة واحده. لذلك تضطر بعض المحطات الاخبارية الى نقل تقارير حصرية او شيقة لتحافظ على نسبة مشاهديها. ويذكر كتاب تحيز وسائل الاعلام فى هذا الشان " تغدو نشرات الاخبار معرضا لصور اختيرت لتصدم المشاهدين او تثير اهتمامهم , وتختصر الانباء حتى تلائم مدى انتباههم الذى يقصر باطراد ".
الهفوات
مامن احد معصوم من الخطأ. لكن خطأ املائيا او نحويا , حتى فى وضع فاصلة فى غير محلها , يمكن ان يقلب معنى الجملة رأسا على عقب. وقد لا تدقق الوقائع بعناية , او ربما تختلط الارقام بسهولة على صحفى فى سباق محموم مع المهلة المحددة. فيطبع مثلا 10,000 بدلا من 100,000.
التأويل
ان نقل اخبار دقيقة ليس سهلا كما يظن البعض. فما يبدو حقيقة واقعة اليوم قد يتضح غدا انه مجرد خزعبلات. مثلا , اعتقد فيما مضى ان الارض هى مركز النظام الشمسى. اما الان فنعلم ان الارض تدور حول الشمس.
ميز الجيد من الردئ
صحيح ىان من غير الحكمة تصديق كل شئ من اخبار , ولكن من غير المنطقى ايضا التشكيك فيها جميعا. فمن المهم ان تكون حذرا ومنفتحا فى الوقت ذاته.
يقول مثل حكيم من الكتاب المقدس : " اليست الاذن تمتحن الاقوال , كما يذوق الحنك الطعام ؟ " لنتأمل فى نصائح عملية تساعدنا ان نمتحن الاقوال التى نسمعها او نقرأها.
الوسيلة : هل يأتى الخبر عبر شخص او مؤسسة موثوق بها ولها دراية شاملة بالموضوع ؟ هل يؤجج البرنامج او المطبوعة المشاعر ام يعتمد الجدية ؟ ومن هو الممول ؟
المصادر : هل من دليل ان الموضوع خضح لبحث دقيق ؟ هل اتت القصة من مصدر واحد فقط ؟ هل المصادر موثوق بها , حيادية وموضوعية ؟ هل هى منصفة ام اختيرت لنقل رأيا واحدا دون الاخر ؟.
الاسلوب : عندما تقدم المادة الاخبارية بأسلو حاد او استفزازى او جد انتقادى , يكون هدفها التهجم , لا تقديم البرهان المنطقى.
التوقيت : هل المعلومات حديثة ام اكل الدهر عليها وشرب ؟ فما اعتبر صحيحا قبل 20 سنة قد يشكك فى مصداقيته اليوم. ومن ناحية اخرى , فان السبق الصحفى قد يفتقر الى المعلومات الشاملة.
الرسالة : اسأل نفسك : هل تهدف المادة الاخبارية الى تزويد المعلومات ام هدفها التسلية ؟ وهل تسوق منتجا معينا او تروج لفكرة ما ؟.
الانسجام : هل تنسجم الوقائع مع ما يرد فى مقالات او تقارير اخرى ؟ فاذا وجدت ان خبرا يتضارب مع اخر , فعليك ان تأخذ حذرك.
اذا , هل يعتمد على الاخبار هذه الايام ؟ ان فى حكمة سليمان لقولا سديدا حين كتب : " قليل الخبرة يصدق كل كلمة , والنبيه يتأمل فى خطواته ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة نار من تحدي الثقة مع مريانا غريب ????


.. الجيش الروسي يستهدف تجمعات للقوات الأوكرانية داخل خنادقها #س




.. الطفل هيثم من غزة يتمنى رجوع ذراعه التي بترها الاحتلال


.. بالخريطة التفاعلية.. القسام تقصف مقر قيادة للجيش الإسرائيلي




.. القصف الإسرائيلي المتواصل يدمر ملامح حي الزيتون