الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيأكل الفلسطنيون السلفاناام ماذا؟

غالب زوايدة

2014 / 1 / 9
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


هل سيأكل الفلسطينيون السلفانا أم ماذا؟
كل منا يمتلك ذاكرة فردية تمتد وتتسع، ولكنها تبقى قاصرة مهما امتد العمر وتعمق الوعي الشخصي للإنسان، وتبقى الذاكرة الجمعية للشعب هي الحصن الأخير للمجتمعات ذات البناء الحضاري، المعتمد على تكامل البناء المؤسسي للدولة، والتداول الديمقراطي للسلطة.
وعندما تكون الدولة تابعة، وتنفذ حكوماتها المتعاقبة أجندات تخدم مخططات تطبخ بصورة سرية وفوقية، وتكون المعارضة الوطنية عاجزة عن التوحد في مشروع مقاوم للهيمنة والتبعية تكون النتيجة؛ استفحال النهج المؤدي للتفريط بمصالح الناس المعاشية والاجتماعية والسياسية والوطنية.
استعيد من ذاكرتي تراثا فكاهيا ابتدعه الشعب في مدينتي مادبا، بعد هزيمة حزيران وما تبعها من محاولات الاختراق لنهج الصمود والمقاومة الذي ساد المنطقة العربية، وكان تيارا شعبيا جارفا لم تستطع معه القوى الوطنية رغم ذلك من التوحد على أساس وطني مقاوم.
في هذه المرحلة كان المبعوث الدولي جونار يارنج يمارس جولاته المكوكية بين أمريكا وإسرائيل والدول العربية ذات الشأن. وبقية القصة ونتائجها يعرفها الجميع؛ إذ أدت بعد وفاة الرئيس الخالد جمال عبد الناصر إلى اختراق مهم في مصر، مما أدى في النهاية إلى معاهدة الصلح والإذعان المصرية الإسرائيلية وما تبعها من كوراث.
في هذه الأثناء بعد هزيمة حزيران، وقبل انفجار النمط الاستهلاكي في المنطقة، كان صفط الشوكولاته الفاخر شعبيا ينتج في الأردن بمصنع سلفانا .وكان الهدية المفضلة للمناسبات الاجتماعية. وفي معظم الأحيان كان هذا الصفط لا يفتح وإنما يترك لمناسبة قادمة ،وحيث لم يكن في ذلك الوقت ذكر لتاريخ الصلاحية، كانت السلفانا تحفظ عدة سنوات، وعندما "يلتز" أحدهم لفتحه، لوجود ضيف عزيز، يتفاجأ بفساد المحتويات. ولهذا أطلق المادبيون على هذا الصفط اسم يارنج.
ما أعادني إلى هذه الذكرى هي جولات كيري المكوكية، في ظل سيطرة النهج المفرط بالحقوق الوطنية، وطغيان النمط الفردي الاستهلاكي، ونجاح المشروع الصهيوني الأمريكي في خلق الفوضى الهدامة في المنطقة العربية، واستشراس القوى الرجعية في الدفاع عن مصالحها وغنائم فسادها، وتخلف الأحزاب والقوى الوطنية عن تشكيل جبهة مقاومة للمشروع الصهيوني.
أتابع كيري وهو يتلذذ بعذابات شعبنا ويستغل طيبته وتسامحه، ويتمتع بأكل الكنافة النابلسية والشاورما الخليلية،.وبعد هذه الجولات المكوكية لكيري، هل سيأكل شعبنا في فلسطين السلفانا الفاسدة أم ما هو أكثر فسادا... ربما مخلوطة هذه المرة بالبلوتونيوم المشع!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة