الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفقة الغاز في سورية: فيتو روسي جديد

مازن جهاد وعري

2014 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


صفقة الغاز في سورية: فيتو روسي جديد

وقعت دمشق يوم الأربعاء 25 ديسمبر/كانون الأول عقداً ضخماً للتنقيب عن النفط في المياه الإقليمية السورية مع شركة "سويوز نفتا غاز" الروسية ضمن مساحة تصل حتى 2190 كلم مربع يتضمن التنقيب والاستخراج والتنمية وبتمويل روسي ما يعني أن الفائدة المرجوة منه كبيرة جداً خاصة أن سوريا تمتلك أكبر احتياطي من النفط في المتوسط والذي يقدر بنحو 2,5 مليار برميل. أما الغاز فقد بلغ الاحتياطي المكتشف المثبت في نهاية 2012 نحو 8,5 تريليون قدم مكعبة..
إذاً من الناحية الاقتصادية يمكن القول ان هذه الصفقة ستعيد إنعاش القطاع النفطي في سوريا الذي تراجع إنتاجه إلى 39 ألف برميل يوميا بعد أن قارب ال280 ألف برميل في النصف الأول من العام 2011 هذا الانتعاش سيؤثر ايجابا دون شك على مجمل الحياة الاقتصادية في سوريا..
أما من الناحية السياسية تعد الصفقة بمثابة (فيتو) روسي جديد من نوع آخر في سوريا، وهذا ما أقلق الفرنسيين بداية بتصريحات نائب وزير الخارجية الفرنسي عن ان "العقوبات الأوربية لا تشمل هذا العقد" وبالتالي فتح الروس ثغرة كبيرة في الحصار متحدين الغرب الاوربي، موجهين رسالة مفادها ان الوجود العسكري قبالة السواحل السورية هو ليس فقط من أجل توفير المعلومات والدعم العسكري للنظام السوري بل أصبح هذا الوجود من أجل حماية المصالح الروسية في المياه الإقليمية وبالتالي أي تهديد لتلك المصالح يمس مباشرة السيادة الروسية.
كذلك تمثل الصفقة تحديا كبيرا للسعودية التي فشلت باستمالة الروس اليها رغم العروض المغرية التي قدمتها المملكة، حيث كشفت صحيفة التلغراف البريطانية عن عرض قدمته السعودية الى الروس مقابل تخلي الأخيرة عن دعمها للنظام السوري، وحسب الصحيفة عرضت السعودية على الروس السيطرة على سوق النفط العالمي، كان ذلك عبر وثائق تتضمن نصوص اجتماع سري عقد قبل أسابيع دام 4 ساعات بين بوتين والأمير بندر بن سلطان الذي حاول استعمال التهديدات والإغراءات من أجل إقناع الروس بالعدول عن موقفها تجاه الأسد "دعنا نفحص كيف يمكننا وضع استراتيجية روسية-سعودية مشتركة بموضوع النفط والهدف هو الاتفاق على سعر وكمية الإنتاج التي ستبقي النفط ثابتاً في السوق العالمي، ونحن نفهم ونعرف المصالح الروسية للنفط في البحر المتوسط من إسرائيل إلى قبرص".. والواضح ان الروس لم يستمعوا الى توصيات السعودية وعروضها موضحين ذلك باستمرار العلاقات الاقتصادية والعسكرية مع النظام السوري.
كذلك فتح هذا العقد السوري الروسي باب المنافسة على النفط في المتوسط مع جيران سوريا في المياه الاقليمية (قبرص-لبنان-"إسرائيل") وبشكل خاص "إسرائيل" التي بدأت باستخراج الغاز الطبيعي في حقول مكتشفة حديثاً قبالة سواحل لبنان والتي بدأت تنظر بعين الريبة الى المعطيات والمخرجات السياسية لهذا الاتفاق. أما لبنان فقد يكون العقد مشجعاً له بالحذو حذو سوريا لاستخراج حقوقه من النفط في مياهه الإقليمية وهذا بالتأكيد ما سيشكل خطراً على "إسرائيل".
تعدت هذه الصفقة إذاً فوائدها الاقتصادية ويبدو أن النظام السوري هو المستفيد الأول فالمكاسب الاقتصادية الكبيرة التي سيكسبها تترافق بمكاسب سياسية أيضاً وهذا ما يعزز العلاقات الروسية معه ويقطع الطريق على أي تكهنات بعدول الروس عن موقفهم تجاهه، فالأسطول الحربي الروسي في المتوسط ترافقه المنشآت الاقتصادية مدعومين بالتصريحات السياسية الروسية اليومية عن دعمها للنظام، سيؤدي إلى إعادة تموضع روسيا في سوريا وإلقاء ثقل أقوى في الموقف الروسي تجاهها. كما تؤشر هذه الصفقة إلى وجود عدة مستويات تتعامل بها روسيا مع مآلات الثورة في سورية تبدأ بالنظام ككتلة واحدة ومن ثم النظام دون بشار وتنتهي بالعزف على وتر "الأقليات" بشكل متكرر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله